أحد أسباب تقربه من الرباط.. الرئيس الأرجنتيني يختار الحاخام الأكبر لليهود المغاربة سفيرا لبلاده في إسرائيل
بعد أيام فقط من توليه رسميا رئاسة البلاد، عين الرئيس الأرجنتيني الجديد، خافيير ميلي، يهوديا من أصل مغربي سفيرا لبلاده لدى إسرائيل، لينهي بذلك فراغا استمر منذ ما يقارب 20 شهرا، ويتعلق الأمر بشيمون أكسيل وانيش، وهو رجل دين يشغل منصب الحاخام الأكبر لليهود الأرجنتينيين السفارديم ذوي الأصول المغربية.
ولا يتوفر وانيش على أي خبرة سابقة في مجال العمل الدبلوماسي، وعلى حسابه الشخصي في موقع "لينكد إن" يُعرف نفسه بأنه "الحاخام الأكبر للطائفة اليهودية السفردية المغربية في الأرجنتين"، ووفق وسائل الإعلام الأرجنتينية، فإن الأمر يتعلق بأحد المقربين جدا من ميلي، وكان عضوا في حملته الانتخابية لرئاسة البلاد.
وأدى الحاخام المذكور دورا كبيرا في حملة ميلي الانتخابية، وكان وراء إقناعه بالتعهد بنقل سفارة بوينوس آيريس من تل أبيب إلى القدس في حال ما ظفر بالانتخابات الرئاسية، بل إن بعض التقارير تتحدث عن إقناعه الرئيس الجديد باعتناق اليهودية، لكن إتمام تعيينه في منصبه الجديد قد يواجه بعض التحديات، وخصوصا ضرورة التنازل عن الجنسية الإسرائيلية.
ووفق قانون الجنسية الإسرائيلي فإن سفراء الدول الأجنبية، حتى إن كانوا يهودا، عليهم التخلي عن الجنسية الإسرائيلية لإتمام قبول أوراق اعتمادهم، في حين يملك السفير الجديد الجنسيتين الإسرائيلية والمغربية، ومع ذلك فقد أوردت وسائل إعلام أرجنتينية أن ميلي أخبر وزير الخارجية الإسرائيلي، إيلي كوهين، وهو أيضا مغربي الأصول، بقراره.
ويفسر قرب وانيش من ميلي، رغبة هذا الأخير في إقامة علاقات قوية مع الرباط، وقبيل مراسيم تنصيبه يوم 10 دجنبر الحاري، وضع المغرب ضمن قائمة من 22 دولة أجرى مباحثات عبر لقاء جمعه برئيس مجلس النواب، رشيد الطالبي العلمي، الذي مثل الملك محمد السادس في حفل التنصيب، وكانت المملكة البلد الإفريقي الوحيد الموجود في اللائحة.
وكشفت الصحافة الأرجنتينية أن الرئيس الجديد أعطى الأولوية للأجندة الخارجية، وهو ما اتضح يومي السبت والأحد الأخيرين، عندما التقى بمجموعة من رؤساء الدول وممثليها، مبرزة أنه عقد 22 اجتماعا قبل إتمام مراسيم تنصيبه، كان من بينها لقاؤه بـ"مسؤولين من المغرب" يوم أمس الأحد، في إشارة إلى انفتاحه على علاقات أقوى مع الرباط.
وقال الطالبي العلمي حينها إن حفل التنصيب شكل فرصة لإبلاغ تحيات وتهانئ الملك محمد السادس للرئيس خافيير ميلي بمناسبة انتخابه رئيسا جديدا للأرجنتين، مبرزا أيضا استعداد المملكة المغربية للرقي بالعلاقات الممتازة التي تجمع بين الرباط وبوينوس أيريس، وذلك على كافة الأصعدة وفي مختلف المجالات.
وكان العاهل المغربي قد بعث ببرقية تهنئة إلى الرئيس ميلي، أشاد فيها بـ"العلاقات الوثيقة والودية القائمة بين المملكة المغربية وجمهورية الأرجنتين، والتي ترتكز على الصداقة المتينة والتقدير المتبادل"، مؤكدا حرصه على العمل سويا مع الرئيس الجديد للأرجنتين من أجل "تعميق التعاون الثنائي وتطويره في مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك، لما فيه صالح الشعبين الصديقين".