أرباح لعبة واحدة مثل GTA V تساوي ميزانيات دول.. المغرب ينطلق بسرعة نحو التأسيس لصناعة الألعاب الإلكترونية

 أرباح لعبة واحدة مثل GTA V تساوي ميزانيات دول.. المغرب ينطلق بسرعة نحو التأسيس لصناعة الألعاب الإلكترونية
الصحيفة من الرباط
السبت 5 يوليوز 2025 - 9:00

قرر المغرب الانطلاق بسرعة كبيرة نحو تأسيس صناعة محلية للألعاب الإلكترونية، بالتزامن مع النمو الصاروخي لهذا المجال في السنوات الأخيرة، والأرباح الضخمة التي بات تُدرها هذه الصناعة، حيث تجاوزت على سبيل المثال أرباح لعبة واحدة مثل "Grand Theft Auto V" أو المعروفة اختصارا بـ"GTA5" أكثر من 8 مليارات دولار، أي ما يعادل الميزانيات السنوية لعدة دول، مما يشير إلى أن هذه الصناعة لم تعد مجرد ترفيه، بل تحوّلت إلى اقتصاد عالمي ضخم يوازي في تأثيره قطاعات صناعية كاملة.

وتشير تحركات المغرب في الفترة الأخيرة، إلى أنه عازم للدخول بقوة لهذه الصناعة، وفق ما تُظهره فعاليات معرض"Morocco Gaming Expo 2025" الذي أعطت انطلاقة نسخته الثانية، وزارة الشباب والثقافة والتواصل يوم الأربعاء الأخير بقصر الرياضات في الرباط، وسط حضور رسمي ودولي وازن في هذه الصناعة النامية بقوة.

ويهدف هذا المعرض، الممتد إلى غاية 6 يوليوز الجاري، إلى تعزيز موقع المملكة كفاعل قاري في هذا المجال، عبر جمع الفاعلين المحليين والدوليين، ودعم المقاولات الناشئة، وتشجيع تبادل الخبرات بين صناع المحتوى ومطوري الألعاب من داخل المغرب وخارجه.

وفي هذا السياق، أكد وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد المهدي بنسعيد، أن المغرب يسير بخطى ثابتة نحو بناء اقتصاد رقمي عنوانه الإبداع، مشيرا إلى أن حجم سوق صناعة الألعاب الإلكترونية عالميا بلغ نحو 300 مليار دولار، ومن المتوقع أن يصل إلى 535.29 مليار دولار بحلول 2033، حسب تقرير حديث لموقع "Statista" المتخصص في البيانات الاقتصادية.

وأوضح الوزير أن هذا النمو العالمي المتسارع يتيح فرصا غير مسبوقة أمام الشباب المغربي، مشددا على أن "توجيه هذه الطاقات نحو تطوير الألعاب الإلكترونية وتقديم برامج تكوين متخصصة سيمكن المملكة من تكوين جيل من المطورين القادرين على المنافسة دوليا".

ولتأمين هذا المسار، أعلن بنسعيد أن المغرب دخل في شراكة مع مدرسة ISART Digital الفرنسية الرائدة في تكوين مصممي الألعاب، وهي الخطوة التي تعكس الإرادة السياسية القوية لجعل المغرب مركزًا لتكوين الكفاءات الرقمية ذات الصلة بهذه الصناعة.

كما أكد الوزير أن التراث المغربي الغني، بكل تنوعه، يشكل مصدر إلهام هائل لمطوري الألعاب، مشيرا إلى أن هذه الهوية الثقافية يمكن أن تتحول إلى عنصر تميز عالمي في محتوى الألعاب التي تطورها الشركات المغربية الناشئة.

من جانبه، عبّر ضيف الشرف، المصمم الياباني الشهير يوشيكي أوكاموتو، عن إعجابه بمستوى الحماس والطموح الذي أظهره الشباب المغربي، معتبرا أن المغرب يمتلك كل المقومات ليصبح قوة إقليمية في صناعة الألعاب، خصوصا في ظل تكاثر الشركات الناشئة التي تنشط في هذا المجال الحيوي.

وقال أوكاموتو، منتج ألعاب في شركة "أوكاكيشي"، إن "الشباب المغربي أظهر إرادة قوية في اقتحام عالم الألعاب الإلكترونية"، مشيرا إلى أن المملكة تتوفر على بيئة مواتية وطموح مؤسساتي يمكن أن يقودها لتكون فاعلاً دوليا مؤثرا.

ويأتي هذا الزخم في إطار الاستراتيجية الوطنية للتحول الرقمي، والتي رُصد لها أكثر من 11 مليار درهم ضمن "رؤية المغرب الرقمي 2030"، بهدف تعزيز مكانة المغرب كمنصة إقليمية للابتكار الرقمي، وجعل صناعة الألعاب أحد أعمدته الأساسية.

ويبدو أن المملكة تراهن على هذا التوجه ليس فقط لتحقيق عائدات مالية ضخمة، وإنما أيضا لتعزيز سيادتها الرقمية وتكريس صورة جديدة لشبابها كمحرك للتنمية القائمة على المعرفة والابتكار.

وتشير بيانات "Newzoo"، وهي واحدة من أبرز المنصات المتخصصة في تحليل أسواق الألعاب الإلكترونية، إلى أن عدد اللاعبين على الصعيد العالمي تجاوز 3.3 مليار لاعب سنة 2024، ما يجعل من هذه الصناعة مساحة غير محدودة للنمو الاقتصادي والإبداع الثقافي.

"بغيتلك الحبس"!

في 30 مارس 2015، شارك مصطفى الرميد، في لقاء بالرباط نظمه مركز "مالكوم كير كارنيغي للشرق الأوسط"، حول إصلاح منظومة العدالة في العالم العربي، والذي استحضر تجارب المغرب وتونس ومصر ...