أرقام تكشف ذلك.. هذا ما يُهدد المغرب بتفشي فيروس كورونا
دخل المغرب خلال الأسبوعين الأخيرين مرحلة جديدة في التعامل مع فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، مرحلة أصبح فيها الفيروس ينتشر في أوساط المواطنين المحليين، ولم يعد مصدره من الخارج، كما أكدت وزارة الصحة في إحدى ندواتها في الأيام الماضية.
وفي الوقت الذي كان يُعتقد أن المغرب سيتمكن من احتواء المصابين بعد فترة وجيزة، اعترفت وزارة الصحة، أن عدم الالتزام بالتدابير الوقائية، وخاصة حالة الطوارئ الصحية، ساهمت في انتشار الفيروس وارتفاع عدد المصابين، وبالتالي أصبحت مهمة احتواء الفيروس في يد المواطنين الآن أكثر من أي وقت مضى.
وحسب متتبعين للوضع الوبائي في المغرب، فإن ما أشارت إليه وزارة الصحة، أكدته المديرية العامة للأمن الوطني، التي كشفت أمس الأحد، أن عناصرها في مختلف ربوع المغرب، أوقفوا 28.701 شخصا في مجموع المدن المغربية، شخصا متلبسين بخرق الطوارئ الصحية منذ تطبيقها، الأمر الذي يهدد بنقل الفيروس إلى أسرهم وإلى أناس أخرين.
وما يدعم هذا الطرح، هو أن التوزيع الجغرافي لأعداد الموقوفين في مختلف مناطق المغرب، وفق بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني، حيث تتوزع على ولاية أمن الدار البيضاء 4.331 شخصا، وولاية أمن الرباط 3.767 شخصا، وولاية أمن القنيطرة 3.346 شخصا، وولاية أمن وجدة 2.904 شخصا، وولاية أمن مراكش 2.589 شخصا، وولاية أمن أكادير 2.288 شخصا، والأمن الإقليمي بسلا 2.050 شخصا، وولاية أمن بني ملال 1.041 شخصا.
وكذا، وولاية أمن فاس 994 شخصا، والأمن الإقليمي بوارزازات 597 شخصا، وولاية أمن مكناس 931 شخصا، وولاية أمن سطات 556 شخصا، وولاية أمن تطوان 647 شخصا، والأمن الإقليمي بالجديدة 635 شخصا، والأمن الجهوي بالرشيدية 448 شخصا، وولاية أمن العيون 420 شخصا، وولاية أمن طنجة 564 شخصا، والأمن الجهوي بتازة 207 شخصا، وأخيرا الأمن الإقليمي بأسفي 261 شخصا، والأمن الجهوي بالحسيمة 125 شخصا.
وتماشيا مع أرقام الموقوفين، فإن أرقام الإصابات بفيروس كورونا المستجد، تشير إلى أن جهة الدار البيضاء سطات تتربع على رأس الجهات في المغرب الأكثر تسجيلا لعدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد، حيث بلغ عددهم وفق أخر إحصاء لوزارة الصحة على الساعة السادسة من مساء أمس الأحد، إلى ما يقارب 29 في المائة من مجموع الحالات، وهي الأعلى وطنيا.
كما تُعتبر جهة الرباط سلا القنيطرة من ضمن الجهات في المغرب التي تُسجل أكبر عدد من الإصابات في المرتبة الثالثة على مستوى الجهات، حيث بلغ عدد المصابين ما نسبته 14.3 في المائة، وتُعتبر ولاية أمن الرباط هي الثانية ضمن ولايات أمن المغرب تسجيلا لعدد الموقوفين بسبب خرق الطوارئ الصحية بعدد 3.767 شخصا.
وإذا كانت جهة مراكش أسفي هي الجهة الثانية في المغرب من حيث عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد بما يقارب 19 في المائة، فإن عدد الموقوفين بسبب خرق الطوارئ الصحية حسب أرقام ولاية أمن مراكش يُعتبر أيضا ضمن الأعلى في المغرب بعدد 2.589 موقوفا.
ويظهر بشكل جلي أن هناك تقارب بين عدد الإصابات وعدد الموقوفين في جهات ومدن المغرب، وبالتالي تُعتبر هذه المعطيات دلائل على أن ما يُهدد المغرب الآن هو خرق الطوارئ الصحية من طرف المواطنين، فكلما التزموا بالحجر الصحي في منازلهم، كلما كان ممكنا احتواء فيروس كورونا المستجد، وإلا فإن استمرار خرق الطوارئ سيؤدي إلى سيناريوهات أسوأ قد يكون المغرب غير قادر على تحملها.
تعليقات
بإمكانكم تغيير ترتيب الآراء حسب الاختيارات أسفله :