أفريكا انتليجينس: المغرب يعمل على إبعاد تنزانيا عن الدول المدعمة لـ"البوليساريو" رغم تحركات الجزائر

 أفريكا انتليجينس: المغرب يعمل على إبعاد تنزانيا عن الدول المدعمة لـ"البوليساريو" رغم تحركات الجزائر
الصحيفة – محمد سعيد أرباط
الثلاثاء 30 ماي 2023 - 19:07

كشفت صحيفة "أفريكا انتليجينس" المتخصصة في الشؤون الإفريقية، عن تحركات ومساعي تقوم بها الرباط من أجل إبعاد تنزانيا عن الدول القليلة التي لازالت تدعم أطروحة جبهة "البوليساريو" الانفصالية أو ما يُسمى بـ"حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره"، ودفعها لاتخاذ موقف حيادي لا يميل إلى أي طرف كخطوة أولى.

وحسب ذات المصدر، في تقرير نشرته اليوم الثلاثاء، فإن قضية الصحراء تحضر بقوة في مناقشات العلاقات الثنائية بين المغرب وتنزانيا في الشهور الأخيرة، بالرغم من تحركات الجزائر، التي لا تقف مكتوفة الأيدي، وتسعى بدورها إلى عدم انضمام تنزانيا إلى الدول التي تتخذ مواقف تخدم مصالح المملكة المغربية في قضية الصحراء.

وأشارت "أفريكا انتليجينس" إلى وجود تقارب في وجهات النظر بين المغرب وتنزانيا في الشهور الأخيرة، ورغبة الطرفين في تعميق العلاقات الثنائية على مختلف الأصعدة. وقد كان آخر لقاء بين مسؤولي البلدين قد حدث في شتنبر الماضي، عندما التقى رئيس مجلس المستشارين المغربي النعم ميارة، برئيس الجمعية الوطنية لتنزانيا موسى أزان زونغو في العاصمة الرباط.

وكان ميارة قد دعا نظيره التنزاني في هذا اللقاء،  لتبني بلاده الحياد الإيجابي بخصوص النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، كما استعرض واقع العلاقات الثنائية وسبل تطويرها في كافة مجالات التعاون من خلال استثمار الفرص المتاحة، خاصة في الميدان الاقتصادي.

وفي نفس السياق، أشارت "أفريكا انتليجنس" في تقرير آخر نشرته في 26 ماي الجاري، بأن المغرب يدعم سياسته الديبلوماسية في إفريقيا بما يُسمى بـ"ديبلوماسية الفوسفاط"، حيث يُرسل شحنات هامة من الأسمدة للدول الإفريقية من أجل مساعدتها للنهوظ بقطاعها الفلاحي وتحقيق الاكتفاء الغذائي، مقابل اتخاذ هذه الدول مواقف إيجابية لصالح قضية المغرب الأساسية، ألا وهي الصحراء، وقد تكون تنزانيا واحدة من هذه البلدان.

وفي هذا الصدد، كان المغرب قد أعلن أواخر الماضي على أنه يعتزم القيام بقفزة كبيرة في صادراته من الأسمدة المشتقة من الفوسفاط، إلى البلدان الأفريقية، خلال سنة 2023، حيث من المنتظر أن يرفع من حجم الصادرات إلى أكثر من 90 بالمائة، وفق  ما صرح به المدير التنفيذي لفرع المكتب الشريف للفوسفات بالقارة الأفريقية، في الدار البيضاء، خلال مؤتمر حول تمويل الأسمدة.

وحسب ذات المتحدث، فإن الصادرات المغربية نحو البلدان الإفريقية تبقى منحصرة في ربع مليون طن من الأسمدة، وهو حجم يبقى ضئيلا مقارنة بصادرات المغرب إلى بلدان أخرى خارج القارة، وبالتالي تسعى الرباط ابتداء من 2023 الى رفع الصادرات الى أربعة ملايين طن من الأسمدة.

وأضاف ذات المتحدث أن المغرب سيستهدف بهذا الحجم من صادرات الأسمدة خلال 2023، 40 بلدا إفريقيا. ويتزامن هذا المسعى مع ارتفاع كبير في الطلب على الأسمدة الزراعية من طرف البلدان الإفريقية، إلى جانب باقي بلدان العالم، في ظل تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية.

ويتوقع العديد من الخبراء أيضا أن يرتفع الطلب على الأسمدة الزراعية بشكل كبير خلال الشهور والسنوات المقبلة، بسبب رغبة جل البلدان في الرفع من الإنتاج المحلي من الزراعة والفلاحة لمواجهة تقلبات الأوضاع الدولية وتأثيرها على الأسعار والإمدادات.

وتعتبر البلدان الإفريقية من بين أكثر البلدان التي ترغب في زيادة إنتاجها المحلي من المزروعات الفلاحية، حيث من المتوقع أن يرتفع الاستهلاك المحلي من الأسمدة في أفريقيا من 8 مليون طن إلى حوالي 40 مليون طن من الأسمدة في السنوات المقبلة.

ويتربع المغرب على رأس قائمة أكثر البلدان المصدرة للفوسفاط ومشتقاته في العالم، حيث يمتلك 70% من احتياطات الفوسفاط عالميا، وهو ما يجعله لاعبا مؤثرا على المستوى الدولي في هذا المجال، ويمنح للمغرب ورقة دبلوماسية مهمة لدفع العديد من البلدان لاتخاذ مواقف تتماشى مع مصالحه العليا وقضاياه المهمة.

ويرى متابعون أن توجه المغرب نحو الرفع من صادرات الفوسفاط ومشتقاته نحو البلدان الإفريقية، هو توجه يتماشى مع سياسة الرباط في السنوات الأخيرة الهادفة إلى تقوية حضور المغرب داخل افريقيا ودفع البلدان الأفريقية لدعم قضاياه الأساسية، وعلى رأسها قضية الصحراء التي يحشد الدعم من خلالها لمقترح الحكم الذاتي لإنهاء هذا النزاع بصفة نهائية.

هل سيغير قرار محكمة العدل الأوروبية من واقع ملف الصحراء؟

قضت محكمة العدل التابعة للاتحاد الأوروبي بـ" بإبطال" اتفاقين تجاريين يتعلقان بالفلاحة والصيد البحري بين الرباط والاتحاد الأوروبي بشكل نهائي. المحكمة التي يوجد مقرها بلوكسمبورغ وتسهر على "تطبيق" قانون الاتحاد الأوروبي ...

استطلاع رأي

كمغربي أو مقيم في المغرب، هل تشعر أن ارتفاع الأسعار ونسبة التضخم أثرت على:

Loading...