أيت الطالب يدعو الدول الأفريقية إلى "الثقة" في أفريقيا وثرواتها البشرية والطبيعية للحد من المخاطر الصحية

 أيت الطالب يدعو الدول الأفريقية إلى "الثقة" في أفريقيا وثرواتها البشرية والطبيعية للحد من المخاطر الصحية
خولة اجعيفري من مراكش
الخميس 28 شتنبر 2023 - 21:27

دعا وزير الصحة والحماية الاجتماعية، خالد أيت الطالب، حكومات الدول الأفريقية إلى الانضمام لخارطة طريق جديدة، تقوم على الثقة في الرأسمال البشري واستثمار التكنولوجيات الحديثة في مجابهة المخاطر الصحية المحدقة بالقارة السمراء، التي لم يعُد أمامها وقت تضيعه أكثر مما فات.

وأوضح أيت الطالب، خلال ترأسه أشغال جلسة المناقشة الثالثة، التي احتضنها قصر المؤتمرات بمراكش عشية اليوم الخميس تحت عنوان "الحد من المخاطر والنظم البيئية للغد: المعادلة الإفريقية والتعاون جنوب جنوب"، (أوضح) أن القارة السمراء باتت مُطالبة اليوم وأكثر من أي وقت مضى على التنسيق، من أجل تقليص المخاطر الصحية، العرضية العمودية والأفقية التي تُحدّق بها، وذلك في سياق نوع من التناغم الذي لطالما نبّه إليه الملك محمد السادس، مشدّدا على ضرورة التعاون جنوب جنوب للنهوض بوضع القارة.

وأبرز المسؤول الحكومي، ضمن مداخلته، أن الطفرات التي شهدتها دول القارة، والتطور التكنولوجي، وحزمة الرعاية التي تحظى بها لدعم التكاليف العمومية المرتبطة بالصحة والتحديات المرتبط بها، إلى جانب حضور في مركز الأوبئة والوقاية منها، يؤكد أن أفريقيا مستعدة لرفع الرهان.

وشدّد أيت الطالب، على أن أفريقيا، ليس لديها الوقت، وكل دقيقة تنتظرها هي مضيعة للوقت وإهدار له، مضيفا:" في هذه القارة، أصبحنا نعرف جيدا ما هية تدبير الكوارث وكيفيتها، لقد مررنا بالجائحة، ودبّرناها ونستطيع أيضا كسب الرهانات الأخرى المحدّقة بنا، إذا ما ضاعفنا الجهود وأخدنا الدروس والعبر".

وتابع المتحدث: "فلنحاول خلق حلول، والحل يكمن في خارطة طريق تقوم على الحجر الاساس وهو التعاون والتنسيق، حتى نتحدث عن السيادة الصحية، التي لا يمكن خلقها دون حلول للبيئة والمناخ والأزمة الغذائية" مضيفا:" نحن 8 مليارات نسمة بفضل نسبة الخصوبة، وأفريقيا تضم الساكنة الاكثر شعبية في العالم، وهي قارة غنية بالموارد الطبيعية والبشرية  والكفاءات، وبالتالي علينا أن لا نقف مكتوفي الايدي دون استثمارها".

ويرى وزير الصحة والحماية الاجتماعية، أن التكنولوجيا، ستغير المجال الطبي، ووجب استغلالها، موردا: " التطور التكنولوجي، سوف يغير مهن الصحة، فالطب لن يبقى كما هو علاجي، كما أنه وفي قارتنا السمراء نمتلك  التكيفات والجينومات وكلها تكلف كثيرا من المنظور المالي وبالتالي علينا الاشتغال من نفس المنظور لتقليص المخاطر، وأفريقيا يجب ان تعتمد على أفريقيا.. عاشت أفريقيا، عاشت أفريقيا".

وتنظم وزارة الصحة والحماية الاجتماعية ووزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، بشراكة مع جمعية الصحة الإفريقية العالمية، النسخة الثانية للمناظرة الإفريقية للحد من المخاطر الصحية، تحت شعار " الصحة في إفريقيا: الماء، البيئة والأمن الغذائي" وذلك من 27 إلى 29 شتنبر 2023 بمراكش.

يسلط هذا الحدث الهام الضوء على واقع المنظومات الصحية والأمن الغذائي في إفريقيا. ويهدف إلى وضع إطار إفريقي يعتمد على تجارب البلدان وعلى وجهات نظر الخبراء في مجال الصحة العامة والترقب والتنبؤ في مواجهة المخطار، مع تباحث التدابير الوقائية الناجعة لتجنب آثار الأزمات على المستوى الإنساني، الاجتماعي، السياسي والاقتصادي، في أفق وضع سياسة صحية مشتركة للتعامل مع المخاطر والأزمات الصحية.

وستعرف أشغال المناظرة تقييم مدى تنفيذ توصيات النسخة الأولى والخروج بتوصيات جديدة ملزمة، تروم مساعدة صناع القرار على اتخاذ خيارات استراتيجية في وضع السياسات والنظم الصحية، عبر تحديد الممارسات الجيدة في مجال الحكامة والتمويل والاستدامة المالية بالقطاعات المعنية، من أجل الحد من المخاطر الصحية وتعزيز الأمن الغذائي والمحافظة على النظم البيئة، لما لها من تأثير مباشر على الصحة العامة وعلى جودة الحياة.

يتميز هذا الحدث بمشاركة العديد من الشخصيات البارزة في الساحة الإفريقية والدولية، من وزراء وسفراء وخبراء وشخصيات علمية وسياسية، بالإضافة إلى ممثلي منظمات غير حكومية دولية. ويوفر هذا الحدث الدولي فضاء لتبادل المعلومات والتجارب وكذا وجهات النظر في مجال الحد من المخاطر الصحية، إضافة إلى تحديات الماء والبيئة وتأثيرهما على الأمن الغذائي والصحي بالقارة الإفريقية.

يندرج تنظيم هذه المناظرة في إطار الدينامية المتسارعة لتنزيل أوراش إصلاح المنظومة الصحية الوطنية وتعميم الحماية الاجتماعية، من أجل ضمان الولوج العادل والمنصف لجميع فئات المواطنين لخدمات صحية مستدامة وذات جودة. كما يأتي تنظيم هذا الحدث في سياق عالمي يتسم بتفاقم الأزمات المتعلقة بتداعيات الأمراض والأوبئة والتغيرات المناخية وندرة المياه والأمن الغذائي، وما يخلفه ذلك من تأثير مباشر على المنظومات الصحية وعلى سلاسل القيمة الفلاحية واللوجستية. وكانت النسخة الأولى للمناظرة الإفريقية للحد من المخاطر الصحية، قد تبنت إعلان مراكش الذي يتضمن 14 توصية تهدف إلى تقليص المخاطر الصحية على صعيد القارة الافريقية، والعمل على ضمان السيادة الصحية والسيادة التكنولوجية خدمة للصحة في القارة السمراء.

سارقة البيض.. وسارق 1700 مليار!

في سنة 1862 أي ما يزيد عن قرن ونصف من الآن، كتب الأديب الفرنسي فيكتور هوغو روايته الشهيرة "البؤساء"، دون أن يخمن ولو للحظة أن بطل هذه الرواية "جان فالجان" ...