إحصائيات تكشف عودة ظاهرة "الحريك" للاستفحال في أوساط المغاربة

 إحصائيات تكشف عودة ظاهرة "الحريك" للاستفحال في أوساط المغاربة
الصحيفة – بديع الحمداني
السبت 28 شتنبر 2019 - 13:31

يبدو أن ظاهرة الهجرة السرية، أو التي يُصطلح عليها في الدارج المغربي بـ "الحريك"، عادت لإحياء "ذكريات التسعينات" من جديد، بعدما ارتفعت أعداد المهاجرين المغاربة الذين هجروا إلى الضفة الإسبانية في 2018 و 2019 بأرقام مخيفة.

في فترة التسعينات كانت ظاهرة الهجرة السرية قد استفحلت بشكل كبير في أوساط الشباب المغربي، وكانت القوارب تنطلق بشكل شبه يومي من شمال المغرب نحو جنوب إسبانيا بحثا عن فرص أفضل في شبه الجزيرة الإيبيرية التي انتعشت اقتصاديا بشكل كبير مع بداية الاتحاد الأوروبي.

لكن الوضع مع بداية الألفية الجديدة، خاصة بعد تولي محمد السادس العرش، بدأ في التغير وتراجعت هذه الظاهرة في المغرب، إلى حد اعتقد الجميع أنها لم تعد معنية بالمغاربة، ومعنية أكثر بالمهاجرين المنحدرين من دول جنوب صحراء إفريقيا، خاصة بعد حدوث تحسن نسبي في الأوضاع الاقتصادية في المغرب.

2017.. عودة الظاهرة

في أواخر 2017، وبعد حراك الريف وسخط المغاربة على الأوضاع الاجتماعية، بدأت الهجرة السرية تعود من جديد في صفوف الشباب المغاربة، خاصة في الشمال، لتستفحل بشكل أكبر في 2018 تزامنا مع بداية تحسن الأوضاع الاقتصادية في إسبانيا، ليتفوق المغاربة لأول مرة منذ عقود طويلة، على باقي المهاجرين الأفارقة كأكثر الجنسيات وصولا إلى إسبانيا، حيث شكلوا نسبة 21 بالمائة من مجموع حوالي 60 ألف مهاجر إفريقي وصلوا إلى إسبانيا حسب إحصائيات وزارة الداخلية الإسبانية.

إحصائيات الأشهر الثمانية الأولى من السنة الجارية 2019 التي أعلنت عنها المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، تؤكد بالملموس، إن ظاهرة الهجرة السرية عادت بقوة في صفوف المغاربة، خاصة بعد استمرارهم كأكثر الجنسيات الإفريقية هجرة إلى إسبانيا خلال هذه الفترة.

ووفق هذه الإحصائيات المتعلقة بأعداد المهاجرين الواصلين إلى إسبانيا من يناير إلى غاية غشت من السنة الجارية 2019، فإن 19,600 مهاجر وصلوا إلى التراب الإسباني في هذه الفترة، والمثير هو أن 30 في المائة من هذا العدد هم مغاربة، يتبعهم الماليون بنسبة 14 في المائة، ثم الغينيون بنسبة 13 في المائة، والإيفواريون بنسبة 11 بالمائة، وأخيرا السينغاليون بنسبة 8 بالمائة.

تراجع العدد وارتفاع النسبة

رغم أن هذه السنة (2019) يُسجل تراجع ملحوظ في أعداد المهاجرين السريين الواصلين إلى إسبانيا خلال هذه الفترة بنسبة 44 بالمائة مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية وفق إحصائيات وزارة الداخلية الإسبانية، إلا أن نسبة المغاربة تبقى مرتفعة جدا، وتعكس مدى استمرار هذه الظاهرة.

فبعد أن كانت نسبة المهاجرين المغاربة الذين وصلوا إلى إسبانيا خلال 2018 لا تتعدى 21 بالمائة من المجموع العام للمهاجرين الأفارقة الذين دخلوا التراب الإسباني، إلا أن هذه السنة تشهد ارتفاعا في نسبة المهاجرين المغاربة إلى حدود غشت 2019 بحوالي 30 بالمائة، وهي نسبة مرشحة للارتفاع إلى غاية نهاية السنة.

ومؤشرات ذلك أنه خلال اليومين الماضيين، تمكنت بحرية الحرس المدني الإسباني من اعتراض قارب على متنه 50 مهاجرا مغربيا، من ضمنهم 3 نساء، كانوا جميعا في طريقهم للهجرة سرا نحو إسبانيا عبر مضيق جبل طارق، وهذا العدد من المهاجرين المغاربة على متن قارب واحد، يثير علامات استفهام مخيفة عن أسباب هذه الهجرة المكثفة ومدى استمرارها واستفحالها.

إهانة موسمية

المغرب ليس بلدا خاليًا من الأعطاب، ومن يدعي ذلك فهو ليس مُخطئا فحسب، بل يساهم، من حيث لا يدري في تأخر عملية الإصلاح، وبالتالي يضر البلد أكثر مما ينفعه، ولا ...

استطلاع رأي

مع تصاعد التوتر بين المغرب والجزائر وتكثيف الجيش الجزائري لمناوراته العسكرية قرب الحدود المغربية بالذخيرة الحيّة وتقوية الجيش المغربي لترسانته من الأسلحة.. في ظل أجواء "الحرب الباردة" هذه بين البلدين كيف سينتهي في اعتقادك هذا الخلاف؟

Loading...