إدارة بايدن تتخذ أول خطوة "عملية" للتأكيد على إبقاء الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء

في خطوة جديدة، وأكثر "عملية" بشأن قضية الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، قامت وزارة الخارجية الأمريكية بإعادة نشر وثيقة الاعتراف على موقعها الرسمي مرة أخرى، بعدما كان قد تم سحبها في إطار التجديد الذي يطرأ على الموقع الرسمي عند حلول أي إدارة جديدة.

وتُعتبر هذه الخطوة بمثابة تأكيد آخر على أن إدارة جو بايدن ستظل ملتزمة بهذا الاتفاق، خاصة أن عملية إعادة وثائق الاتفاقيات الموقعة من طرف الإدارات السابقة للموقع الرسمي للخارجية الأمريكية، يأتي بعد إخضاع تلك الاتفاقيات للمراجعة قبل إعادة نشرها من جديد.

وتمت إعادة نشر وثيقة الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، في قسم "المعاهدات والاتفاقيات" الموقعة في سنة 2020، وهي من ضمن 38 اتفاقية ومعاهدة كانت قد وقعتها الإدارة الأمريكية السابقة بقيادة دونالد ترامب، وقد أعادت الإدارة الجديدة نشرها، وهو ما يعني أن الإدارة الجديدة ستلتزم بهذه الاتفاقيات بشكل رسمي.

وكان سحب الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء من موقع الخارجية الأمريكية صبيحة تولي  جو بايدن منصب الرئاسة خلفا لبايدن، قد دفع بالكثير من وسائل الإعلام الدولية إلى نشر تقارير تُلمح إلى احتمالية أن الإدارة الجديدة ستراجع الاتفاقية وستسحب قرار الاعتراف، إلا أن ذلك لم يحدث.

وتنضاف هذه الخطوة الجديدة، إلى عدد من الإشارات السابقة التي أشارت إلى أن إدارة بايدن لن تتراجع عن قرار الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، خاصة أن هذا الاعتراف يدخل في إطار اتفاق ثلاثي يتضمن إسرائيل، حيث أن الاتفاق يُلزم المغرب وإسرائيل باستئناف العلاقات الثنائية، مقابل الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء.

وكان بايدن قد أشاد باتفاقيات التطبيع واستئناف العلاقات التي أُبرمت بين إسرائيل وعدد من الدول العربية، ومن ضمنها المغرب، حيث اعتبر أن هذه الاتفاقيات من شأنها أن تدفع بعملية السلام في منطقة الشرق الأوسط، وتضع حدا للصراع الإسرائيلي العربي.

ويُشكل الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، نجاحا ديبلوماسيا كبيرا للمغرب، وسيساهم بشكل كبير في تقوية موقفه لحل الصراع على الصحراء مع جبهة البوليساريو، خاصة أنه يُقدم حلا يُعتبر عادلا جدا من طرف الولايات المتحدة الأمريكية، وهو منح الحكم الذاتي للأقاليم الجنوبية.

هذا وتجدر الإشارة إلى أن وزير الخارجية الأمريكية، أنطوني بلينكن، أعلن أمس أنه تواصل مع وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، حول أهمية استرجاع الهدوء في فلسطين، وأكد على أن المغرب شريك استراتيجي مهم، وسيعمل (المغرب) والولايات المتحدة الأمريكية معا لحل الصراع هناك.