إسبانيا تؤكد فتح ملحقة لمعهد سيرفانتيس التابع لوزارة الخارجية بمدينة العيون
تتجه إسبانيا للاكتفاء حاليا بملحقة تابعة لمعهد سيرفانتيس في مدينة العيون، في ظل عدم وجود مساحة وظروف مثالية لافتتاح المركز في الوقت الراهن، حسب ما أكدته الحكومة الإسبانية في ردها على تساؤلات العضو برلماني، فرناندو كلافيجو الذي ينتمي إلى حزب ائتلاف الكناري.
وكان العضو البرلماني المذكور قد ساءل الحكومة الإسبانية حول ما إذا كانت تخطط لفتح قنصلية في مدينة العيون بالصحراء المغربية، وافتتاح فرع لمعهد سيرفانتيس في المنطقة، وهو التساؤل الذي طُرح مؤخرا عبر الصحافة الإسبانية وتمت نقاشه على نطاق واسع.
وبخصوص القنصلية، فإن الحكومة الإسبانية قالت في ردها على العضو البرلماني الكناري إن "افتتاح أي قنصلية ليس مخططا له"، وهو نفس الأمر ينطبق على فرع معهد سيرفانتيس، حيث سيتم الاكتفاء بالملحقة التابعة للمعهد التي تنشط في مدينة العيون.
وجاء هذا الرد بعدما تداولت الصحافة الإسبانية في الأسابيع الأخيرة تقاريرا إعلامية تقول إن رئيس الحكومة، بيدرو سانشيز، يُخطط لتنفيذ البادرة التي كان قد عزم عليها رئيس الحكومة الإسبانية السابق، ماريانو راخوي، المتعلقة بافتتاح معهد "سيرفانتيس" التابع لوزارة الخارجية، في مدينة العيون بالصحراء المغربية، دون أن يتم تنفيذها أنذاك بسبب احتجاجات جبهة "البوليساريو" الانفصالية.
وحسب الصحافة الإسبانية، فإن معهد "سيرفانتيس"، بالرغم من أنشطته الثقافية، إلا أنه يُعتبر معهد تابع لوزارة الخارجية الإسبانية، وبالتالي فإنه يُعتبر مؤسسة رسمية لإسبانيا، وافتتاحه في مدينة العيون سيُعتبر بمثابة اعتراف إسباني بسيادة المملكة المغربية على الصحراء وتدعيما لموقف مدريد الجديد الداعم لمقترح الحكم الذاتي التي تُقدمه الرباط لحل نزاع الصحراء بشكل نهائي.
وأشارت ذات المصادر إلى أن حكومة ماريانو راخوي، كانت هي أول من باردت للقيام بمحاولة افتتاح معهد "سيرفانتيس" الإسباني في مدينة العيون منذ سنوات، بهدف تخفيف الضغط المغربي عليها بشأن قضية الصحراء، إلا أن المشروع لم يتم تنفيذه، بعد تقديم "البوليساريو" احتجاج رسمي للحكومة الإسبانية.
وكان ممثل جبهة "البوليساريو" في إسبانيا، عبدالله عربي، قد أصدر بلاغا، في فبراير الماضي، أعلن فيه بأن الجبهة الانفصالية تنتقد ما صدر من حكومة سانشيز في الاجتماع رفيع المستوى مع المغرب، معتبرا أن سانشيز "خضع" للرباط، في إشارة إلى تصريح سانشيز الذي أكد فيه بأن مدريد ستتجنب ما يسيء للمغرب وسيادته، وهو التصريح الذي يحمل في طياته بأن إسبانيا ستتجنب أن موقف مضاد للمغرب في قضية الصحراء.
واعتبر ممثل البوليساريو أن المغرب "يضغط" على إسبانيا لترسيخ الاعتراف بسيادته على الصحراء من خلال العديد من الخطوات، مضيفا "أشعر بالأسف أن مؤسسة مرموقة مثل معهد سرفانتس ستفتح مكتبها في مدينة العيون"، ما اعتبره تكريسا لدعم مدريد لسيادة المغرب على الصحراء.