إسبانيا تشكل لجنة من 6 وزارات لوضع استراتيجية لإنقاذ سبتة ومليلية من "الحصار المغربي"
قالت صحيفة إلباييس الإسبانية، أن الحكومة المركزية في مدريد، قامت بتشكل لجنة مكونة من 6 وزارات، هي رئاسة الحكومة ووزارة الداخلية والخارجية والتجهيز والصحة والمالية، إضافة إلى مشاركة الاستخبارات الأمنية، من أجل وضع مخطط يكون الهدف منه إنقاذ مدينتي سبتة ومليلية من "الحصار المغربي".
ووفق ذات المصدر، فإن حكومة بيدرو سانشيز بدأت تفكر في وضع مخطط استراتيجي لإخراج المدينتين من وضعيتهما الصعبة، منذ أزمة تدفق المهاجرين على سبتة في ماي الماضي، ومع استمرار إغلاق الحدود مع المغرب، وعدم وجود أي بوادر بعودة "التهريب المعيشي" بكل من سبتة ومليلية بقرار لا رجعة فيه من السلطات المغربية.
ويهدف المخطط، حسب ذات الصحيفة، إلى جعل المدينتين مستقلتين اقتصاديا عن المغرب، بغض النظر ما إذا قرر المغرب فتح حدوده أمامهما أم لا، وقد عقدت اللجنة المذكورة اجتماعات لدراسة إيجاد النموذج الاقتصادي الجديد لسبتة ومليلية، سواء على المستويين القريب أو البعيد.
ومن المعالم الكبرى لهذا المخطط الذي تسعى من خلاله مدريد لإنقاذ المدينتين وإخراجهما من الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الصعبة جراء عدد من الاجراءات التي اتخذها المغرب، كإغلاق الحدود وإيقاف التهريب المعيشي، هو تحويلهما إلى نقطتين جمركيتين للعبور القانوني للتجارة، بالرغم من أن الرباط يُرجح بقوة أن ترفض هذا الأمر لما فيه من اعتراف بسيادة إسبانيا على المدينتين.
كما سيُركز المخطط على ربط اقتصاد المدينتين بشكل أكبر بالاقتصاد الإسباني والأوروبي، وإمكانية الاندماج التام في نظام شينغن وإنهاء الاستثناء الذي كان معمولا به سابقا، والذي كان يسمح بدخول سكان تطوان والناظور المغاربة إلى سبتة ومليلية بجواز السفر فقط.
وبخصوص المعابر، فإن اللجنة ستدرس وضع إجراءات جديدة للتنقل، بالاعتماد على أنظمة ذكية الهدف منها تسهيل وتقنين الولوج بطرق تكنولوجية حديثة، مع الاجراءات الاحترازية التي تهدف إلى التصدي إلى وباء كورونا، مع دراسة إمكانية التعاون مع الطرف المغربي في هذا الأمر.
ويُتوقع أن تقدم اللجنة المشكلة لهذا الغرض، بنود هذا المخطط فور الانتهاء من إنجازه بالكامل، وهو مخطط "اقتصادي اجتماعي" حسب صحيفة إلباييس، حيث تم استبعاد وزارة الدفاع من هذه اللجنة، على اعتبار أن إسبانيا تسعى لحماية المدينتين وتمتين استقلاليتهما عن المغرب من الناحيتين الاقتصادية والاجتماعية فقط.
هذا وتجدر الإشارة إلى أن سبتة ومليلية كانتا تعتمدان بشكل كبير على التجارة مع المغرب، خاصة "التهريب المعيشي" الذي كان يُدر على سبتة سنويا أرباحا تصل إلى 500 مليون أورو، وعلى مليلية حوالي مليار أورو، لكن المغرب قرر إنهاء هذا التهريب على اعتبار أنه يُضر بالاقتصاد الوطني.
كما أن ظهور وباء كورونا وإغلاق المغرب حدوده مع سبتة ومليلية ساهم ذلك في زيادة الخنق الاقتصادي على المدينتين، حيث كانتا تعتمدان على محيطهما المغربي لاستيراد الكثير من السلع، كالأسماك والمنتوجات الفلاحية وغيرها.