إسبانيا تفرض "قيودا" جديدة على المسافرين القادمين من دول إفريقيا وعلى رأسها المغرب بعد رصدها استخداما "احتياليا" للتأشيرات أثناء عبور مطاراتها
تتّجه إسبانيا إلى فرض "قيود" جديدة على المسافرين القادمين من الدول الإفريقية وعلى رأسهم المغرب، بعدما رصدت استخداما "احتياليا" للتأشيرات أثناء توقف الرحلات الجوية القادمة من البيضاء صوب دول أمريكا اللاتينية، في مطارات العبور بمدريد، وذلك تجنّبا لانهيار منظومة المطارات وصد واقع ارتفاع طلبات اللجوء.
واستغل وزير الداخلية الإسباني فرناندو غراندي مارلاسكا، الزيارة التي قام بها إلى المغرب والتي تُعد الأولى من نوعها في ظل حكومة بيدرو سانشيز الجديدة، ليُفاتح نظيره المغربي عبد الوافي لفتيت في موضوع استعداد بلده لفرض تأشيرات العبور على الرحلات القادمة من المغرب، وذلك من منطلق المرحلة الجديدة من العلاقات بين البلدين التي تقوم على أساس الاحترام والثقة المتبادلة والتشاور الدائم والتعاون الصريح والمخلص وتجنّب القرارات الأحادية في إطار خارطة الطريق المبرمة.
مارلاسكا، ووفق ما نقلته وسائل الإعلام الإسبانية، أبلغ نظيره المغربي عبد الوافي لفتيت بوجود استخدام "احتيالي" لوثائق الرحلات الجوية المغادرة من الدار البيضاء إلى دول أمريكا اللاتينية، وذلك عند التوقف في مطار أدولفو سواريز مدريد - باراخاس، حيث يغتنم العديد من الركاب الفرصة لطلب الحماية الدولية، وفي أحايين كثيرة الهروب من المطار، ما فرض تدارس الحكومة الإسبانية لقرار فرض تأشيرات عبور على هذه الرحلات.
وبهذا الخصوص، أوضح غراندي مارلاسكا، بأنه "إذا كان لا بد من تقديم تأشيرات العبور، فسيتم تقديمها لتجنب هذه الاستخدامات"، مشدّدا في الآن ذاته، على أن هذا "لا يتعارض" مع الضمانات القانونية لطالبي اللجوء، وأنه في هذه المرحلة الحل يشمل أيضًا "اتخاذ إجراءات" في مطار باراخاس لضمان حقوق هؤلاء الأشخاص.
وتعمل الحكومة الإسبانية، بشكل "مكثف" تعمل على حل هذه المشكلة، منذ توجيه نقابات الشرطة، في دجنبر الماضي لشكاوى بخصوص واقع "الاكتظاظ" المفروض في غرف اللجوء وعدم قبول اللاجئين، ما دفع مارلاسكا إلى الجلوس مع طاولة الحوار مع نظيره لفتيت قبيل اتخاذ أي إجراء.
وفي السياق ذاته، استعان وزير الداخلية الإسباني بنظيره المغربي، مشيدا بالعمل الذي وصفه بـ"الاستثنائي" المنجز بمطار الدار البيضاء، مثنيا على حجم العلاقات الثنائية والتعاون "الممتاز ذو الدرجة العالية من الفعالية" لكلا البلدين ضد الهجرة غير الشرعية وأن ما يريده كلاهما هو "التحسن" في هذا المجال.
وتطالب نقابات الشرطة منذ أسابيع بطلب تأشيرات عبور للرحلات الجوية من الدول الأفريقية، بما في ذلك المغرب، وأن تقوم وكالة AENA ومنظمات مثل الصليب الأحمر برعاية 350 مهاجرًا، بما في ذلك النساء والأطفال، الذين ينتظرون في غرف اللجوءبمطار "باراخاس" في ظروف غير صحية.
وفي الأسابيع القليلة الماضية، جرى تداول العديد من الصور والفيديوهات من صالات اللجوء في مطار "باراخاس"، المكتظة بعشرات المهاجرين غير النظاميين بمن فيهم المغاربة، ممن يواجهون مشاكل مرتبطة بتوفير الغذاء والرعاية الطبية وظروف النظافة الأساسية، عقب تجاوز المساحات المخصصة لاستضافة اللاجئين طاقتها الاستيعابية، مما أدى إلى تدهور الظروف المعيشية والإنسانية للمقيمين.
ورفعت نقابة الشرطة الإسبانية، تقريرا إلى الداخلية منذ أيام تشتكي الوضع "غير الصحي" أو "الإنسانس" في مطار مدريد باراخاس-أدولفو سواريز، حيث يصل العديد من المهاجرين من دول أفريقية مثل كينيا والسنغال وخاصة المغرب، عند عبورهم بالعاصمة مدريد،و ينتهزون الفرصة لطلب اللجوء، حتى أن العديد منهم قاموا بتمزيق جوازات سفرهم أو الانتظار حتى حلول الظلام لتسلق العناصر حواجز المركز الحدودي بالمطار ومحاولة دخول الأراضي الإسبانية بشكل غير قانوني.
ونبّهت الشرطة الإسبانية بالمطار، إلى أنها تظل في حالة تأهب لوصول رحلات جوية جديدة مجدولة، أبرزها رحلة الخطوط الجوية الملكية المغربية، التي تأتي محملة بمهاجرين من طالبي اللجوء، فيما ومع تزايد الأعداد بشكل مرعب، وعلى الرغم من توزيعهم على ثلاث غرف، انتشرت الأوساخ وبق الفراش بشكل كبير في غرف المركز المذكور، ويستمر الوضع غير الصحي والاكتظاظ، حيث تتراكم القمامة في غرف يتواجد فيها حوالي 150 شخصاً.
ويتوزع طالبو اللجوء الثلاثمائة على ثلاث قاعات بسعة تصل إلى حوالي 50 فردًا في كل قاعة، القاعة رقم 4، تستضيف حاليا 166 شخصًا تقدّموا بطلب اللجوء تمّ رفضه، في القاعة رقم 3، تمّ تسجيل 42 مهاجرًا، في حين يعيش في القاعة رقم 2، والتي تم تخصيصها مؤقتًا من قبل وزارة الداخلية الإسبانية لحل المشكلة، 32 امرأة مع أطفال صغار.
ودفعت هذه الوضعية إلى هرب ما مجموعه 17 مهاجرًا حاملا للجنسية المغربية السبت الماضي، من غرفة اللجوء في مطار باراخاس في مدريد بعد تكسير زجاج إحدى النوافذ، حسب مصادر أمنية إسبانية، إذ تمكن هؤلاء المهاجرون، الذين كانوا ينتظرون قرارًا بشأن طلب لجوؤهم، من الوصول إلى السقف ومن هناك فرّوا إلى الشارع.