إسبانيا دعت المغرب إلى ضبط رحلات "لارام".. أزمة طالبي اللجوء بمطار مدريد أولى مهام السفير الجديد بالرباط
سيكون السفير الإسباني الجديد بالرباط، إنريكي أوخيدا، مطالبا بمواجهة أزمة جديدة تتعلق بالهجرة، بمجرد بدء عمله في المغرب، وذلك بسبب العدد القياسي لطالبي اللجوء الذين وصلوا إلى مطار باراخاس بالعاصمة مدريد، أكبر مطارات البلاد، والذين أفادت تقارير الشرطة الإسبانية أنه قادمون أساسا عبر رحلات الخطوط الملكية المغربية.
ووفق ما كشفت عنه صحيفة "إلموندو"، فإن إسبانيا تسعى إلى تعاون المغرب من أجل التخفيف من أزمة طالبي اللجوء الذين "يختنق" بهم مطار باراخاس منذ أكثر من أسبوعين، والذين وصل عددهم إلى 400 شخص، وهو الطلب الذي وجهه مستشار الداخلية في السفارة الإسبانية بالرباط إلى السلطات المغربية، قُبيل قدوم السفير الجديد أوخيدا.
ووفق المصدر ذاته فإن الشرطة الإسبانية نبهت سلطات البلاد إلى أن الوصول الجماعي للمهاجرين طالبي اللجوء مصدره الأساس رحلات "لارام" ليتحرك ممثل وزارة الداخلية في السفارة، والذي وصفته الصحيفة بأنه "ضابط كبير في الشرطة"، لإخطار السلطات المغربية بهذا الأمر، مركزا على شركة الطيران التي تُستعمل كمنفذ للوصول إلى الأراضي الإسبانية عبر رحلاتها اليومية.
وقبل أسبوعين، وتزامنا مع بروز أعراض هذه الظاهرة الجديدة، المتمثلة في وصول المسافرين عبر المطار لطلب اللجوء من هناك، حذر ضباط كبار في الشرطة الإسبانية إلى ضرورة التدخل "من أعلى المستويات" لإيقاف تدفق هذا النوع من المهاجرين، القادمين أساس من مطار محمد الخامس بالدار البيضاء.
والتقى Hls الثلاثاء، وزير الداخلية الإسباني، فيرناندو غراندي مارلاسكا، مع السفير الإسباني الجديد لدى المغرب، ويُتوقع أن الدافع الاساس لذلك هو محاولة التنسيق مع الرباط من أجل وقف زحم هؤلاء المهاجرين، الذين يتكدسون حاليا في غرف الإيواء المؤقتة داخل المطار، في وضع صحي متردٍ، آملين في الحصول على صفة "لاجئ".
ويستغل هؤلاء الأشخاص رحلات جوية صوب بلدان لا تطلب التأشيرة، مثل البرازيل أو بوليفيا، ويستغلون التوقف المؤقت للرحلة في مطار مدريد، ليتسللوا إلى داخله طالبين الحماية الدولية، علما أن الأمر يتعلق بأشخاص من جنسيات مختلفة، وأساسا من دول إفريقية، علما أن عدد الرحلات من هذا النوع يتراوح ما بين رحلتين و4 رحلات يوميا.
وتسبب هذا الأمر في أزمة كبيرة داخل المطار، بالنظر إلى تكرار هذه العملية، حيث يتزايد أعداد طالبي اللجوء باستمرار بينما لا تكفي فضاءات الإيواء المؤقتة لاستيعابهم جميعا، ما دفع السلطات الإسبانية إلى إضافة غرفة جديدة، وتطور الأمر إلى احتجاجات وأعمال عنف اضطرت سلطات المطار إلى الاستعانة بعناصر مكافحة الشغب.
