إسبانيا مستمرة في موقفها لصالح المغرب في قضية الصحراء.. والانتخابات تقف وراء رغبة تبون في إصلاح العلاقات مع مدريد

 إسبانيا مستمرة في موقفها لصالح المغرب في قضية الصحراء.. والانتخابات تقف وراء رغبة تبون في إصلاح العلاقات مع مدريد
الصحيفة – محمد سعيد أرباط
الخميس 4 يناير 2024 - 21:47

لازالت الصحافة الإسبانية تطرح تساؤلات حول الدافع الذي يقف وراء التحول المفاجئ للجزائر في علاقاتها مع إسبانيا، وقرارها بإنهاء القطيعة الدبلوماسية مع مدريد ابتداء من نونبر الماضي، أي بعد مرور 19 شهرا من الأزمة، التي كانت قد بدأتها الجزائر كرد فعل على إعلان حكومة بيدرو سانشيز دعمها لمغربية الصحراء عن طريق تأييد مبادرة الحكم الذاتي التي تقدمها الرباط لحل ذلك النزاع.

ويتضح من خلال تقارير الصحافة الإسبانية، وعلى رأسها تقرير نشرته وكالة الأنباء "أوروبا بريس" حول العلاقات الإسبانية الجزائرية ومستقبلها هذا العام، أن الإعلام الإسباني، لم يقتنع بادعاءات المسؤولين الجزائريين، وآخرهم وزير الخارجية أحمد عطاف، الذي صرح أن ما دفع الجزائر لإصلاح علاقاتها مع إسبانيا هو تراجع مدريد عن موقفها الداعم لمغربية الصحراء، بدعوى أن تصريح بيدرو سانشيز الأخير في الأمم المتحدة لم يشر إلى مسألة الحكم الذاتي.

وهذا الادعاء، حسب ما جاء في تقارير صحفية إسبانية، لا يصمد كثيرا أمام حقائق، من قبيل أن بيدرو سانشيز سبق أن قدم خطابا مماثلا في الأمم المتحدة في العام ما قبل الماضي، ومع ذلك لم تتخذ الجزائر أنذاك خطوة إصلاح العلاقات مع مدريد، وبالتالي فإن الخطاب الأخير لم يأت بأي جديد. كما أن رئيس الحكومة الإسبانية لم يُعلن عن أي خطوة مخالفة لقراره السابق الذي أعلن فيه دعم بلاده لمبادرة الحكم الذاتي، ما يشير إلى أن الموقف الإسباني لم يتغير.

ويبقى المرجح، وفق العديد من التحليلات السياسية للعلاقات الإسبانية الجزائرية في صحافة شبه الجزيرة الإيبيرية، أن هناك دوافع أخرى أدت بالجزائر إلى التوقف عن تعنتها في الأزمة مع إسبانيا، من بينها، هو أن استمرار الأزمة لا يخدم مصالح الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون الذي يدخل شهورا حاسمة في مساره الرئاسي مع اقتراب الانتخابات الرئاسية هذا العام.

ويسعى تبون استغلال ما تبقى من شهور هذه السنة، قبل دجنبر المقبل، من أجل العمل على الترويج لفترته الرئاسية على أنها كانت فترة ناجحة، وقد أظهر هذه التوجه في خطابه الذي وجهه إلى الشعب الجزائري بمناسبة حلول السنة الجديدة 2024، حيث تحدث عن تحقيق العديد من الإنجازات والمكتسبات التي لازالت محط جدل داخل الجزائر وخارجها وفق ما يرى كثير من المحللين.

ويُشكل استمرار الأزمة الدبلوماسية والاقتصادية، نقطة سوداء في مسار تبون الرئاسي، خاصة أن هذه الأزمة كان لها تداعيات سلبية على الاقتصاد الجزائري في العديد من القطاعات التي ترتبط بالعلاقات التجارية مع إسبانيا. كما أن هذه الأزمة التي أشعلها النظام الجزائري مع إسبانيا لم تُحقق أي نتائج سياسية لصالحه، مما دفعه إلى تصحيح هذا الخطأ بسرعة وإيقاف النزيف الاقتصادي.

ويرتقب الكثير من المهتمين بالشؤون الجزائرية، أن الجزائر ستحاول في الشهور المقبلة القيام بمحاولات لتحقيق مكتسبات سياسية على المستوى الدولي، بهدف البروز والظهور أكثر، من أجل كسب نقاط للترويج لها لصالح نظام تبون من أجل دخول غمار الانتخابات الرئاسية بفرصة كبيرة للاستمرار على هرم السلطة.

قسوة الفراغ!

صُور غارقة في الألم تلك التي تأتينا من مدينة الفنيدق على مدخل سبتة المُحتلة، حيث يتجمهر المئات من المغاربة ومعهم مهاجرين من تونس والجزائر ومن دول جنوب الصحراء، أغلبهم أطفال ...

استطلاع رأي

كمغربي أو مقيم في المغرب، هل تشعر أن ارتفاع الأسعار ونسبة التضخم أثرت على:

Loading...