إكسبريس البريطانية: الإقبال المستمر على المغرب يُهدد المكانة السياحية لجزر الكناري

يشهد المغرب ارتفاعا ملحوظا في شعبيته كوجهة سياحية شتوية للبريطانيين، مما يشكل تحديا مباشرا لجزر الكناري التي لطالما احتفظت بمكانتها كخيار أول للمسافرين الباحثين عن الدفء خلال الأشهر الباردة، حسب تقرير نشرته صحيفة "إكسبريس" البريطانية.

وحسب المصدر نفيه، فإن جزر الكناري كانت دائما تُعتبر وجهة شتوية مفضلة في أوروبا بفضل درجات حرارتها المعتدلة التي تتراوح بين العشرينات المنخفضة والمتوسطة، إضافة إلى تمتعها بحوالي 300 ساعة من أشعة الشمس شهريا، لكن المغرب، الذي يوفر سبع ساعات من الشمس يوميا، بدأ يجذب المزيد من السياح بفضل أسعاره التنافسية وتنوع عروضه السياحية، إلى جانب استثماراته الضخمة في البنية التحتية والسياحة المستدامة.

وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن شركة الطيران  Jet2، وهي أكبر مشغل للرحلات السياحية في المملكة المتحدة، أعلنت عن توسيع رحلاتها إلى المغرب في موسم شتاء 2025/2026، ما يعكس تزايد الطلب على الوجهة المغربية، مشيرة إلى أنه سيتم إطلاق الشركة خطين جويين جديدين، الأول بين بورنماوث وأكادير، والثاني بين ليدز برادفورد ومراكش، وهو ما يعزز ارتباط السوق البريطانية بالمغرب.

وفي تعليق له، حسب إكسبريس، حذر ستيف هيبي، الرئيس التنفيذي لـ Jet2، من أن جزر الكناري "تلعب لعبة خطيرة للغاية" عبر احتمال فقدانها للسياح، مؤكدا أن المغرب أصبح وجهة جذابة بشكل متزايد، خاصة مع استثماراته في تطوير القطاع السياحي وتحسين جودة الخدمات.

وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أنه مع إضافة الخطوط الجديدة، ستقدم Jet2 رحلات إلى المغرب من ثمانية مطارات بريطانية، تشمل رحلات مباشرة إلى أكادير من ستانستد ومانشستر وبرمنغهام وغلاسكو، ما يعكس تنامي الاهتمام بالسياحة المغربية كبديل قوي عن جزر الكناري.

ويأتي هذا التوسع في إطار "استراتيجية السياحة المغربية 2023-2026"، التي أطلقتها الحكومة لتعزيز النقل الجوي، وتحسين الخدمات الفندقية، وتطوير وجهات جديدة خارج النقاط السياحية التقليدية مثل مراكش وفاس، بهدف تنويع العروض السياحية وجذب شرائح مختلفة من الزوار، وفق المصدر البريطاني.

كما تشمل الاستراتيجية، وفق إكسبريس، استثمارات في البنية التحتية، من خلال توسيع المطارات وإنشاء منتجعات فاخرة ونُزُل صديقة للبيئة، إلى جانب الترويج لتجارب سياحية جديدة، مثل المغامرات الصحراوية والمنتجعات الصحية والتجارب الثقافية والطهوية، مما يتيح للزوار تجربة فريدة ومتكاملة.

وأشارت إكسبريس إلى أن المغرب يستفيد من تنامي اهتمام السياح بالسياحة التجريبية، حيث يُعد مزيج الثقافة الغنية والأسواق التقليدية والمناظر الطبيعية الخلابة عامل جذب رئيسي للزوار الباحثين عن تجارب أصيلة ومختلفة، مضيفة أن التوقعات تشير إلى أن استمرار تطوير القطاع السياحي في المغرب قد يجعله من بين الوجهات السياحية العالمية الرائدة، منافسًا وجهات أوروبية وشرق أوسطية كبرى مثل دبي، خاصة خلال موسم الشتاء.