اختفاء مغربي قبل زفافه يرعب "مايوركا".. ومخاوف من تصفيته بطريقة "خاشقجي"

 اختفاء مغربي قبل زفافه يرعب "مايوركا".. ومخاوف من تصفيته بطريقة "خاشقجي"
الصحيفة – حمزة المتيوي
الأربعاء 30 أكتوبر 2019 - 19:31

لا حديث في مايوركا الإسبانية طيلة أربعة أشهر ونصف الأخيرة، إلا عن قصة الاختفاء الغامض لمهاجر مغربي كان يستعد لحفل زفافه، وذلك بعدما عجزت الشرطة عن الوصول لأي شيء يساعدها في كشف مصيره، لكنها اكتشفت أنه كان على علاقة عاطفية بزوجة أحد مشغليه السابقين، الشيء الذي جعلها تشك في هذا الأخير، وفي أن يكون مصير المختفي المغربي مشابها لما جرى مع جثة الصحافي السعودي جمال خاشقجي.

اختفاء غامض

ففي شهر يونيو الماضي، كان المغربي سعيد حُرماتي، البالغ من العمر 32 عاما، والمستقر في إسبانيا منذ 10 سنوات، يزاوج بين عمله في مجال البناء وبين الاستعدادات لحفل زفافه الذي كان يريد أن يقيمه في مسقط رأسه مدينة الرباط، حتى أن آخر شيء قام به قبل اختفائه كان هو بعث 600 يورو إلى عائلته من أجل اقتناء متطلبات الولائم.

وفي يوم السبت 15 يونيو 2019، أوصله رئيسه في العمل إلى محل سكناه في حي "بيري غاراو" بعد نهاية الدوام، وفي تمام الساعة السادسة وضعه أمام باب المنزل الذي نقله منه صباحا، وودعه على أن يلتقي به في ورش البناء يوم الاثنين، لكنه لم يكن يعلم أنه سيكون آخر شخص يرى سعيد قبل اختفائه الغريب.

لكن، وحسب رواية شقيقته التي نقلتها صحيفة "إل إسبانيول"، فإن سعيد لم يدخل المنزل كونه لم يكن يحمل المفاتيح، لكنه رغم ذلك لم يتصل بها، بل إن التحقيقات ستكشف فيما بعد أنه ذهب إلى حانة قريبة من الحي رغم أنه كان متسخا بالأتربة والاسمنت، وهو أمر لم يتعود على فعله.

وفي ذلك المساء، اعتقدت أخته أن سعيد خرج مع أصدقائه للترويح عن نفسه، لكن في اليوم الموالي وعندما حاولت الاتصال به وجدت أن هاتفه مقفل، ليبدأ القلق في التسرب إلى نفسها، لكن القلق سيتحول إلى خوف عندما سيتصل بها رئيس شقيقها في العمل، يوم الاثنين، ليستفسرها عن سبب غيابه، عندها لم تجد بُدا من التوجه إلى مركز الشرطة.

خيانة في المزرعة

وبدأ المحققون الأمنيون تحقيقاتهم التي ستجعلهم يتأكدون من أن سعيد لم يدخل منزله بعدما وصل إلى الحي، حيث ترك هناك جواز السفر وأوراق الإقامة وحتى المال، كما أن لا أحد من أصدقائه أو معارفه التقى به منذ يوم اختفائه، الشيء الذي دفع المحققين لتوسيع دائرة البحث.

وتوصلت الشرطة إلى أن سعيد سبق له أن عمل بمزرعة في بلدية "لوكماخور" المنعزلة وقليلة السكان، وهناك تعرف على زوجة مُشغله وربطته بها علاقة عاطفية، وقد كانت الزوجة التي تكبره سنا شديدة الارتباط به لدرجة أنها منحته سيارة دون علم زوجها.

وكشفت التحقيقات عن مفاجأة كبيرة، فالزوجة التقت بسعيد يوم 14 يونيو، أي يوما واحدا قبل اختفائه، كما أن زوجها كان على علم بالعلاقة التي تربطها بالمهاجر المغربي، حتى إنه في إحدى المرات هدده بالقتل، الأمر الذي دفع الشرطة للاعتقاد بأن مصير المبحوث عنه كان هو التصفية ثم إخفاء الجثة داخل المزرعة، في سيناريو مشابه لما حدث مع خاشقجي داخل القنصلية السعودية في إسطنبول.

لا أثر لسعيد

وانتقل المحققون بالفعل إلى المزرعة الكبيرة والنائية، وللحظة اعتقدوا أنهم حلوا لغز الاختفاء عندما عثروا هناك على عظام قديمة، لكن فحصها كشف أنها تعود لحيوان، أما الزوج الغاضب من خيانة زوجته له مع أحد عماله، فلم يدل بأي شيء يؤكد تورطه في هذه الواقعة الغامضة، ما يجعله عمليا غير متهم بشيء.

وفي الوقت الذي تعيش فيه عائلة سعيد وخطيبته في الرباط على وقع الصدمة، تقود شقيقته بشرى حملة عبر وسائل الإعلام والجمعيات المدنية من أجل الكشف عن مصير شقيقها، فيما نظم أصدقاؤه وجيرانه وقفة احتجاجية بالحي الذي يقطن فيه لمطالبة السلطات ببذل مجهود أكبر لحل هذا اللغز، في الوقت الذي لا تملك فيه الشرطة إلا شكوكها تجاه المشتبه فيه دون أن تملك دليلا قاطعا يؤكد تورطه في الجريمة المحتملة.

أقيلوا هذا الرجل !

صناعة الفشل في المغرب سلعة رائجة. هذا على الأقل ما يمكن استخلاصه عند الإطلاع على حال شركة الخطوط الملكية المغربية التي يقودها عبد الحميد عدو إلى الهاوية وهو مستمتع بالمُهمة ...

استطلاع رأي

كمغربي أو مقيم في المغرب، هل تشعر أن ارتفاع الأسعار ونسبة التضخم أثرت على:

Loading...