ارتباك في إعلان أولى أيام شهر رمضان في إسبانيا يعيد الجدل بين من يتبعون السعودية والداعين لاعتماد المغرب كمرجع
أثار الارتباك الحاصل في تحديد موعد أول أيام شهر رمضان في إسبانيا، الجدل مجددا بخصوص اعتماد المغرب كبلد مرجعي في رؤية الهلال عوض المملكة العربية السعودية، خصوصا بعد تراجع الهيئة الإسلامية التي أعلنت بعد غد الثلاثاء أولى أيام الصيام، عن إعلانها، مفضلة في نهاية المطاف اتباع قرار الهيئات الأخرى.
وكانت المفوضية الإسلامية في إسبانيا، يرأسها السوري أيمن أدلبي، الهيئة الوحيدة التي أعلنت عدم تحقق رؤية الهلال، وبالتالي فإن أول أيام شهر رمضان سيوافق الثلاثاء 12 مارس 2024، ما يتماشى مع إعلان المغرب، الأمر الذي سبق أن دعت إليه هيئات أخرى تمثل مسلمي إسبانيا ومسلمي مدينتي سبتة ومليلية، خلال الأعوام الماضية.
لكن وبشكل مفاجئ، أصدرت المفوضية بلاغا جديدا جاء فيه "بناء على إعلان أكثر الدول الإسلامية وكذلك المجلس الأوروبي للإفتاء أن يوم الإثنين هو أول أيام شهر رمضان المبارك، فإن المفوضية الإسلامية في إسبانيا، بناء على الأخذ بالحساب، تأخذ برأي الأغلبية وتعلن يوم الاثنين هو أول أيام شهر رمضان المبارك تجنبا لشق الصف".
وتتبع العديد من الهيئات الإسلامية في أوروبا النظام المتبع في العديد من الدول العربية والإسلامية، من خلال اعتماد المملكة العربية السعودية مرجعا في رؤية هلال رمضان، الأمر الذي لا يُعتد به من طرف الكثير من المغاربة المقيمين في إسبانيا، وكذا من لدن سكان سبتة ومليلية ذوي الأصول المغربية، الذين يختارون الصيام بناء على إعلان رؤية الهلال في المغرب.
وفي 2020 دعت هيئة صوفية تدعى "الطريقة العلوية الجَوْزية"، وهي مسجلة ضمن الهيئات الدينية بوزارة العدل الإسبانية كممثل للمجتمع المسلم بمدينة سبتة، إلى اعتماد المغرب مصدرا لرؤية الهلال، بشكل انتقالي، معتبرة أن عملية رصد أول أيام الصيام لا يجب أن ترتبط بأي دولة أخرى، حيث دعت إلى تشكيل لجنة مختصة من مختلف الهيئات الممثلة لمسلمي إسبانيا لإعلان مواقيت الصوم.
وحسب المقترح الموجه للجنة الإسلامية الإسبانية حينها، فإنه من غير الممكن أن يتم تطبيق هذا المقترح سنة 2020 بسبب إكراهات تفشي وباء كورونا، لذلك دعا إلى تأجيل الأمر إلى شهر رمضان الموافق لسنة 2021، لكنه اقترح في المقابل أن يتم إعلان بداية ونهاية الصوم وفق ما يعلنه المغرب وليس وفق ما تعلنه المملكة العربية السعودية.
واعتبرت الهيئة أن المنطق يقتضي تتبع الدولة الإسلامية الأقرب وهي المغرب، وليس دولة تبعد عن إسبانيا مسافة 6000 كيلومتر، بل ذهبت أبعد من ذلك حين اعتبرت أن الاعتماد على رؤية الهلال المعلن عنها في دول الخليج "له صبغة سياسية" ويمثل "خطأ كبيرا"، معتبرة أن الأصل هو الصوم وفق رؤية مسلمي إسبانيا، ومؤقتا وفق رؤية الجهات المتخصصة في المغرب.
تعليقات
بإمكانكم تغيير ترتيب الآراء حسب الاختيارات أسفله :