ارتباك وتعب وارتجال فوضوي للرئيس الجزائري أثناء زيارته لمصر.. ومعطيات عن طلب تبون من السيسي أن يقوم بوساطة لبلاده مع الإمارات
بدا الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون مرتبكا أكثر مما يجب أثناء اللقاء الإعلامي الذي عقده، اليوم الأحد، مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في قصر "الاتحادية" الرئاسي، في زيارة "عمل وأخوة" حسب وصف الجانب الجزائري.
وبشكل فوضوي تحدث الرئيس الجزائري عن العديد من المواضيع بتلميح دون تصريح واضح خصوصا فيما يتعلق بما يحدث في المنطقة، خصوصا ما يتعلق بالملف الليبي والسوداني، حيث تحدث تبون بلغة التمني بأن "لا تُحَقِقَ" جهات لم يسمها أهدافها. كما بدا متناقضا ومرتبكا بلغة غير سليمة وهو يتحدث عن القضية الفلسطينية.
ونط الرئيس عبد المجيد تبون من موضوع إلى آخر دون أن يكون هناك تصريح واضح ولا جملة "مفيدة" تعني موضوعا ما، في حين أشارت وسائل إعلام مصرية أن الزيارة ليس لها أجندة معينة، وبدون أهداف سياسية واضحة، ولم تكن مبرمجة منذ وقت سابق، وهو ما يطرح أكثر من علامة استفهام عن سبب زيارة الرئيس الجزائري إلى مصر.
في ذات السياق، بدأ الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون متعبا و"قلق" مما يحدث في محيط بلاده، وهو الوضع الذي عزز التحاليل التي أشارت إلى أن تبون زار مصر وبعدها سيتوجه إلى سلطنة عمان لسبب واحد ينقسم إلى شقين، أوله يتعلق بطلب وساطة بين بلاده والإمارات العربية المتحدة التي يتهمها الرئيس الجزائري بدعم المشير خليفة حفتر في ليبيا الذي هدد أكثر من مرة الجزائر باستعادة الأراضي المحاذية لقرية "امباس" على الحدود الجزائرية النيجيرية، والتي تعد مساحتها أكبر من دولة بلجيكا، حيث تزيد عن 32 ألف كيلومتر مربع، بعد أن استولت عليها "الجزائر الفرنسية" سنة 1957، واحتفظت بها بعد استقلالها كـ"غنيمة فرنسية لها"، في حين لم تعترف ليبيا يوما بأن هذه الأراضي تابعة للجزائر، كما لم يصادق عليها البرلمان الليبي إلى اليوم.
كما يتهم النظام الجزائر الإمارات بدعم العديد من الحركات على الحدود الجزائرية، وهو ما يهدد "الأمن القومي الجزائري" في منطقة الساحل، وفق العديد من تصريحات المسؤولين الجزائريين.
هذا، في الوقت الذي يخص الشق الثاني التحالف الاستراتيجي الإماراتي المغربي ماليا وأمنيا، حيث يفترض أن الرئيس عبد المجيد تبون، طلب من الرئيس السيسي أن يتوسط لدى أبو أبوظبي من أجل "تخفيف التوتر"، بما فيه خفض الدعم المالي للإمارات للعديد من المشاريع في الصحراء، وكذا، تجنب دعم أبوظبي لأانبوب النفط النيجيري المغربي الذي يشكل تهديدا استراتيجيا للجزائر.
زيارة تبون إلى مصر سيعقبها زيارة أخرى إلى سلطنة عمان بدون أهداف واضحة أيضا ولا أجندة سياسية سوى البيانات الفضفاضة التي تتحدث عن عقد "اللجان المشتركة" وبحث ":القضايا العربية" في المنطقة، وتطوير التعاون الثنائي بين البلدين.
ويعتمد الرئيس الجزائري على العلاقة الخاصة التي تجمع الرئيس المصري عبد المجيد السيسي برئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان من أجل تخفيف التوتر بين البلدين، وهو نفس الهدف الذي يصبو إليه خلال زيارته لسلطنة عمان حيث سيلتقي السلطان هيثم بن طارق الذي تجمع بالإمارات وكذا المغرب علاقة ودية خاصة، كما تعلن الإمارات وسلطنة عمان عن تأييدهم المطلق لمغربية الصحراء، ودعمها للرباط، في مقابل المساعي الانفصالية التي تدعمها الجزائر في المنقطة.
ومعلوم أن الجزائر تجد صعوبة كبيرة في ربط علاقة قوية مع العديد من دول الخليج بحكم تماهيها مع النظام الإيراني الذي يدعم العديد من الحركات الانفصالية مثل حركة "الحوثيين" في اليمن، وكذاّ، دعم العديد من الحركات الشيعية في البحرين، هذا مع العلم أن طهران مازالت تحتل ثلاث جزر إماراتية منذ عام 1971 وهي طنب الكبرى، وطنب الصغرى اللتان تتبعان إمارة رأس الخيمة، وجزيرة أبو موسى التي تتبع إمارة الشارقة، دون أن تبدي الجزائر أي دعم لأبو ظبي عن هذا الاحتلال وهو ما يجعل علاقتها "صعبة" مع العديد من الدول بما فيها السعودية التي رفض ولي عهدها حضور القمة العربية التي عقدت في الجزائر سنة 2022 وتعلل بأنه يعاني من ألم في طبلة الأذن.
تعليقات
بإمكانكم تغيير ترتيب الآراء حسب الاختيارات أسفله :