ارتفاع إصابات كورونا وإشارات بعودة الحجر الصحي.. المغاربة يتوقعون "خريفا قاتما"
لم تبق سوى أيام قليلة وتنتهي أغلب العطل الصيفية في المملكة المغربية، ومعها ستبدأ الأسئلة تتصاعد من طرف المغاربة، حول الوضعية العامة في البلاد، وما هي الاجراءات التي سيتم اتخاذها من طرف السلطات لتدبير المرحلة المقبلة التي تحمل الكثير من التحديات.
الوضع الحالي، وفق ما يرى عدد من المتتبعين الوضع الوبائي في المغرب، يتسم بالتشتت وعدم اتضاح الرؤية، بسبب انشغال نسبة كبيرة من المواطنين بقضاء عطلهم الصيفية، وأخرون بقوت يومهم، في حين أن المؤشرات على أرض الواقع تنذر بأن المغاربة مُقبلون على خريف "قاتم" الملامح.
ارتفاع الإصابات
تعيش البلاد على وقع ارتفاع كبير لإصابات فيروس كورونا المستجد، حيث فاق المعدل العام للإصابات في اليوم الواحد ألف حالة، خلال الأسابيع الأخيرة، كما أن عدد الوفيات عرف تزايدا ملحوظا بتسجيل ما بين 25 و 35 حالة في اليوم الواحد، وبالتالي فإن الوضع الوبائي في المغرب حاليا متأزم بشكل كبير.
ويتضح أن الاجراءات الوقائية التي تم الابقاء عليها بعد رفع الحجر الصحي في البلاد، لم تعد واقيا أمام ظهور وارتفاع الإصابات في المغرب، وهذا ما يفسر التزايد الكبير للإصابات مباشرة بعد رفع الحجر الصحي في جل المدن.
المغرب بعدما كان قد اتجه نحو التعافي من فيروس كورونا، وأصبح في المرتبة السابعة في القارة الإفريقية من حيث الاصابات، عاد من جديد للمرتبة الرابعة في القارة في ظرف أسابيع قليلة، وبالتالي فإن الوضع الحالي أصبح "مؤسفا" وفق ما جاء في تصريح الملك محمد السادس في خطاب أمس الخميس بمناسبة الذكرى الـ67 لثورة الملك والشعب.
خطاب ملكي مُنذر
الخطاب الملكي المشار إليه، حمل في طياته الكثير من الاشارات المنذرة، وأبرزها احتمالية عودة الحجر الصحي بشكل عام في المملكة المغربية، في حالة إذا استمر الوضع الوبائي في الارتفاع مثلما هو الحال عليه الآن، وهو وضع "لا يبعث على التفاؤل" وفق تصريح الملك محمد السادس.
وأضاف الملك محمد السادس في خطابه، بأن في حالة عودة الحجر الصحي في المغرب، فإنه سيكون أكثر تشددا هذه المرة، مشيرا إلى أن تبعات ذلك وتداعياته على الاقتصاد والوطني والوضع الاجتماعي والاثار النفسية ستكون صعبة على المواطنين.
ونبه الملك محمد السادس إلى عدد من العوامل التي أدت إلى هذا الوضع الوبائي الخطير الذي يعرفه المغرب، من أبرزها اعتقاد عدد كبير من المواطنين أن فيروس كورونا غير موجود، إضافة إلى استهانة نسبة أخرى من المواطنين بالتدابير الوقائية من فيروس كورونا.
خريف قاتم الملامح
ارتفاع الإصابات في المغرب، والخطاب الملكي الذي حذر فيه من خطورة والوضع، واحتمالية عودة الحجر الصحي، جعلت الكثير من المغاربة يتوقعون أن تكون الشهور المقبلة، أن تكون شهورا صعبا تزامنا مع فصل الخريف الذي يخشى منه العالم الآن أكثر من أي خريف سابق.
وترجع هذه التخوفات، إلى ما سبق أن حذرت منه منظمة الصحة العالمية، من احتمالية ظهور موجة جديدة من فيروس كورونا في الخريف المقبل، باعتباره من الفصول التي تتكاثر فيها أمراض التنفس والإنفلونزا وغيرهما من الأمراض التي تتشابه في اعراضها مع فيروس كورونا المستجد.
وتنضاف هذه التحذيرات إلى الأوضاع الحالية في المغرب، الأمر الذي يجعل نسبة كبيرة من المواطنين المغاربة يتوقعون شهورا صعبة مقبلة، في حالة إذا استمر الوضع الوبائي في التطور وارتفاع إصابات كورونا.