استعدادا لخروج الدجّال.. هذه أكثر "النظريات" الشائعة حول كورونا بالمغرب

 استعدادا لخروج الدجّال.. هذه أكثر "النظريات" الشائعة حول كورونا بالمغرب
الصحيفة – بديع الحمداني
الأحد 22 مارس 2020 - 18:50

عند ظهور أوبئة عالمية أو اندلاع حروب عالمية، تنطلق العديد من التكهنات والتأويلات وحتى "النظريات" حول أسباب ظهورها أو اندلاعها، ويذهب البعض في تحليل الأمور باستعمال الغيبيات، سواء بالإنطلاق من المفاهيم الدينية أو من خلال الجمع بين النظريات العلمية والدوافع السياسية والاجتماعية وحتى العسكرية.

وفتح انتشار فيروس كورونا المستجد في مختلف مناطق العالم، الباب على مصراعيه، لظهور هذه "النظريات" التي تنتشر على نطاق واسع في أوساط شريحة كبيرة من مواطني العالم، وهي شريحة تُؤمن بأن هناك جهة تحبك المؤمرات والخيوط في الخفاء لأغراض "خاصة".

في المغرب، كان لوباء كورونا نصيب من التأويلات والنظريات، وفق ما رصدته "الصحيفة" على مواقع التواصل الاجتماعي التي ينشط فيها المغاربة، إضافة إلى ما يتم تداوله بين المواطنين فيما بينهم خلال تحليل وضعية وباء كورونا في المغرب، وهي الوضعية التي تزداد سوءا يوما بعد يوم وفق معطيات وزارة الصحة.

استعداد الدجال للخروج

رغم أن الفكرة تبدو غريبة وطريفة لشريحة كبيرة من الناس، وقد أخذوه على محمل الهزل، إلا أن نسبة كبيرة من المنشورات يتداولها المغاربة على مواقع التواصل الاجتماعي، أو عبر فيديوهات اليوتيوب، تتحدث أن حالة الطوارئ التي تجري حاليا في المغرب والعالم، هي تمهيد لخروج المسيح الدجال.

وحسب المفاهيم الدينية، فإن المسيح الدجال سيظهر في آخر الزمن وسيعمل على خداع الناس بالقدرات الخارقة التي يمتلكها، فيعتقد الناس أن هو المسيح المُخلص الذي ينتظره المسلمون، في حين مجرد مخادع سيقود الناس إلى الفتن ثم التهلكة.

ويرى أصحاب خروج الدجال في عصر كورونا، أن ما يحدث في العالم حاليا هو استعداد لخروج الدجال، بعدما أصبح، حسب اعتقادهم، جميع الظروف مهيئة لظهوره، مؤكدين أن وباء كورونا هو واحد من الفتن الكثيرة التي استعلمها وسيستعملها لفتن الناس.

الحرب البيولوجية بين الصين وأمريكا 

في الوقت الذي تناقش فئة استعداد الدجال للخروج، فإن هناك فئة أخرى تناقش وتستحضر الدلائل والبراهين لإثبات أن فيروس كورونا هو بداية الحرب البيولوجية بين الصين وأمريكا، وأن العالم سيشهد حروبا مماثلة في المستقبل.

وتستدل هذه الفئة على كلامها، بخرجات الحكومة الصينية مؤخرا، حيث اتهمت أكثر من مرة الولايات المتحدة الأمريكية بأنها هي من تقف وراء فيروس كورونا المستجد، وقالت الصين بأن فريقا من المخابرات الأمريكية نشر الوباء في أحد أسواق منطقة ووهان ليبدأ الوباء في الانتشار في الصين.

ويعتبر المؤمنون بما تقوله الحكومة الصينية، أن الصين رغم الهجوم الأمريكي عليها بوباء فيروس كورونا، إلا أن الصين تمكنت من التغلب على الوباء وبدأت في الأيام الأخيرة مرحلة التعافي، ما يعني أن الصين أصبحت أكثر قوة من الولايات المتحدة الأمريكية، وهذا إيذان بأن ميزان القوى سينفلت من بلاد العام سام إلى بلاد الصين.

الماسونيون والمؤامرة

نظرية مؤامرة الماسونين تكاد تحضر في كل شيء وكل مكان، وبالتالي كان عاديا أن يكون لفيروس كورونا نصيب منها، حيث يعتقد نسبة هامة من المغاربة، أن هذا الفيروس هو مؤامرة ماسونية لتأكيد سيطرتهم على العالم وتسييرهم له لفائدة مصالحهم "الشيطانية" الخاصة.

ويتجه هذا الفريق إلى تأكيد أقوالهم، بأن هذا الفيروس ليس فيروسا خطيرا وليس قاتلا، ومع ذلك فإن الإعلام -الذي يتحكم فيه الماسونيون حسب أقوالهم- قاموا بتضخيمه وتسليط الضوء عليه بطريقة "مشبوهة جدا"، في حين هناك أمراض أكثر فتكا بالبشر وتقتل الناس يوميا ولا أحد يشير إلى ذلك.

ويكمن الهدف وراء نشر هذا الوباء من طرف الماسونيين، حسب منشورات هذه الفئة التي تروج لهذا النظرية، هو اكتشاف قدرتهم على التحكم في العالم، من أجل التمهيد لإحداث نظام عالمي موحد، تقوده حكومة واحدة، وهذه الحكومة ستكون في يد الماسونيين لتسيير سكان العالم كيفما يريدون، من أجل زرع مخططاتهم الشيطانية بسهولة.

العقاب الإلهي 

بعيدا عن الفرق السابقة، فإن شريحة هامة من المواطنين المغاربة، على غرار المتدينين في باقي مناطق العالم، يعتبرون فيروس كورونا، هو عقاب إلهي، نتيجة انتشار الفساد في الأرض بمختلف أنواعه وأصنافه، والابتعاد عن الطريق القويم المستقيم.

ويستدل هؤلاء، بتزايد الجرائم في المجتمع المغربي، وانتشار الفساد الأخلاقي، وانتشار ظواهر شاذة وفاسقة مثل الدعارة واللواط. والفساد الاقتصادي بتحكم فئة قليلة في أرزاق العباد، وغيرها من المظاهر التي تستوجب عقابا ربانيا شاملا وفق رأي هؤلاء.

ويطالب المتدينون المغاربة، بضرورة عودة المواطنين إلى طريق الصلاح، والإكثار من الصلاة والصوم والاستغفار، لرفع البلاء عن البلاد في هذه الظروف الصعبة، ولا يمكن لأي كان أن يوقف زحف كورونا غير الله سبحانه وتعالى.

وتُظهر هذه الاختلافات في تحليل الأحداث والطوارئ التي تحدث في المجتمع، أن الناس ليسوا سواسية في التفكير ولا في المعتقدات، رغم انتمائهم إلى أرض واحدة ووطن واحد ولغة واحدة، وبالتالي فإن الاختلاف يكون رحمة، وقد يكون أيضا نقمة.

الخطيئة الكبرى للدولة

ما حصل بتاريخ 15 شتنبر 2024، حينما تدفق آلاف القاصرين على مدينة الفنيدق رغبة في الهجرة غير النظامية إلى سبتة المحتلة، هو انعكاس صريح على فشل منظومة تربوية وتعليمية بكاملها، وإخفاق مؤلم في ...

استطلاع رأي

كمغربي أو مقيم في المغرب، هل تشعر أن ارتفاع الأسعار ونسبة التضخم أثرت على:

Loading...