استفحال ظاهرة "الإشاعة" تزامنا مع محاولات الهجرة يجر الإعلام العمومي المغربي "الغائب" إلى المساءلة
لعبت الإشاعة دورا كبيرا في الأحداث التي شهدتها مدينة الفنيدق ومحيط سبتة المحتلة في الأيام الأخيرة، عندما توجه المئات من الأشخاص، مغاربة وأجانب، إلى المنطقة بهدف اقتحام مدينة سبتة، بناء على إشاعات انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، تدعي بأن عملية الاقتحام ستكون سهلة بدون أي عراقيل أو تصد أمني.
وجاء انتشار هذه الإشاعات قبل عدة أيام من أحداث 14 – 15 شتنبر الجاري التي عاشتها الفنيدق ومحيط سبتة المحتلة، ومع ذلك سجل ملاحظون، غيابا تاما للإعلام العمومي المغربي الرسمي، لإيقاف تداول تلك الإشاعات، بالرغم من أن المصالح الأمنية كانت تقوم بمجهودات لتوقيف مروجيها.
وزادت الانتقادات لـ"الغياب" المستمر للإعلام العمومي المغربي عن أحداث الفنيدق ومحيط سبتة في الأيام الأخيرة، مما فتح المجال لانتشار العديد من الإشاعات، كما لجأ الإعلام الجزائري لاستغلال هذا الغياب ونشر تقارير إعلامية تتضمن الكثير من المغالطات والمبالغات، في محاولات، قال كثيرون، أنها تدخل في إطار أسلوب "الضرب تحت الحزام" تُجاه المغرب بسبب الخلافات السياسية القائمة بين البلدين.
وفي ظل الاستمرار المتواصل للإعلام الرسمي المغربي، انتشرت أيضا صورا ومقاطع فيديو، تُظهر العديد من الشباب والقاصرين نصف عراة يجلسون على الأرض بمحاذاة مركبات للقوات المساعدة، وتم تداولها على أنها مرتبطة بأحداث 14 – 15 شتنبر الجاري، في حين أن مصادر محلية بعمالة المضيق الفنيدق تنفي ذلك.
وقالت المصادر ذاتها أن تلك الصور والمقاطع هي قديمة، مرتبطة بإحباط محاولات للهجرة إلى سبتة عن طريق السباحة من طرف العديد من الشباب والقاصرين، وهو ما يُفسر ظهور العديد منهم وهم نصف عراة ولا يلبسون سوى تبان السباحة.
ويُشار في هذا السياق، إلى أنه بالفعل، شهد شهر غشت الماضي استفحالا كبيرا لمحاولات الهجرة إلى سبتة عن طريق السباحة، وكانت القوات المغربية قد اعترضت العشرات من الشباب والقاصرين الذين كانوا يلجأون إلى شاطئ الفنيدق للقيام بمحاولات الهجرة نحو المدينة المحتلة عن طريق السباحة.
لكن بعض الصور، ومن بينها التي تُظهر جلوس أشخاص قبالة حائط إسمنتي، فإن المصادر المحلية بعمالة المضيق الفنيدق، تشك في صحتها، أو ارتباطها بالمغرب من الأساس، وهو ما يُظهر إقحاما كبيرا لعمليات "الفبركة" لزيادة ترويج الإشاعة على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة في ظل انتشار وسائل تقنية تساعد على ذلك.
ويتضح وفق العديد من المتتبعين، أن الإشاعة رافقت بشكل كبير محاولات الهجرة الجماعية نحو سبتة في الأسابيع الأخيرة، ومع ذلك، لم يُسجل حضور قوي للإعلام المغربي، للمساهمة في تفنيد تلك الإشاعات ولعب الدور المنوط به لمنع مثل هذه الوقائع.
وتساءل العديد من المهتمين أسباب غياب الإعلام العمومي الرسمي، في حين انتقد آخرون "سياسة الصمت" التي يُمارسها القطب الإعلامي المغربي الرسمي في مثل هذه الأحداث، وهو ما يساهم في تشويه صورة البلاد، وإعطاء "فرصة مجانية" لأطراف معادية، لنشر إشاعات وترويجها تستهدف المملكة.
تعليقات
بإمكانكم تغيير ترتيب الآراء حسب الاختيارات أسفله :