استقبله تبون قبل أسابيع ونسب إليه الإعلام الرسمي ما لم يقله.. إعلان وزير الخارجية الغاني دعم بلاده لمغربية الصحراء يحرج الجزائر

 استقبله تبون قبل أسابيع ونسب إليه الإعلام الرسمي ما لم يقله.. إعلان وزير الخارجية الغاني دعم بلاده لمغربية الصحراء يحرج الجزائر
الصحيفة من الرباط
الجمعة 6 يونيو 2025 - 23:45

شكل إعلان جمهورية غانا، يوم أمس الخميس، بشكل رسمي، دعم مقترح الحكم الذاتي في الصحراء تحت السيادة المغربية، باعتباره الإطار "الوحيد" لحل هذه القضية التي عمرت لخمسين عاما، "إحراجا" فعليا للجزائر، ليس فقط لدبلوماسيتها الرسمية والموازية، بل لرئيس البلاد عبد المجيد تبون بشكل شخصي.

وإذا كان موقف أكرا قد أتى في سياق مُتسم بتوالي الدعم الدولي للمقترح المغربي، حيث سبقه بأيام إعلان كينيا، في اختراق مغربي نوعي لمنطقة شرق إفريقيا، لموقف مماثل، ثم تعبير المملكة المتحدة أيضا عن دعم الحكم الذاتي في الصحراء، فإن ما صدر عن وزير الخارجية الغاني من الرباط كان "مُحرجا" للجزائر بصفة خاصة، لأنها وضعت كل ثقلها الدبلوماسي لعل الأمور لا تسير في هذا الاتجاه.

وزير خارجية غانا، صامويل أوكودزيتو أبلاكوا، الذي ظهر رفقة نظيره المغربي ناصر بوريطة، وهما يوقعان على الإعلان المشترك الذي تدعم من خلاله أكرا مغربية الصحراء، هو نفس الذي كان قبل 5 أسابيع فقط في قصر المرادية جالسا إلى جانب الرئيس تبون، بعد بداية بروز التحول في موقف بلاده.

ووفق ما أعلنته الرئاسة الجزائرية حينها، والذي لا زال منشورا إلى غاية اليوم فإن تبون استقبل أبلاكوا بتاريخ 30 أبريل 2025، في لقاء حضره أيضا بوعلام بوعلام مدير ديوان رئاسة الجمهورية، وأحمد عطاف وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والإفريقية.

حينها عجلت وكالة الأنباء الرسمية الجزائرية غلى نشر قصاصة جاء فيها أن الجزائر وغانا دعتا "لحل سياسي لقضية الصحراء الغربية يضمن حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير وفق القانون الدولي"، بينما أوردت وكالة الأنباء الخاصة بـ"البوليساريو" أن "الجزائر وغانا تؤكدان دعمهما لحل سياسي عادل يضمن للشعب الصحراوي حقه في تقرير المصير"، زاعمة أن الأمر مُضمَّن في بيان مشترك بين الوزير الغاني ونظيره الجزائر أحمد عطاف، إثر اجتماعهما يوم أمس.

وحينها لم يصدر عن أكرا أي شيء رسمي يتماشى مع ما زعمته الجزائر على المستوى الرسمي، وحتى شبكتها التلفزيونية العمومية تطرقت إلى كل الأمور التي جرى الاتفاق بشأنها مثل إلغاء التأشيرات ورفع المنح الدراسية والتعاون في مجال النفط والغاز، دون أي إشارة إلى قضية الصحراء.

أما آخر موقف رسمي عبرت عنه غانا فيعود إلى يناير الماضي، حين أعلنت تعليق علاقاتها الدبلوماسية مع ما يسمى "الجمهورية الصحراوية"، عبر وثيقة رسمية صادرة عن وزارة الشؤون الخارجية والاندماج الإقليمي الغانية، موجهة إلى وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج للمملكة المغربية، مقررةً "إبلاغ حكومة المملكة المغربية والاتحاد الإفريقي ومنظمة الأمم المتحدة بهذا الموقف على الفور، عبر القنوات الدبلوماسية".

ويوم أمس، استقبلت الجزائر خبرا مُحرجا لرئيسها ودبلوماسيتها، أكدت جمهورية غانا أن مخطط الحكم الذاتي الذي تقدمت به المملكة بمثابة الأساس الواقعي والدائم الوحيد لحل مقبول من الأطراف لقضية الصحراء.

وجرى التعبير عن هذا الموقف في بيان مشترك تم التوقيع عليه في ختام اجتماع انعقد، اليوم الخميس بالرباط، بين ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، وصامويل أوكودزيتو أبلاكوا، وزير الشؤون الخارجية بجمهورية غانا.

وعلى أساس التطورات الأخيرة، أشاد الوزير الغاني بجهود الأمم المتحدة باعتبارها الإطار الحصري من أجل التوصل إلى حل واقعي وعملي ودائم للنزاع حول الصحراء المغربية.

تعليقات
جاري تحميل التعليقات

النظام الجزائري.. أسير الشيخوخة وإرث الماضي وأحقاده

حين بث التلفزيون الرسمي الجزائري مشاهد استقبال رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون لنظيره الرواندي بول كغامي، يوم 3 يونيو 2025، كان في حقيقة الأمر، ودون أن يدري، يضع الرَّجُلين في ...