اضطرت للبحث عن موانئ أبعد وقطع مسافات أطول.. شركات دولية تدفع ثمن قرار الجزائر منع دخول السلع التي يعاد شحنها من الموانئ المغربية

 اضطرت للبحث عن موانئ أبعد وقطع مسافات أطول.. شركات دولية تدفع ثمن قرار الجزائر منع دخول السلع التي يعاد شحنها من الموانئ المغربية
الصحيفة من الرباط
السبت 27 يناير 2024 - 14:28

عقدت الجزائر على نفسها وعلى الشركات المتعاملة معها، عمليات الاستيراد عبر الخطوط التجارية البحرية، وذلك بسبب قرارها منع دخول البضائع القادمة عبر الموانئ المغربية، وهو الأمر الأساسي في العديد من عمليات التصدير التي تتطلب إجراءات إعادة الشحن والتي كان يستقبلها عادة ميناء طنجة المتوسطي، لكنها أصبحت تتم الآن عبر موانئ إسبانية أبعد.

ووفق ما أوردته تقاريرإسبانية، فإن شركتا النقل البحري Maersk وCMA CGM اللتان تعتمدان في تعاملاتها التجارية بشكل كبير على ميناء طنجة المتوسطي، اضطرتا إلى إحداث تغييرات كبيرة على طرقهما البحرية، ما أثر بشكل مباشر على اتصالهما بالموانئ الجزائرية، بسبب قرار سلطاتها عدم قبول البضائع القادمة من موانئ المغرب.

وأوردت المصادر ذاتها أن القرار الجزائري دفع الشركتين العملاقتين إلى تخفيض، أو حتى إلغاء، عبور الحاويات الموجة إلى موانئ البلاد عبر طنجة – المتوسط، وهو مركز رئيسي لعمليات إعادة الشحن قبل الوصول إلى الجزائر، لجأت تلك الشركات إلى البحث عن منصات جديدة في الموانئ الإسبانية، بعضها في جنوب البلاد وبعضها الآخر في شمالها.

وقامت Maersk، التي تملك محطتين للشحن البحري في ميناء طنجة المتوسطي، من خلال علامتها التجارية APM Terminals بإعادة توجيه معظم شُحناتها إلى الجزائر العاصمة ومدينتي سكيكدة وبجاية عبر ميناءي برشلونة والجزيرة الخضراء، في حين قامت CMA CGM بتوطين عملياتها بميناءي فالنسيا والجزيرة الخضراء كمراكز شحن رئيسية باتجاه الجزائر.

وكانت السلطات الجزائرية قد قررت وقف استيراد أي سلع قادمة أو عابرة من الموانئ المغربية، وفق ما ورد في مراسلة للجمعية المهنية للأبناك والمؤسسات المالية في الجزائر، موجهة إلى المدراء العامين للموانئ، والذي جاء فيها أنه "في إطار عمليات التجارة الخارجية، تقرر رفض أي عملية توطين لعقود النقل التي تنص على إعادة الشحن أو العبور عبر الموانئ المغربية".

وأضافت المراسلة الصادرة بتاريخ 10 يناير 2024، أنه "قبل أي توطين، من الضروري دعوة المصالح ذات الصلة للتأكد مع الفاعلين الاقتصاديين من عدم إجراء عمليات الشحن أو العبور عبر الموانئ المغربية".

وأتت تلك الخطوة بعد أقل من أسبوعين على اجتماع وزراء خارجية ومثلي حكومات دول مالي والنيجر وبوركينا فاسو وتشاد، في مراكش، يوم 23 دجنبر 2023، بدعوة من وزير الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، للشروع في تفعيل مبادرة الملك محمد السادس، التي أعلن عنها في خطاب الذكرى الـ 48 للمسيرة الخضراء، يوم 6 نونبر 2023.

وتمثل الاستراتيجية المينائية للمملكة حجر الزاوية في هذه المبادرة الدولية التي أطلقها العاهل المغربي، في خطابه يوم 6 نونبر 2023، بمناسبة الذكرى الـ48 للمسيرة الخضراء، إذ سيتحول ميناء الداخلة الأطلسي الجديد إلى منفذ للدول المُنخرطة في المبادرة، وجميعها دول مُطوقة ليس لها منفذ بحري، كا سيُسهل عليها كثيرا أنشطتها الاقتصادية.

تعليقات
جاري تحميل التعليقات

أقيلوا هذا الرجل !

صناعة الفشل في المغرب سلعة رائجة. هذا على الأقل ما يمكن استخلاصه عند الإطلاع على حال شركة الخطوط الملكية المغربية التي يقودها عبد الحميد عدو إلى الهاوية وهو مستمتع بالمُهمة ...

استطلاع رأي

كمغربي أو مقيم في المغرب، هل تشعر أن ارتفاع الأسعار ونسبة التضخم أثرت على:

Loading...