الأميرة جمالة خارج السلك الدبلوماسي المغربي لأول مرة منذ 14 عاما.. وفراغ في سفارة المملكة لدى الاتحاد الأوروبي
لأول مرة منذ 14 عاما، تخرج الأميرة جمالة العلوي، من قائمة سفراء المملكة، بعدما قضت مدتين طويلتين على رأس التمثيلية الدبلوماسية للمملكة بكل من لندن وواشنطن، وذلك بعدما عين الملك محمد السادس، يوم أمس الخميس، دبلوماسيا مخضرما ليحل محلها، وهو يوسف العمراني، الذي كانت آخر مهامه في بروكسيل سفيرا للمغرب لدى الاتحاد الأوروبي.
ومن بين التغييرات المثيرة للاهتمام التي حملتها قائمة الستة سفراء المعينين من طرف الملك محمد السادس، خلال الاجتماع الوزاري الذي ترأسه يوم أمس الخميس بالقصر الملكي بالرباط، تسمية العمراني سفيرا للمملكة في واشنطن، مع ترك منصب سفير المغرب لدى الاتحاد الأوروبي فارغا، في حين لم تكلف الأميرة جمالة العلوي بأي مهمة.
والأميرة جمالة هي ابنة عمومة الملك محمد السادس وهي نجلة الأمير علي العلوي سفير المغرب الأسبق في فرنسا، وحفيد السلطان يوسف والد الملك محمد الخامس، وو أيضا رجل ثقة الملك الحسن الثاني في المجال الاقتصادي، من خلال توليه منصب المدير العام لمجموعة "أونا"، المسمى السابق للهولدينغ الملكي، ولـ"كوسومار"، الشركة المغربية لصناعة وبيع السكر في المغرب.
وفي سنة 2009 عُينت الأميرة سفيرةً للمغرب لدى المملكة المتحدة وعمرها آنذاك 47 عاما، وظلت في هذا المنصب طيلة 7 سنوات، وحينما غادت العاصمة البريطانية لندن في 2016، كلفها الملك مباشرة بمهمة دبلوماسية جديدة كسفيرة للمغرب بالولايات المتحدة الأمريكية لتظل في مهامها 7 سنوات أخرى، عايشت خلالها تحولات مهمة في العلاقات بين الرباط وواشنطن، وخصوصا الاعتراف الأمريكي بالسيادة المغربية على الصحراء أواخر سنة 2020.
ولم تُكلَّف الأميرة جمالة بأي مهمة دبلوماسية من طرف العاهل المغربي، ولا يُعرف إلى حدود اللحظة ما إذا كان إبعادها عن السفارة المغربية في واشنطن تمهيدا لتوليها أدوارا أخرى، غير أن الثابت هو أن يوسف العمراني الذي عوضها في منصبها السابق يحمل معه تاريخا طويلا من العمل الدبلوماسي في العديد من دول العالم.
وكان العمراني قد عُين من لدن الملك سفيرا لدى الاتحاد الأوروبي في أكتوبر من سنة 2022، وللمفارقة فإنه كان قد جاء لملء فراغ دبلوماسي مستمر حينها منذ مارس 2021، وهو الوضع الذي ستؤول إليه السفارة مجددا في غياب العمراني، إذ لم يُسَمِ العاهل المغربي أي شخص لقيادة المهام الدبلوماسية المغربية لدى بروكسيل، في ظل لعلاقات المتشنجة بين الطرفين، خصوصا بسبب مواقف البرلمان الأوروبي.
وقبل الاتحاد الأوروبي، كان العمراني ممثلا للمغرب في بريتوريا، سفيرا مفوضا فوق العادة لدى جمهورية جنوب إفريقيا وجمهورية وبوتسوانا وجمهورية مالاوي ومملكة إيسواتيني، ابتداء من 2019، حيث ملأ فراغا آخر استمر لـ12 عاما لكنه لم يبقَ في مهامه سوى سنتين نتيجة استمرار الصدام بين المغرب وجنوب إفريقيا بسبب ملف الصحراء.
والعمراني، البالغ من العمر 70 عاما، يعد أحد أبرز وجوه الخارجية المغربية، الوزارة التي التحق بها سنة 1978 وتدرج بها في عدة مناصب، قبل أن يصبح قنصلا عاما للمغرب في برشلونة سنة 1992، وسفيرا للمملكة لأول مرة سنة 1996 في كولومبيا، ثم في الشيلي سنة 1999 والمكسيك في 2001، وبعد أن كان كاتبا عاما للوزارة منذ 2008، أصبح العمراني وزيرا منتدبا في الخارجية ما بين 2012 و2013.