الاشتراكيون واليساريون الإسبان يكشفون مستقبل علاقاتهم مع المغرب.. والـ"PP" يمسك الحبل من الوسط
بدأت الأحزاب الإسبانية التي تدخل غمار منافسات الانتخابات العامة المرتقبة في 23 يوليوز المقبل، تكشف عن أوراقها المتعلقة بالسياسة الخارجية لإسبانيا، وكيف ستكون في حالة تصدرها للانتخابات وتوليها لحكومة البلاد، وأبرز هذه الأحزاب حزب العمال الاشتراكي ''PSOE'' الحاكم حاليا، وحزب الائتلاف اليساري المعروف اختصارا بـ"Sumar" الذي تقوه يولاندا دياز.
وبخصوص حزب العمال الاشتراكي الذي يقوده بيدرو سانشيز، فقد كان واضحا منذ بدء الحملات الانتخابية بأنه سيواصل تمتين العلاقات مع الرباط وتقويتها على مختلف الأصعدة تماشيا مع خارطة الطريق التي تم الاتفاق عليها خلال الاجتماع رفيع المستوى بين الحكومة الإسبانية ونظيرتها المغربية في 1 و2 فبراير الماضي في العاصمة الرباط.
وأكد سانشيز وعدد من قادة الحزب، على أن المغرب شريك استراتيجي مهم ويحظى بالأولوية في السياسة الخارجية لإسبانيا، وبالتالي في حالة إذا تصدر الحزب الانتخابات المقبلة، واستمر في الحكومة، فإنه سيواصل نفس النهج الذي يسير عليه حاليا، والمتمثل في تقوية العلاقات الثنائية والالتزام بكافة الاتفاقيات الموقعة بين الطرفين، وإبقاء دعم مدريد لمغربية الصحراء.
وعلى الطرف النقيض، يقف حزب الائتلاف اليساري "Sumar" المؤسس من طرف يولاندا دياز، والذي أعلن عبر زعيمته وعدد من قادته بأن سياسته الخارجية مع المغرب ستعرف تغيرات جذرية في حالة تولي هذا الحزب للحكومة في إسبانيا، وأبرز تغيير هو التراجع عن قرار دعم مدريد لمبادرة الحكم الذاتي لحل نزاع الصحراء تحت السيادة المغربية.
ويستعمل هذا الحزب أسلوبا معارضا للمغرب في حملاته الانتخابية، حيث يتهم المغرب بـ"الديكتاتورية"، ويُعلن في الوقت نفسه بأنه سيدعم "حق تقرير المصير للشعب الصحراوي" وهي الأطروحة التي تتبناها جبهة "البوليساريو" الانفصالية، وبالتالي فإن مستقبل العلاقات الإسبانية تحت هذا النهج من المتوقع أن تتسبب في أزمات ديبلوماسية حادة مع الرباط.
لكن الحزب الشعبي "PP" الذي يقود ألبيرتو نونييز فييخو، والذي يُعتبر من أبرز الأحزاب السياسية في إسبانيا المرشحة لتصدر الانتخابات العامة في 23 يوليوز، بناء على العديد من استطلاعات الرأي، إضافة إلى بعض الإشارات التي سبقت والمتمثلة في تصدره للانتخابات البلدية والجهوية في 28 ماي الماضي، فإنه ينهج أسلوب شد الحبل من الوسط، حيث لم يوضح بشكل دقيق السياسة التي سينهجها في علاقاته مع المغرب، مستقبلا، في حالة توليه للحكومة.
وحسب التصريحات والبلاغات السياسية الصادرة عن قادة الحزب الشعبي، فإنهم أعربوا عن رفضهم لقرار دعم مدريد لمبادرة الحكم الذاتي للصحراء تحت السيادة المغربية، بدعوى أنها تسببت في حدوث أزمة ديبلوماسية مع الجزائر، إلا أن قادة الحزب لم يكشفو في نفس الوقت ما إذا في حالة توليهم للحكومة سيعملون على التراجع عن القرار الاسباني الداعم للصحراء أم لا.
ورفض زعيم الحزب اعطاء جواب صريح حول ما الذي سيقوم به بشأن قرار دعم المغرب في قضية الصحراء، وبالمقابل أكد أنه سيعمل على تمتين العلاقات مع الرباط والعمل أيضا على إصلاح العلاقات مع الجزائر، لكن لم يتم توضيح الأسلوب أو الطريقة التي سينهجها الحزب لتحقيق ذلك.
ويبدو أن الحزب الشعبي أكثر "براغماتية" خطابه السياسي مقارنة بباقي الأحزاب الأخرى، وبالتالي يُتوقع أن يكون المنافس الأقوى في الانتخابات المقبلة، ويُرجح بقوة أن يتصدر الانتخابات أمام المنافس الأصعب، وهو حزب العمال الاشتراكي الذي سيسعى على تقوية حظوظه بإبراز انجازاته في السنوات الأخيرة.