"الافتقار للشفافية" وتصريحات العلمي يطيحان برئيس جمعية صناع النسيج بالشمال
لا تزال أزمة صناع النسيج بشمال المغرب تتفاعل بشكل شبه يومي، حيث كانت آخر فصولها استقالة جمال الدين الميموني، رئيس منطقة الشمال للجمعية المغربية لصناعة النسيج والألبسة أمس الاثنين، وذلك تزامنا مع وضع عريضة من طرف أعضاء الجمعية تطالب بعقد جمع عام استثنائي، عقب التصريحات الأخيرة لحفيظ العلمي، وزير الصناعة والتجارة والاستثمار الأخضر والرقمي داخل البرلمان.
وتسببت تصريحات العلمي أمام أعضاء مجلس النواب يوم 11 ماي الجاري، في كهربة الأوضاع داخل أكبر جمعية لمصنعي النسيج بالمغرب، وذلك بعدما دافع على رئيسها محمد بوبوح، ناسبا إليه الفضل في تجميع مصنعي النسيج لإنتاج الكمامات، بل مضى أبعد من ذلك حين وصفه بـ"الرجل الوطني الذي ضحى بنفسه لهذا الغرض"، في إشارة إلى إصابته بفيروس كورونا، حيث كان يعالج منه بطنجة.
ويوم أمس وقع أعضاء الجمعية بالشمال عريضة تطالب بإقالة الرئيس ونائبه والاعتراف بسوء تدبير هذه المرحلة، بالإضافة إلى عقد جمع عام استثنائي عندما تكون الظروف ملائمة، كما دعوا إلى خلق لجنة مصغرة تضم أعضاء متفقا عليهم لمواكبة المرحلة الانتقالية والرجوع إلى العمل العادي بأقل الأضرار، وهي الخطوة التي تأتي بعد أيام من استقالة 7 أعضاء بالمكتب المسير للجمعية بمنطقة الشمال.
ووفق عبد الإله اللنجري، وهو أحد أعضاء المكتب المسير المستقلين، فإن مشكلة صناع النسيج بطنجة ليست مع الوزير العلمي وإنما مع رئيس الجمعية الذي يتهمونه بإخفاء معلومات مهنية عن أعضاء مكتبه وعن كافة المهنيين، معتبرين أن التصريحات التي أدلى بها وزير الصناعة داخل البرلمان أساءت لهم وأظهرتهم وكأنهم غير وطنيين، والحال أنهم لم يكونوا يتوفرون على أي معلومة، موردا أن العلمي بنى تصريحاته على معطيات مغلوطة أُعطيت له من طرف رئيس الجمعية.
وأوضح اللنجري أن الاستقالة والخطوات التي تبعتها سببها "الافتقار للمصداقية والشفافية"، موضحا أن عملية تصنيع الكمامات التي انخرطت فيها 5 مصانع فقط في طنجة، والتي ارتكزت بشكل كبير بمصانع مدينة الدار البيضاء، لم يكشف عنها الرئيس المستقيل حتى لأعضاء مكتبه، على الرغم من أن تصنيع الكمامات "كان سيكون بمثابة أوكسيجين الحياة لقطاع النسيج بالشمال، جراء التوقف الطويل الممتد لـ3 أشهر والذي كبد قطاع النسيج تبعات مالية كبيرة".
وكشف المتحدث نفسه أن مبادرة تصنيع 4 ملايين كمامة وتوزيعها بشكل مجاني بجهة طنجة تطوان الحسيمة، التي اتُّفق عليها بين الجمعية المغربية لصناعة النسيج والألبسة وفرعها بمنطقة الشمال وغرفة التجارة والصناعة والخدمات، لم تكن بدورها في علم أعضاء المكتب المسير، قائلا إنه لا يجد تفسيرا لهذا "التعتيم" الذي ينهجه الرئيس والذي تسبب في الإضرار بجل المقاولات بطنجة وإبرازها في صورة سلبية.