البوليساريو تُحيي ذكرى تأسيس "جمهوريتها" في صمت يعكس مدى تراجع الداعمين لأطروحة الانفصال

 البوليساريو تُحيي ذكرى تأسيس "جمهوريتها" في صمت يعكس مدى تراجع الداعمين لأطروحة الانفصال
الصحيفة – محمد سعيد أرباط
الخميس 29 فبراير 2024 - 9:00

أحيت جبهة البوليساريو الانفصالية أول أمس الثلاثاء ما أسماته بـ"الذكرى 48 لتأسيس الجمهورية الصحراوية"، في أجواء سياسية "باردة" عكست التراجع الكبير في صفوف الذين كانوا يدعمون أطروحة الانفصال التي لازالت هذه الجبهة ترفعها منذ عقود.

واكتفت الجبهة الانفصالية عبر منابرها الإعلامية بنشر بعض البلاغات الداخلية للإشارة إلى هذه الذكرى، وبدعم محدود من بعض  الأطراف، في تراجع ملحوظ للدعم الذي كانت تحظى به في العقود الماضية، ما يشير من جهة أخرى إلى الجهود الدبلوماسية التي بذلها المغرب لتغيير وجهات نظر العديد من الدول.

وحسب العديد من المراقبين، فإن جبهة البوليساريو لم تخسر معاركها الدبلوماسية فقط، بل حتى معاركها العسكرية الميدانية في السنوات الأخيرة، بعد تجدد مناوشاتها في الصحراء المغربية، حيث تمكنت القوات المغربية من إبعاد ميليشيات البوليساريو بعيدا عن عمق الصحراء، وطردهم من معبر الكركرات.

ووفق العديد من المتتبعين لقضية الصحراء، فإن واقعة الكركرات التي نفذتها القوات المغربية صبيحة يوم الجمعة 13 نونبر 2020، تُعتبر بمثابة هزيمة عسكرية ميدانية قاسية لجبهة البوليساريو، التي كان عناصرها يستغلون هذا المعبر لممارسة الضغط على المغرب عن طريق إيقاف حركة العبور التجارية بين المملكة وموريتانيا وباقي بلدان غرب إفريقيا، وبالتالي الإضرار بالاقتصاد المغربي، وهو الشيء الذي توقف بشكل نهائي منذ ذلك التاريخ.

وحاولت ميليشيات البوليساريو العودة إلى المنطقة عن طريق الدخول في مواجهات عسكرية مع القوات المغربية في المنطقة، وتنفيذ العديد من الهجمات وعمليات القصف إلا أن كل تلك المحاولات باءت بالفشل، وابتعدت البوليساريو عن منطقة الكركرات بشكل نهائي للسنة الثالثة على التوالي.

ووفق العديد من التقارير الميدانية، فإن هجمات البوليساريو ضد القوات المغربية أصبحت مركزة في الجهة الشمالية الشرقية من تراب الصحراء المغربية، وبالضبط في المناطق المقابلة لتندوف بالحدود الجزائرية، بعدما تمكنت القوات المغربية من تحييد خطر الميليشيات في الجزء الجنوبي المحادي للحدود الموريتانية.

وتؤكد جبهة البوليساريو بنفسها عبر تقاريرها العسكرية اليومية، أن أغلب عملياتها تقع في المناطق المذكورة، كالفرسية والمحبس إضافة إلى استهداف مدينة السمارة التي تقع غرب منطقتي المحبس وتيفاريتي في هجومين في الفترة الأخيرة، وهو ما يشير إلى أن نفوذ عمليات الجبهة الانفصالية بدأ ينحصر في عموم الصحراء.

وساهم استخدام المغرب للطائرات بدون طيار "درون" في إيقاف توغل ميليشيات البوليساريو في عمق الصحراء، وبالتالي بدأت تركز على استهداف المناطق القريبة من الحدود الجزائرية، من أجل سهولة العودة بسرعة إلى المناطق التي تحتمي بها الميليشيات بعيدا عن قذائف الآليات العسكرية المغربية.

قسوة الفراغ!

صُور غارقة في الألم تلك التي تأتينا من مدينة الفنيدق على مدخل سبتة المُحتلة، حيث يتجمهر المئات من المغاربة ومعهم مهاجرين من تونس والجزائر ومن دول جنوب الصحراء، أغلبهم أطفال ...

استطلاع رأي

كمغربي أو مقيم في المغرب، هل تشعر أن ارتفاع الأسعار ونسبة التضخم أثرت على:

Loading...