التامك يزور سجن طنجة ببذلة الحماية.. هل هو اعتراف بكارثة كورونا؟
بشكل مفاجئ، زار المندوب العام لإدارة لسجون، محمد صالح التامك، السجن المحلي الأول لطنجة صباح اليوم الاثنين، للوقوف على وضعية السجناء والموظفين إثر تحول هذه المنشأة إلى إحدى أخطر البؤر السجنية للإصابة بفيروس كورونا، وهي الزيارة التي قام بها المندوب وهو يرتدي بذلة الحماية التي يلبسها عادة الأطباء والعاملون بالمؤسسات الاستشفائية.
وحسب مصادر "الصحيفة"، فإن التامك التقى مدير المؤسسة وموظفيها وزار مختلف مرافقها، وعاين الفضاءات المخصصة لاستقبال مرضى فيروس "كوفيد 19" من النزلاء، كما وقف على الإجراءات الاحترازية المعمول بها في إطار محاولات تطويق الوباء داخل السجن، واعدا الموظفين الذين أصيب العشرات من زملائهم بالعدوى بتوفير كل المعدات الوقائية لحمايتهم.
وتأتي زيارة التامك بعد التعتيم الكبير الذي عرفته وضعية سجن طنجة 1 المعروف بـ"سات فيلاج"، ففي الوقت الذي كانت فيه وزارة الصحة تتحدث منذ بداية ماي الجاري عن تزايد أعداد المصابين داخل البؤر السجنية، تفادت مندوبية إدارة السجون الإعلان بشكل دوري عن أعداد المرضى المؤكدة إصابتهم، وسط أنباء عن اختلاط النزلاء المصابين بالأصحاء، وما زاد الطين بلة هي الوفاة الغامضة لأحد النزلاء.
وكانت التحاليل التي أجريت للنزلاء والموظفين قد كشفت عن إصابة العشرات منهم بفيروس كورونا، وهو الأمر الذي اعترفت به المندوبية في بلاغ لها بتاريخ 3 ماي 2020، لكن الخطير في الأمر كان هو حديثها عن أن هذا الأمر تم بعد إجراء تحاليل لـ"عينات" من السجناء والموظفين، والتي أدت إلى اكتشاف إصابات جديدة في صفوف المخالطين، فيما كان النزلاء وأسرهم يطالبون بفحص شامل.
وسبق أن تسبب هذا الأمر في ذعر كبير للنزلاء، الذين أعربوا لأفراد عائلاتهم، عبر مكالمات هاتفية، عن مخاوفهم من استفحال الوباء داخل سجن طنجة، لكن مباشرة بعد تسرب هذه المعطيات لجأت إدارة السجن إلى منع النزلاء من حقهم في إجراء مكالمات هاتفية، الشيء الذي أثار قلق ذويهم لينظموا وقفة احتجاجية أمام المؤسسة انتهت بتوقيف 9 أشخاص من بينهم 8 نساء يوم 6 ماي.
وتأتي زيارة التامك المفاجئة وتفقده لأوضاع المؤسسة وتجهيزاتها الطبية، وهو محاط بوسائل حماية مشددة، لتفرض تساؤلات جديدة حول حقيقة ما يجري داخل هذا السجن، والذي يقول ذوو نزلائه إنه يعاني من الاكتظاظ الذي أدى إلى "كارثة مسكوت عنها"، مستدلين على ذلك برفض إدارته السماح للسجناء بالعلاج خارج أسواره حتى لا تفتضح حقيقة ما يجري.