التعليم عن بعد في المغرب.. شكوك حول نجاح التجربة وأوديوهات ساخرة

 التعليم عن بعد في المغرب.. شكوك حول نجاح التجربة وأوديوهات ساخرة
الصحيفة – بديع الحمداني
الخميس 9 أبريل 2020 - 9:00

قرر المغرب على غرار باقي دول العالم، تعليق الدراسة في المؤسسات التعليمة لمنع تفشي فيروس كورونا في البلاد، وتعويض ذلك القرار بقرار أخر ينص على استمرار الدراسة عن بعد لجميع الطلبة والتلاميذ، بالاستعانة بوسائل التواصل الحديثة، كالتلفاز والأجهزة الإلكترونية التي تشتغل بالأنترنيت.

وفور الإعلان على استمرار الدراسة عن بعد، أقدمت هيئات التدريس في المغرب، على القيام بعدة مبادرات من أجل تقريب الدروس من الطلبة والتلاميذ المغاربة، سواء عبر فيديوهات مصورة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أو عبر المواقع التعليمية التي خصصتها وزارة التربية، أو عبر قناة الرابعة المغربية.

ومر الآن أكثر من أسبوعين على إنطلاق "التعليم عن بعد" في المغرب، الأمر الذي أعطى مساحة زمنية لعدد من المتتبعين لتقييم الوضع، وهي التقييمات التي رصدتها "الصحيفة" عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

شكوك حول نجاح التجربة

يسود في أوساط عدد من المهتمين بتجربة التعليم عن بعد في المغرب، شكوك حول نجاح التجربة، نظرا لعدم التهييء لها بشكل قبلي بوقت كاف، وتأهيل الطلبة والتلاميذ المغاربة للتعامل مع هذه الطريقة الجديدة في التدريس التي فرضها بشكل عاجل فيرس كورونا المستجد.

ويرى هؤلاء أن الطالب والتلميذ المغربي، لازال يواجه صعوبات في التعامل مع وسائل التواصل الحديثة، كما أنه لم يستوعب بعد التعلم عن بعد كممارسة يجب أخذها بعين الاعتبار وبشكل جدي، الأمر الذي يرفع من احتمالية فشل هذه الطريقة.

ويستدل المتتبعون الذين يشكون في نجاح طريقة التعليم عن بعد، بوجود فشل كبير في "التعلم عن قرب"، حيث يحصون عددا كبيرا من المشاكل في المدرسة المغربية، ووجود ضعف في نسب نجاح التلاميذ، وحصول المغرب على مراتب متدنية عالميا في التعليم، وبالتالي فإن التعليم عن بعد قد يكون أسوأ بكثير مما هو الوضع عليه سابقا.

كما أن عددا من التلاميذ المغاربة، خاصة الذين يوجدون في العالم القروي، يقول المتتبعون أنفسهم، لا تتوفر نسبة هامة من قراهم على تغطية شبكة الأنترنيت، ومنهم من لا يتوفر على التلفاز أو بالأحرى يجد صعوبة في التقاط قناة الرابعة، وقد اشتكى عدد كبير من سكان القرى من هذا الإشكال، وبالتالي فإن طريقة التعليم عن بعد في القرى المغربية هي طريقة محكوم عليها بالفشل بشكل كبير.

أوديوهات ساخرة

انتشرت في الأيام الأخيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، كالفيسبوك وتطبيق التواصل واتساب، أوديوهات مسجلة ومصورة، يُسمع عبرها كلام وحوار بعض تلاميذ المرحلة الابتدائية وهم يتواصلون مع أساتذتهم مثيرة موجة من السخرية من طرف نشطاء مواقع التواصل.

واعتبر متتبعون للتعليم عن بعد في المغرب، أن هذه الطريقة في التعليم أصبحت مادة للسخرية في المغرب، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن هذه الطريقة لم تؤخذ بمحمل الجد في البلاد، وبالتالي هذه واحدة من أمثلة فشل طريقة التعليم عن بعد، خاصة لتلاميذ مرحلة الابتدائي التي تُعتبر مرحلة جد حساسة في مسار التلاميذ.

وفي ذات الوقت، طالب عدد من النشطاء المغاربة على مواقع التواصل الاجتماعي، بضرورة قيام السلطات بفتح تحقيق لمعرفة الأشخاص أو الجهات التي تقوم بتسريب وتعميم تلك الأوديوهات، لما لها من تأثير سلبي على صورة التعليم في المغرب، وضرب لطريقة التعليم عن بعد والسخرية منها.

تجربة للتعلم 

يرى المتتبعون للتعليم عن بعد في المغرب، أن هذه التجربة وإن كانت هناك شكوك في نجاحها في ظل هذه الظروف الارتجالية، إلا أنها يمكن الاستفادة منها للتأسيس لتجربة أفضل وأكثر فعالية في المستقبل، من أجل استغلالها لتدعيم التعليم داخل المؤسسات.

وأضاف هؤلاء، بأن التعليم عن بعد لا يجب أن يتوقف بزوال أسبابه، أي بعد انتهاء الظرفية الطارئة الناتجة عن فيروس كورونا المستجد، بل يجب تعميمها للاستعانة في محاربة الأمية للفئات التي لم يسبق أن دخلت المدرسة أو الاستعانة بها في دروس الدعم والتقوية للتلاميذ والطلبة.

ويعتقد المهتمون بقضية التعليم عن بعد، بأن المغرب يجب أن يستثمر التجربة الحالية لمسايرة التطور الحاصل في مختلف بلدان العالم، حيث أصبحت منصات التعليم على الانترنيت تلقى اهتماما واسعا يوما بعد يوم، وبالتالي أصبح لازما على المغرب مواكبة هذه التغييرات، ليكون في طليعة البلدان في مسألة التعليم عن بعد.

السيد فوزي لقجع.. السُلطة المُطلقة مفسدة مُطلقة!

بتاريخ 3 مارس الماضي، كشف منسق ملف الترشيح المشترك لإسبانيا والبرتغال والمغرب لكأس العالم 2030 أنطونيو لارانغو أن لشبونة لن تستضيف المباراة النهائية للمونديال. وأثناء تقديم شعار البطولة وسفرائها، أكد ...