التقى أبرشان وبنجلون.. لشكر يحاول إحياء حظوظ الاتحاديين في انتخابات طنجة باستقطاب الغاضبين على أخنوش
يحاول إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، استغلال غضب مجموعة من الوجوه السياسية البارزة من حليفه عزيز أخنوش، الأمين العام لحزب التجمع الوطني للأحرار، لإحياء حظوظ حزبه في الحصول على مقاعد في مجلسي البرلمان بمدينة طنجة خلال الانتخابات المقبلة، وهو الأمر الذي دفعه لمجالسة عبد الحميد أبرشان ويوسف بنجلون اللذان انسحبا من حزب "الحمامة" بعد أسابيع من انضمامهما.
ووفق المعطيات التي حصلت عليها "الصحيفة" فإن أبرشان، رئيس مجلس عمالة طنجة – أصيلة باسم حزب الاتحاد الدستوري، ويوسف بنجلون، المستشار البرلماني ورئيس غرفة الصيد البحري المتوسطية باسم حزب العدالة والتنمية، جالسا لشكر في أحد الفنادق الفخمة بطنجة يوم الاثنين الماضي، للتفاوض على انضمامهما للاتحاد الاشتراكي والترشح باسمه خلال الانتخابات المقبلة، بما يضمن للأول ولوج مجلس النواب وللثاني دخول مجلس المستشارين.
وأوردت مصادر سياسية لـ"الصحيفة" أن أبرشان وبنجلون اختارا التفاوض مع لشكر في الوقت الذي تُبقي قيادات حزب الحركة الشعبية الباب مفتوحا أمامهما لمنحهما التزكية، بالنظر لقدرتهما على جلب الأصوات سواء في الانتخابات المحلية أو البرلمانية، وذلك بعد صدامهما مع المنسق الجهوي لحزب التجمع الوطني للأحرار بجهة طنجة تطوان الحسيمة، رشيد الطالبي العلمي، الذي انتهى برفضهما السفر إلى أكادير للقاء أخنوش.
وكان أبرشان وأخنوش قد أعلنا انضمامهما لحزب "الحمامة" قبل 3 أشهر فقط، لكن خلافات مع الطالبي العلمي، وقبله مع المنسق الإقليمي للحزب عمر مورو، الذي كان سابقا برلمانيا باسم الاتحاد الاشتراكي، عجلت برحيلهما عن الحزب، الأمر الذي تأكد عقب إعلان حزب التجمع الوطني للأحرار، مؤخرا، تزكية مورو وكيلا للائحته في دائرة طنجة أصيلة برسم الانتخابات التشريعية ليوم 8 شتنبر 2021.
ومن شأن هذه الخطوة أن تحيي بشكل كبير آمال الاتحاديين في الحصول على مقعدين برلمانيين هذه السنة، إذ يملك أبرشان وبن جلون قوة انتخابية ومالية كبيرة لإدارة حملة تنافسية، وذلك بعدما عانى حزب "الوردة" كثيرا من الخلافات بين كاتبه الأول وبين كتابته الإقليمية انتهت بتجميد نشاط هذه الأخيرة، والتي كانت تأبى فرض لشكر لمرشح مقرب منه في المدينة دون موافقتها.
ويمكن أيضا أن تُحيي هذه الخطوة رغبة أبرشان في المنافسة على عمودية مدينة طنجة، والتي كانت أصلَ الاتفاق مع التجمع الوطني للأحرار، ففي حالة ترشحه وكيلا للائحة في الانتخابات الجماعية بمقاطعة السواني، التي يكسب مقعده عادة فيها، وترشُّح بنجلون وكيلا للائحة مقاطعة طنجة المدينة التي سبق أن كان رئيسا لها، سيكون بمقدور الاتحاد الاشتراكي، ليس فقط العودة لمجلس جماعة طنجة الذي ليست له فيه أي تمثيلية حاليا، ولكن أيضا المنافسة على رئاسته للمرة الأولى منذ سنة 2003 حين أصبح دحمان الدرهم عمدة لطنجة، غير أن أبرشان حينها سيكون مضطرا للاختيار بين هذا المنصب وعضوة البرلمان لوجود حالة التنافي.