التيليغراف: بن سلمان يشتري كل شيء لجعل المملكة السعودية أكثر انفتاحا.. لكن العائدات قد لا تكون مضمونة
قالت صحيفة "التيليغراف" البريطانية، إن المملكة العربية السعوية تُنفق أموالا طائلة في إطار رؤيتها المتمثلة في جعل المملكة أكثر انفتاحا على العالم، وهي الرؤية التي يقودها محمد بن سلمان الذي نصّب نفسه وريثا للعرش في العائلة الحاكمة التي تتجاوز ثروتها 1,3 تريليون جنيه استرليني، بينما تتجاوز ثروته الشخصية 2.4 مليار جنيه استرليني.
ووفق ذات المصدر، في تقرير نشرته مؤخرا، فإن الرياضة بجميع أصنافها، من الغولف إلى كرة القدم، هي أحد الركائز الأساسية للجهوذ التي تبذلها الرياض من أجل تغيير الصورة المحافظة للمملكة العربية السعودية والتسويق لنفسها كمملكة منفتحة، وزيادة الاستقطاب السياحي للبلاد، وبالتالي مواصلة الرغبة في الانفتاح الاقتصادي الذي يسعى إليه مهندس هذا التحول، ولي العهد محمد بن سلمان.
وأشارت "التيليغراف"، بأن صندوق الاستثمارات العامة السعودي المعروف اختصارا بـ"PIF"، يواصل انفاق أموال ضخمة للاستثمار في العديد من المجالات، تشمل الألعاب والرياضات، حيث يملك حصصا في العديد من الشركات العالمية، مثل "نينتيندو" و"ديزني" و"فيسبوك" و"بوينغ" و"بنك أوف أمريكا"، وغيرها من الشركات، إضافة إلى اقتنائه لمسابقات رياضية لاحتضانها في المملكة العربية السعودية، مثل مسابقات الغولف العالمية.
وفي هذا السياق، قال المصدر ذاته، بأن الرياضة هي التي تركز عليها المملكة العربية السعودية في الآونة الأخيرة، بالنظر إلى الشهرة والمتابعة العالمية، حيث اقتنى صندق "PIF" السعودي نادي نيوكاستل الانجليزي، مبلغ 300 مليون جنيه استرليني. كما أشارت تقارير لدراسة نفس الصندوق عرضا بقيمة 20 مليار دولار لشراء مسابقة الفورمولا 1 للسيارات، إضافة إلى دراسة المملكة إمكانية تنظيم كأس العالم لسنة 2030 بعد النجاح الذي حققته قطر.
وفي مجال الرياضة أيضا، قالت "التيليغراف''، بأن الأندية المحلية لكرة القدم، بدورها تشارك في هذه التوجه السعودي لتحقيق الانفتاح، حيث انخرطت في موجة من محاولات اقتناء أسماء عالمية كبيرة في كرة القدم، كانت أولى الصفقات الضخمة هي صفقة كريستيانو رونالدو الذي وقع للنصر السعودي عقدا بقمية 200 مليون دولار، إضافة إلى صفقات أخرى من بينها صفقة كريم بنزيمة الذي توجه إلى الاتحاد.
وحسب تصريحات خبراء لصحيفة "التيليغراف"، فإن المملكة العربية السعودية بقيادة محمد بن سلمان، تستخدم العائدات الكبيرة للنفط لشركة "أرامكو" من أجل اقتناء الكثير من الأشياء على المستوى العالمي، وقد ساعدتها الأوضاع الدولية على ذلك، المتمثلة في تداعيات وباء كورونا والحرب الروسية الأوكرانية التي رفعت من أسعار النفط.
لكن وفق ذات الخبراء، فإن هناك مخاوف من هذا الانفاق الكبير من طرف المملكة العربية السعودية، في ظل عدم وجود ضمانات في إمكانية أن تجني الرياض أي أرباح من وراء هذه الحمى لاقتناء كل ما يُمكنه أن يساعد على تغيير صورة المملكة، ولاسيما أن صندوق الاستثمار العام سجل خسائر مهمة في عدد من الشراكات، من بينها خسائر وصلت إلى أكثر من 4 تريليون دولار في الاستثمار المتعلق بـ"SoftBank’s Vision".
كما أن المشروع الطموح لمحمد بن سلمان بإنشاء مدينة كاملة من الصفر تشتغل بالطاقة النظيفة، المعروفة باسم مدينة "نيوم" على البحر الأحمر، فبالرغم من أن تكلفة الإنشاء قد تم تحديدها في 500 مليار، إلا أن الانفاق على هذا المشروع مع الوقت قد يخرج عن السيطرة حسب "التيليغراف".
وخلص الخبراء للصحيفة المذكورة، بأنه حاليا تتوفر المملكة العربية السعودية على الكثير من الأموال التي يُمكن انفاقها لاقتناء ما ترغب فيه، لكن لا توجد صورة واضحة عما يُمكن أن تجنيه البلاد في النهاية من هذا الانفاق الكبير.
تعليقات
بإمكانكم تغيير ترتيب الآراء حسب الاختيارات أسفله :