الجزائر تسعى لمنع كينيا من سحب اعترافها بجبهة البوليساريو الانفصالية بـ 16 ألف طن من الأسمدة

 الجزائر تسعى لمنع كينيا من سحب اعترافها بجبهة البوليساريو الانفصالية بـ 16 ألف طن من الأسمدة
الصحيفة – محمد سعيد أرباط
الخميس 18 يناير 2024 - 14:29

أعلنت الجزائر عن تقديم هبة لدولة كينيا، عبارة عن 16 ألف طن من الأسمدة، بناء على تعليمات من طرف الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، في إطار ما وصفه بلاغ رسمي جزائري بـ"بالسياسة التضامنية للجزائر في دفع عجلة التنمية بالقارة الإفريقية".

ووفق الصحافة الجزائرية، فإن الأمر يتعلق بسماد اليوريا 46 الذي يُستعمل في تخصيب التربة بهدف رفع مردودية الانتاج الفلاحي في كينيا التي تُعاني من أزمة غذاء حادة، وقد تم إرسال الشحنة المكونة من 16 ألف طن إلى نيروبي في اليومين الماضيين.

وتأتي هذه الخطوة في وقت تزداد الضغوط على الرئيس الكيني من طرف العديد من الأحزاب السياسية في البلد، تدعوه إلى بناء علاقات قوية مع المغرب، وهو ما تخشى منه الجزائر أن يؤدي ذلك إلى سحب نيروبي اعترافها بجمهورية البوليساريو الانفصالية، خاصة أن الرئيس روتو كان قد أقدم على تلك الخطوة يوم اعتلائه رئاسة البلاد منذ عامين قبل أن يتراجع عنها بشكل مفاجئ. وقيل أن تدخلات من الجزائر هي التي دفعته للتراجع.

وكان أعضاء مجلس الشيوخ الكيني قد طالبوا في الأسابيع الأخيرة بإصلاح العلاقات الدبلوماسية بين بلادهم والمملكة المغربية، في ظل ما يعتبرونه تدهورًا في العلاقات بين البلدين، والإسراع بفتح سفارة كينية في العاصمة الرباط بالنظر إلى ما يُمكن أن تجنيه نيروبي من فوائد على العديد من الأصعدة بهذه الخطوة مع المغرب.

وحسب تقارير إعلامية نشرتها الصحافة الكينية أنذاك، فإن العضو في مجلس الشيوخ الكيني، ليدانا أولينكا، قال في جلسة نقاشية، إنه "من المهم كدولة أن يكون لدينا بعثة دبلوماسية فعلية في المغرب، مضيفا بأن كينيا ستحصد فوائد كبيرة من المملكة المغربية، وبالتالي فإن الحاجة إلى إنشاء سفارة هناك تفتح الباب لمزيد من المكاسب.

ووفق نفس المصادر، فإن النقاش حول العلاقات بين المغرب وكينيا، أثاره السيناتور إيدي أوكيتش، الذي طالب من وزارة الخارجية تقديم إجابات حول العلاقات بين البلدين، فيما دعا سيناتور آخر يُدعى كاكاميجيا بوني الحكومة بالمضي قدمًا وبسرعة لجعل العلاقة مع المغرب رسمية.

وحسب السيناتور الأخير، وفق الصحافة الكينية، فإنه يرى أن المغرب هو قوة اقتصادية في إفريقيا، وبالتالي لا يمكن لكينيا تحمل قطع العلاقات معها، حيث قال "يجب أن ندرك أن المغرب، وهي دولة في إفريقيا، هي خامس أكبر اقتصاد في القارة، وبالنسبة لكينيا وإثيوبيا، نحن في المرتبة السادسة. الجلوس وعدم وجود علاقة رسمية مع خامس أكبر اقتصاد في إفريقيا يعد خسارة".

ومن جانبه، قال السناتور عن فيهيغا جودفري أوسوتسي، وفق نفس التقارير الإعلامية، إنه لا يوجد أي مبرر على الإطلاق لعدم وجود سفارة لحكومة كينيا في المغرب. وقال إن جميع الاقتصادات الرائدة في إفريقيا لديها سفارات في المغرب، ومنها نيجيريا وجنوب إفريقيا ومصر وإثيوبيا والجزائر.

وأضاف أسوتسي في هذا السياق، "إن المغرب اقتصاد كبير ومزدهر. تحتاج كينيا  إلى الاستفادة من وجود علاقات دبلوماسية معه"، وهو ما سار عليه عدد من أعضاء مجلس الشيوخ الكيني الذين يلحون على حكومة ويليام روتو لبناء علاقات قوية ومتينة مع المغرب.

ويرجع الخلاف الدبلوماسي بين المغرب وكينيا، في مواقف الأخيرة من قضية الصحراء، حيث كان الرئيس الكيني الذي تم تنصيبه العام الماضي، قد أعلن قطع علاقات بلاده مع جبهة البوليساريو الانفصالية، قبل أن يتراجع عن ذلك القرار، بسبب ما توقعت تقارير إعلامية دولية أن تكون ضغوطات جزائرية وراء ذلك.

وشهدت قمة المناخ التي انعقدت في نيوربي في شتبر الماضي، مشاركة زعيم جبهة "البوليساريو"  فيها، وهو ما جدد الخلاف بين المغرب وكينيا التي لازالت من ضمن دول قليلة في قارة إفريقيا لا تدعم سيادة المغرب على الصحراء بشكل صريح، مما يُبقى مستقبل العلاقات الثنائية غامضا إلى حدود الساعة.

أقيلوا هذا الرجل !

صناعة الفشل في المغرب سلعة رائجة. هذا على الأقل ما يمكن استخلاصه عند الإطلاع على حال شركة الخطوط الملكية المغربية التي يقودها عبد الحميد عدو إلى الهاوية وهو مستمتع بالمُهمة ...

استطلاع رأي

كمغربي أو مقيم في المغرب، هل تشعر أن ارتفاع الأسعار ونسبة التضخم أثرت على:

Loading...