الرئيس الموريتاني يزور الجزائر.. تبون يستبق لقاء مؤجلا منذ سنة بين ولد الغزواني والملك محمد السادس
يواصل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، سعيه لكسب نقاط دبلوماسية في صراعه مع المغرب، والذي يتضمن سعيه محاولات حشد الدعم لجبهة "البوليساريو" ورغبته في إقامة اتحاد مغاربي بدون المملكة، إذ بعد أن سافر إلى تونس للقاء رئيسها قيس سعيد، والتي أعلن خلالها عن إقراض الحكومة التونسية 300 مليون دولار، وَجّه دعوة للرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني لزيارة الجزائر قبل متم السنة، وهي الخطوة التي تستبق لقاء مؤجلا بين هذا الأخير وبين الملك محمد السادس والذي جرى الاتفاق حوله قبل سنة من الآن.
ووفق وسائل إعلام موريتانية، فإن ولد الشيخ الغزواني سيزور الجزائر يومي 26 و27 دجنبر الجاري، حيث سيناقش مع تبون العديد من القضايا، وفي مقدمتها تطورات ملف الصحراء، التي أضحت نواكشوط تُضيق فيه الخناق على "البوليساريو" بمنع وصول عناصرها إلى المنطقة عبر الحدود الموريتانية، بالإضافة إلى موضوع الاتحاد المغاربي والملف الليبي والعلاقات التجارية بين البلدين والمتأثرة بدورها بنزاع الصحراء.
وفي 20 نونبر من سنة 2020، وبعد أسبوع من تدخل القوات المسلحة الملكية المغربية ميدانيا لإنهاء وجود عناصر موالين للبوليساريو في "الكركارات" بعد قطعهم الطريق أمام حركة النقل البري التجارية والمدنية، أجرى الملك محمد السادس والرئيس الموريتاني اتصالا هاتفيا أكدا فيه استعدادهما لتبادل الزيارة، وفق ما أعلنه حينها بلاغ للديوان الملكي، لكن الاتفاق على موعد محدد لذلك لم يتم إلى الآن.
وأضحت موريتانيا تتعامل بتشدد أكبر مع "البوليساريو" منذ قيام عناصرها بإغلاق معبر "الكركارات" ما بين أكتوبر ونونبر من سنة 2020، والذي أدى إلى منع وصول الصادرات المغربية من المواد الغذائية والمصنعة إلى هذا البلد، متسببة في أزمة تموين غير مسبوقة لم يُنهها إلاّ التدخل الميداني للجيش المغربي، إذ بعدها قامت نواكشوط بعدة إجراءات قانونية وميدانية لمنع تسلل الانفصاليين إلى أراضيها من خلال إصدار مرسوم بإنشاء منطقة دفاع حساسة على طول الحدود مع الصحراء وتدشين منطقة مراقبة بالرادارات في الزويرات.
وكان الجيش الموريتاني قد "أحرج" الجزائر و"البوليساريو" قبل أسابيع، عندما نفى شائعات تتحدث عن استهداف الجيش المغربي لشاحنتين "مدنيتين" جزائريتين داخل الأراضي الموريتانية خلال قيامهما برحلة تجارية إلى نواكشوط، بواسطة طائرات مسيرة، حيث نفى وقوع أي هجوم من هذا النوع، قبل أن تؤكد الأمم المتحدة أن معطيات بعثة "المينورسو" وثقت وجود الشاحنتين داخل المنطقة العازلة في الصحراء.