الرباط ومدريد تنسقان وفق بنود جديدة لاستقطاب العمالة الموسمية استعدادًا لموسم جني الفواكه الحمراء في إقليم هويلفا الإسباني

 الرباط ومدريد تنسقان وفق بنود جديدة لاستقطاب العمالة الموسمية استعدادًا لموسم جني الفواكه الحمراء في إقليم هويلفا الإسباني
الصحيفة - خولة اجعيفري 
الخميس 24 أكتوبر 2024 - 12:00

تستعد السلطات المغربية ونظيرتها الإسبانية لإطلاق عملية استقطاب جديدة للعمالة الموسمية في القطاع الفلاحي، استعدادًا لموسم جني الفراولة وباقي الفواكه الحمراء في إقليم هويلفا الإسباني، وهي التحضيرات التي تأتي بعد موسم مضطرب شهد تراجعًا ملحوظًا في اليد العاملة المغربية التي توجّهت إلى الحقول الإسبانية برسم الموسم الماضي، حيث انخفض عددهم من حوالي 7500 عاملة وعامل كان متفقا عليه إلى 4500 فقط.

ويواجه قطاع الفواكه الحمراء في إقليم هويلفا الإسباني عجزًا في اليد العاملة يُقدر بنحو 10,000 عامل، مما يضع المنتجين أمام تحدٍّ كبير مع اقتراب موعد الحصاد، لهذا، وفي إطار البحث عن حلول عاجلة، نقل ممثلو النقابات المهنية خلال معرض  FruitAttraction، المنظم في مدريد احتياجات القطاع إلى الإدارة العامة لإدارة الهجرة بوزارة الإدماج والضمان الاجتماعي والهجرة، مؤكدين ضرورة سد هذا العجز الذي يثير مخاوف واسعة في صفوف المنتجين.

من جانبها أبدت الحكومة الإسبانية دعمها لزيادة التعاقدات مع العمال في بلدانهم الأصلية استعدادًا للموسم المقبل، لهذا وبعد النجاح الكبير الذي حققته التجربة التجريبية في غواتيمالا الأسبوع الماضي، والتي تم خلالها اختيار 500 عامل موسمي، يتجه التركيز الآن نحو زيادة أعداد العمال القادمين من كولومبيا وهندوراس والإكوادور، وهي دول حققت نتائج إيجابية في الموسم السابق، وستشهد حصصها زيادة في الحملة القادمة.

في المقابل، يبقى المغرب الشريك الأساسي في هذه العملية، حيث يُعتبر المصدر الأهم والمورد الأكبر للعمالة الموسمية، على الرغم من أن الموسم الماضي كشف عن عدم شغل نحو 3,000 منصب من الحصة المغربية وهو التراجع المفاجئ الذي أحدث خللًا في وفرة اليد العاملة، ما انعكس سلبًا على إنتاجية القطاع، وفتح باب النقاش حول حاجة المزارع الإسبانية إلى توسيع شراكتها مع المغرب، خاصة أن العاملات الموسميات يشكّلن ركيزة أساسية في عملية الحصاد التي تحتاج إلى دقة وسرعة، لهذا، ومع بدء التنسيق الجديد، تعوّل الأطراف المعنية على إحياء الشراكة التقليدية بين البلدين لضمان سير الموسم الحالي دون أي عوائق، وتعويض النقص الذي طبع الموسم الماضي.

ولتفادي تكرار هذا النقص، تعتزم Free Huelva تنفيذ عملية اختيار جديدة في المغرب، مع زيادة عدد العمال المشاركين لضمان سير الحملة دون عراقيل، كما سيتم إطلاق مشاريع تجريبية لاختيار عمال من موريتانيا وغامبيا والسنغال، في إطار برنامج الهجرة الدائرية الذي أعلنت عنه الحكومة الإسبانية في غشت الماضي، مما يعكس توجهًا نحو تنويع مصادر العمالة لسد احتياجات القطاع الزراعي بشكل مستدام.

وفي وقت صرّحت جمعية منتجي ومصدّري الفراولة في هويلفا  (Free Huelva) بأنّه سيتم زيادة عدد العمال القادمين من المغرب، الذي يعتبر "المصدر الرئيسي للعمال الموسميين المتعاقد معهم في بلدانهم الأصلية"، مشيرة إلى أنه سيتم تنفيذ عملية اختيار جديدة للعمال في المغرب لتغطية الشواغر الخاصة بعام 2024 وزيادة عدد الأشخاص المشاركين في الحملة الزراعية، أكدت مصادر مسؤولة في الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات، لـ "الصحيفة"، أن اجتماعا هاما عقد بمدينة طنجة حضره ممثلون عن جمعيات فلاحية إسبانية ومسؤولون مغاربة من "الأنابيك" لتدارس رفع نسبة اليد العاملة التي يتم الاعتماد عليها في هويلفا الإسبانية.

وأبرزت المصادر ذاتها، في تصريح خصّت به "الصحيفة"، أن الاتفاقيات المبرمة بين المسؤولين المغاربة ونظرائهم الإسبان شبه جاهزة عقب وضع اللمسات الأخيرة، وقد تم الاتفاق على موعد استدعاء العاملات المغربيات وأعدادهم والتفاصيل المرتبطة ببطاقة الإقامة الجديدة (TIE) التي تسمح في المرحلة الأولى للعاملات بالدخول والخروج من إسبانيا أثناء فترة عقود العمل، إذ سيشتغلن بجوار عاملات أخريات تم استقطابهم من أمريكا اللاتينية، في أفق التحاق أفواج أخرى بعقود عمل فلاحية موسمية.

ورفضت المصادر ذاتها، إمداد "الصحيفة" بأرقام حول أعداد العاملات الموسميات اللائي من المرتقب تسفيرهم لحقول هويلفا الإسبانية بموجب الاتفاقية المذكورة المبرمة بين البلدين أو إذ ما كان العدد سيرتفع حقا عن 7500 عاملة وعامل التي كانت مقررة العام الماضي، كما فضّلت أيضا عدم الكشف عن موعد التسفير في مرحلته الأولى.

ويراهن المزارعون الإسبان، بشكل كبير على اليد العاملة المغربية تحديدا لسد هذه الفجوة في سوق العمل، وذلك وفق الاتفاقية المُبرمة بين البلدين بخصوص العمال الموسميين، والتي تم توقيعها لأول مرة عام 1999، قبل أن يتم تحديثها عام 2001 لتشمل الهجرة الموسمية والقارة.

وتُعد إسبانيا ثاني بلد منتج ومصدر للفراولة في العالم بعد الولايات المتحدة، أما المرتبة الثالثة فيحتلها المغرب بمحصول سنوي يبلغ 150 ألف طن، وبحوالي 30 ألف فرصة عمل معظمها تتسيّدها النساء، لكن المستفيد الأكبر من إنتاج الفراولة المغربية، هو نفسه المستورد الإسباني، خصوصا وأن 95 في المائة من الضيعات الفلاحية المخصصة للفاكهة تتواجد بمناطق الغرب واللوكوس، التي تعرف نظاما مناخيا جيدا، وتشهد وفرة في التساقطات المطرية، والمعروفة بقربها الجغرافي من الجارة الشمالية حيث يتم تصدير معظم الإنتاج بالشاحنات إلى إسبانيا وفرنسا وباقي الاتحاد الأوروبي.

وينطلق موسم جني الفواكه الحمراء ابتداء من شهر نونبر ويستمر إلى غاية نهاية شهر مارس تزامنا مع فصل الشتاء وانخفاض درجات الحرارة، حيث يتم إنتاجها في عناية كبيرة عبر الخيام البلاستيكية، وبالاعتماد على السقي بشكل أساسي وهو ما يُفسر عدم تأثرها بشكل كبير بأزمة الجفاف الحاد التي يتكبّدها المغرب.

ويشهد قطاع الفواكه الحمراء بالمغرب، طلبا متزايدا في السوق الأوروبية بحيث أنه خلال كل عام يتم توجيه 75 في المائة من الإنتاج الوطني نحو الأسواق الخارجية، 92 في المائة من هذه الأسواق هي أوروبية وإنجليزية.

النظام الجزائري.. أسير الشيخوخة وإرث الماضي وأحقاده

حين بث التلفزيون الرسمي الجزائري مشاهد استقبال رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون لنظيره الرواندي بول كغامي، يوم 3 يونيو 2025، كان في حقيقة الأمر، ودون أن يدري، يضع الرَّجُلين في ...