الرغبة في الرد على زيارة ماكرون إلى المغرب تدفع الجزائر للإعداد لذكرى فاتح نونبر بشعارات معادية لباريس وباقي "الأعداء"

 الرغبة في الرد على زيارة ماكرون إلى المغرب تدفع الجزائر للإعداد لذكرى فاتح نونبر بشعارات معادية لباريس وباقي "الأعداء"
الصحيفة من الرباط
الخميس 31 أكتوبر 2024 - 12:00

تُجري الجزائر استعدادات مكثفة لتنظيم احتفالات الذكرى الـ70 لثورة الأول من نونبر 1954، التي ستُقام يوم الجمعة المقبل، ومن المرتقب أن تشهد رفع شعارات معادية لفرنسا، باعتبارها البلد المستعمر السابق المعني بهذه الاحتفالات، ولتزامنها مع زيارة الدولة التي قام بها ماكرون إلى المغرب.

وحسب ما أوردته الصحافة الجزائرية، فإن السلطات بدأت منذ 10 أيام الإجراءات والاستعدادات لتنظيم هذا الحدث، الذي سيشهد استعراضات عسكرية كبيرة، سيقوم بها الجيش الوطني الجزائري بمختلف وحداته القتالية البرية والجوية والبحرية.

وقالت صحيفة "الشروق" الجزائرية المقربة من النظام إن هذا الاستعراض العسكري، سيبعث "برسائل عابرة للحدود، موجهة بالخصوص إلى الأعداء الذين يتربصون باستقرار البلاد أو يحاولون اختبار مدى قدرة بلد المليون ونصف المليون شهيد على الرد على أي استفزاز أو مخطط ممنهج لزعزعة أمنها أو المساس بسيادتها".

وبالرغم من أن "الشروق" لم تشر بالاسم إلى هؤلاء الأعداء، إلا أن الصحافة الجزائرية وجهت في الفترة الأخيرة اتهامات عديدة إلى كل من فرنسا والمغرب، كما اتهمت البلدين بمحاولة إفشال العملية الانتخابية الرئاسية الأخيرة، مما يُظهر أن الكلام موجّه إلى الطرفين.

وسبق أن رفعت الجزائر خلال مناسبات وطنية عديدة شعارات معادية لفرنسا، وبالتالي يُتوقع أن تكون هذه المناسبة فرصة جديدة لرفع شعارات أخرى ضد باريس، خاصة أن العلاقات بين البلدين ليست على ما يرام وتعيش حالة من الأزمة الشديدة، بعد إعلان فرنسا دعمها لسيادة المغرب على الصحراء.

كما أن الذكرى السبعين لانطلاق الثورة الجزائرية، تأتي تزامنًا مع زيارة الرئيس الفرنسي إلى المملكة المغربية التي انتهت أمس الأربعاء، وتجديده التأكيد على دعم بلاده لسيادة المغرب على الصحراء، من داخل البرلمان المغربي، وهو ما يتوقع الكثير من المهتمين بالشؤون الجزائرية أن يدفع الجزائر إلى بعث رسائل مضادة لفرنسا كرد فعل غير مباشر على هذه الخطوة من الرئيس الفرنسي.

وأشارت تقارير إعلامية فرنسية، من بينها تقرير نشرته صحيفة "لوموند" عشية وصول ماكرون إلى المغرب، يوم الاثنين الماضي، إلى أن هذه الزيارة تثير غضبًا شديدًا في الجزائر، إذ ترى أن التقارب بين الرباط وباريس يأتي على حساب علاقاتها مع فرنسا، وخاصة في قضية الصحراء التي قررت باريس الوقوف فيها إلى جانب المغرب، بينما تقف الجزائر مع جبهة البوليساريو الانفصالية.

هذا، وقالت صحيفة "الشروق" إن هذا الحدث الاستعراضي من المرتقب أن يشرف عليه "رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، عبد المجيد تبون، ورئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق أول السعيد شنقريحة، وكافة المسؤولين والطاقم الحكومي وضيوف الجزائر من رؤساء دول وحكومات وضيوف شرف من دول شقيقة وصديقة".

تعليقات
جاري تحميل التعليقات

النظام الجزائري.. أسير الشيخوخة وإرث الماضي وأحقاده

حين بث التلفزيون الرسمي الجزائري مشاهد استقبال رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون لنظيره الرواندي بول كغامي، يوم 3 يونيو 2025، كان في حقيقة الأمر، ودون أن يدري، يضع الرَّجُلين في ...