الزيادة الجمركية لموريتانيا على الخضراوات الواردة من المغرب تتسبب في أزمة للمصدرين المغاربة وارتفاع أسعار للمستهلكين الموريتانيين

ما تزال عشرات من الشاحنات المغربية المحمّلة بالفواكه والخضراوات الموجّهة إلى سوق الاستيراد الموريتانية، في وضعية "بلوكاج" على مستوى منفذ الكركرات الحدودي إلى موريتانيا، بعدما فرضت السلطات الجمركية في نواكشوط ضرائب إضافية بحوالي 400 في المائة، وفق تقديرات المهنيين.

وفي وقت لم تُعلن الحكومة الموريتانية حتى الآن بصفة رسمية عن أي تغييرات مرتقبة، فوجئ عشرات من سائقي الشاحنات المغربية بتطبيق موريتانيا زيادات جمركية وصفت بـ "الصاروخية"، وحالت دون استكمال عدد منهم لإجراءات العبور من منفذ الكركرات الحدودي إلى موريتانيا، سيّما وأن السلطات الجمركية الموريتانية طالبتهم بدفع هذه التعريفة الضريبية الجديدة بصفة فورية، ما اضطر عدد منهم إلى العودة لتفريغ شحناتهم في السوق المغربية، فيما بقي آخرون في انتظار حل على الحدود يحول دون دفع الـ 48000 درهم المطلوبة عوض 18000 درهم التي كانوا يدفعونها من قبل تنزيل هذا القرار للجمارك الموريتانية.

وفي تصريح لـ "الصحيفة"، قال الحسين أضرضور رئيس الفيدرالية البيمهنية لإنتاج وتصدير الفواكه، إن عنصر المفاجأة في هذا القرار الجديد الذي اتخذته السلطات الموريتانية، هو تنزيله السريع، ذلك أن التداول بشأنه كان في أبريل 2023، على أساس أن يكون التنزيل في يناير 2024 وفق قانون الميزانية، بيد أن هذه السرعة في التنزيل "غير مفهومة" يقول المتحدث مستغربا صدور هكذا قرار في هذه الفترة وبهذه الطريقة.

ورجّح المتحدث، أن يكون لهذا القرار علاقة بقرار منع المغرب للفلاحين من زرع البطيخ الأحمر بكلميم وزاكورة وطاطا نظرا إلى الإجهاد المائي غير المسبوق الذي تعرفه المملكة، وهو ما دفع الفلاحين إلى الاستقرار بموريتانيا، الأمر الذي أقلق سلطات البلد وفق تصريح أضرضور الذي اعتبر أن هذه التعرفة الجمركية الجديدة هو رد على هذا القرار بالأساس.

وإلى حدود اليوم، لا تزال عشرات من الشاحنات مكدّسة في المنطقة الحدودية، بعضها محمل بكل أنواع الخضر والفواكه موجهة إلى السوق الموريتانية أو غيرها، والبعض الآخر محمّل بسلع استهلاكية أخرى، وفق تأكيدات أضرضور لـ "الصحيفة"، مشدّدا على أنه من غير المعقول بلوغ هذه الزيادات حوالي 300 أو 400 في المائة عن القيمة المعتادة.

من جانبه، أرجع منتدى المستهلك الموريتاني، الارتفاع الذي تشهده أسعار الخضروات في أسواق العاصمة نواكشوط منذ مطلع السنة الحالية إلى الزيادة الكبيرة لرسوم الجمركة المفروضة على الخضراوات المستوردة، مشدّدا على أن جمركة بعض الخضراوات المستوردة ارتفعت بنسبة 100 % و50 % بالنسبة لأنواع أخرى.

وحذّر المنتدى المذكور في هذا الإطار، من أن هذا التطور سيزيد من صعوبات المستهلك الموريتاني، كما أنه سينهك قوته الشرائية المثقلة أصلاً من باستمرار زيادة الأسعار والاحتكار والغلاء.

وبلغت نسبة المبادلات التجارية بين البلدين 58 في المائة، أي بنمو منقطع النظير خلال السنة الماضية ما يعزز موقع ومكانة المملكة كأول مورد للسوق الموريتاني على المستوى الأفريقي، حيث تشكل الواردات الموريتانية من المغرب ما يناهز %50 من مجمل وارداتها من القارة الأفريقية.

وعلى المستوى المغاربي، تشكل هذه الواردات أكثر من %73 من مجمل الواردات الموريتانية من الدول المغاربية. وعلى مستوى بنية الصادرات المغربية نحو موريتانيا، فإن %80 منها تتكون من ثلاث فئات، وهي: المواد الغذائية والزراعية، والمواد المصنعة وآلات ومعدات النقل. وتشكل الصادرات من الخضر والفواكه حوالي %20 من حجم هذه الصادرات.