السفير الفرنسي السابق: النظام الجزائري يبحث عن مخرج من "الفخ" الذي سقط فيه.. وأي مكروه لصنصال سيكون "كارثة" بالنسبة له

 السفير الفرنسي السابق: النظام الجزائري يبحث عن مخرج من "الفخ" الذي سقط فيه.. وأي مكروه لصنصال سيكون "كارثة" بالنسبة له
الصحيفة – بديع الحمداني
الجمعة 31 يناير 2025 - 18:00

قال الدبلوماسي الفرنسي والسفير السابق لدى الجزائر، كزافيي دريانكور، إن الجزائر وجدت نفسها في "فخ" دبلوماسي بسبب تصعيدها المستمر في علاقاتها مع فرنسا، معتبرا أن أي مكروه قد يصيب الكاتب الجزائري الحامل للجنسية الفرنسية، بوعلام صنصال، سيمثل "كارثة" للنظام الجزائري.

وأضاف دريانكور في حوار مع صحيفة "لوفيغارو" أن الجزائر، رغم مواقفها التصعيدية، تبقى في حاجة ماسة إلى فرنسا وأوروبا أكثر مما تعتقد، مشيرا إلى أن قادتها فشلوا في استغلال "الفرصة الفريدة" التي أتاحها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لإصلاح العلاقات بين البلدين.

وأضاف السفير الفرنسي السابق أن النظام الجزائري، الذي استمر في رفع سقف مطالبه في القضايا المرتبطة بالذاكرة وغيرها، يجد نفسه اليوم في مأزق يضر به، ملمحا إلى إضاعة النظام الجزائري لفرصة هامة منحها ماكرون له منذ 2017 لإصلاح العلاقات الثنائية.

وفيما يتعلق بقرار القضاء الفرنسي تعليق ترحيل المؤثر الجزائري دولامان، أكد دريانكور أن فرنسا لم تفشل في إدارة الأزمة مع الجزائر، بل التزمت بمبادئ دولة القانون، خلافا للسلطات الجزائرية التي رفضت استقبال أحد مواطنيها رغم حيازته جواز سفر بيومتري جزائري.

وأشار إلى أن القضاة الفرنسيين رأوا أنه لا يوجد "سبب طارئ" يستدعي الترحيل الفوري، لافتا إلى أن بعض القضاة في فرنسا يميلون إلى تفسير القوانين بمعزل عن الأبعاد السياسية والدبلوماسية، وهو ما قد يخلق إشكالات في التعامل مع قضايا الهجرة واللجوء.

وأكد دريانكور أن فرنسا تمتلك عدة وسائل ضغط يمكن استخدامها ضد الجزائر، من بينها إلغاء الاتفاق الثنائي حول تنقل الأشخاص الموقع عام 1968، ووقف العمل بالإعفاء من التأشيرات لحاملي الجوازات الدبلوماسية، بالإضافة إلى فرض تدقيقات ضريبية على شخصيات جزائرية بارزة في فرنسا.

كما لفت إلى أن منح التأشيرات يظل قرارا سياديا، وأن السلطات الفرنسية يمكنها رفض دخول بعض المسافرين الجزائريين رغم حصولهم على تأشيرات شنغن، تماما كما تفعل الجزائر نفسها عند استقبال الوافدين من فرنسا.

واقترح الدبلوماسي الفرنسي أن تُطبق باريس هذا الإجراء على ركاب إحدى رحلات الخطوط الجوية الجزائرية، معتبرا أن هذه الخطوة سيكون لها "تأثير ردعي" على النظام الجزائري، لا سيما بعد الانتقادات الجزائرية حول معاملة مواطنيها في مطار أورلي.

وفي السياق ذاته، أوضح دريانكور أن فرنسا يمكنها عرقلة المفاوضات بين الاتحاد الأوروبي والجزائر بشأن اتفاقية الشراكة، مما سيزيد من الضغوط الاقتصادية على الجزائر، بالرغم من أنه أقرّ بأن فرنسا لا تملك خيارات واسعة في مجال العقوبات التجارية، إذ يمكن للجزائر البحث عن موردين آخرين لبعض السلع، لكنها ستظل تعتمد على فرنسا في قطاعات حساسة مثل التمويل والتكنولوجيا، حيث تستطيع باريس فرض قيود على التعاملات المصرفية والمالية.

واعتبر دريانكور أن فشل الجزائر في الاستجابة لمبادرات المصالحة الفرنسية كان خطأ استراتيجيا، جعلها في مواجهة مباشرة مع جزء كبير من الطبقة السياسية والرأي العام الفرنسي، الذين لم يعودوا يرون جدوى في تقديم تنازلات مجانية للجزائر.

تعليقات
جاري تحميل التعليقات

هل يستحق تنظيم 30 مباراة في كأس العالم 2030 صرف 7 ملايير دولار؟

وفق تقرير صدر عن "صوجي كابيتال جستيون" (Soge Capital Gestion)، وهي شركة إدارة الأصول التابعة لبنك "الشركة العامة" المغربي، تحتاج المملكة إلى استثمارات تفوق 5 مليارات دولار من أجل تهييء بنيتها التحتية، من ملاعب وطرق ...

استطلاع رأي

بعد 15 شهرا من الحرب على غزة أدت إلى مقتل 46 ألفاً و913 شخصا، وإصابة 110 آلاف و750 من الفلسطينيين مع دمار شامل للقطاع.. هل تعتقد:

Loading...