"الصخرة البريطانية الصغيرة" المجاورة لطنجة تنافس المغرب في أعداد السياح

في الوقت الذي احتفى فيه المغرب باقترابه من تحقيق رقم 13 مليون سائح سنة 2019، والذي يشمل أيضا المغاربة المقيمين بالخارج الذين يستحوذون تقريبا على نصف هذا العدد، تمكنت "الصخرة البريطانية" المجاورة له من حصد أكثر من 11 مليون سائح، ما يجعلها منافسا جديا للمزارات السياحية للمملكة رغم مساحتها الصغيرة جدا.

ووفق أرقام وزارة السياحة بمنطقة "جبل طارق" ذاتية الحكم والتابعة للمملكة المتحدة، فإن تعداد السياح الذين زاروها سنة 2018 بلغ 11,01 مليون سائح، مسجلة بذلك ارتفاعا للعام الثاني على التوالي بعدما وصلت سنة 2017 إلى 10,54 مليون سائح وإلى 10,12 مليون سائح سنة 2016، ما يعني أنها تسير تدريجيا بهذه الوتيرة نحو تحطيم الرقم القياسي الذي سجلته سنة 2011 بوصولها إلى 11,94 مليون سائح.

وأصبحت شبه الجزيرة البريطانية الملاصقة لإسبانيا والمطلقة على مدينة طنجة عبر مضيق جبل طارق، إحدى أبرز الوجهات السياحية المشمسة في أوروبا، إذ منذ سنة 2008 لم تنزل عن حاجز 10 ملايين سائح، وهو الرقم الذي لم يستطع المغرب تحقيقه إلا في سنة 2010، علما أنه ظل دائما يشمل المغاربة المقيمين في الخارج العائدين إلى بلدهم خلال العطل.

وحسب إحصاءات كانت قد أعلنتها وزارة السياحة في الحكومة المحلية لجبل طارق، التي لا تتجاوز مساحتها 6,8 كيلومترات مربعة، فإن إجمالي الإنفاق السنوي للسياح يتجاوز 207 ملايين و240 ألف جنيه إسترليني، أي ما يقارب 2,6 مليارات درهم، بينما أعلنت وزارة السياحة المغربية أن مداخيل القطاع سنة 2019 وصلت إلى 786 مليون درهم.

وتمثل إسبانيا المصدر الأول للسياح الوافدين على جبل طارق بنسبة 80 في المائة، متبوعة بالمملكة المتحدة بنسبة 15 في المائة، فيما يشكل السياح القادمون من باقي دول الاتحاد الأوروبي نسبة 4 في المائة، وتتوزع نسبة الواحد في المائة المتبقية على باقي دول العالم، وتمثل نسبة السياح إلى نسبة السكان بالمنطقة 344 سائح لكل نسمة، علما أن عدد سكان "الصخرة" لا يتجاوز 35 ألف نسمة.

وكان مرصد السياحة المغربي قد أعلن مؤخرا أن عدد السياح الذين زاروا المملكة مؤخرا قارب 13 مليون شخص سنة 2019، بزيادة  بلغت 5,2 في المائة مقارنة بسنة 2018، وحققت الفنادق أكثر من 25 مليون ليلة مبيت 57 في المائة منها سُجلت بفنادق مراكش وأكادير، غير أن الأرقام الرسمية أشارت أيضا أن تعداد المغاربة المقيمين في الخارج بلغ 6 ملايين شخص تقريبا من إجمالي السياح.