العودة الكارثية لكورونا في الهند وإيقاف الرحلات الجوية يحولان دون حصول المغرب على شحنات جديدة من "أسترازينيكا"
أصبح احتمال حصول المغرب على شحنة جديدة من لقاحات "أسترازينيكا" مع حلول شهر ماي المقبل، ضئيلا للغاية، وذلك بسبب الموجة الجديدة من الإصابات بفيروس كورونا التي تضرب الهند، البلد الذي يستورد منه المغرب تلك التطعيمات، إذ أضحت تسجل معدلات قياسية للإصابات الجديدة والوفيات في الوقت الذي لم يعد فيه معهد "سيروم" المُصنع للقاح قادرا على مواكبة المتطلبات المتزايدة لدرجة أن البلاد أصبحت في حاجة إلى استيراد الملايين من الجرعات الإضافية من الخارج.
وبسبب الوضع الكارثي الذي تعيشه الهند أطلقت غرفة التجارة الأمريكية نداءً للرئيس جو بايدن من أجل مدها بملايين من الجرعات التي تخزنها، بينما قال البيت الأبيض يوم أمس الجمعة إن الولايات المتحدة جعلت التعاون في مجال اللقاحات مع الهند واليابان وأستراليا "أولوية كبيرة"، وتزامنا مع ذلك أكد الدكتور أنتوني فوسي، كبير المستشارين الطبيين للرئيس الأمريكي، أن المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها شرعت بالفعل في تقديم الدعم التقني لنيوديلهي.
وتحولت الهند إلى أكبر بؤرة في العالم حاليا لانتشار فيروس "كوفيد 19"، وذلك مع بروز تحور جديد سُمي بـ"السلالة الهندية" التي تعتبر الأخطر بسبب سرعة انتشارها، وهو ما يفسر الأرقام الكبيرة وغير المسبوقة المسجلة في البلاد، فخلال شهر أبريل وحده سجلت أكثر من 4,3 ملايين حالة إصابة جديدة، فيما بلغت الوفيات أرقاما قياسية خلال هذا الأسبوع لتصل إلى أكثر من 27 ألف وفاة خلال الشهر الجاري وحده، الأمر الذي أحدث أزمة في المقابر وفي عمليات حرق الأموات التي أضحت تُنفذ في الحدائق العامة بعدما تضاعف نشاطها 4 مرات.
ويوم أمس الجمعة، أعلن المكتب الوطني للمطارات تعليق كافة الرحلات الجوية مع المغرب ابتداء من اليوم السبت وإلى أجل غير محدد، وهو ما يعني ضمنيا عدم وجود أي رحلة جديدة لجلب اللقاحات، علما أن معهد "سيروم" الذي يُورد للمغرب تطعيمات "أسترازينيكا" كان قد أوقف العملية منذ مارس الماضي بسبب تزايد الاحتياج الداخلي بسبب عودة الفيروس للتفشي، وكان قد حدد شهر ماي المقبل لمعاودة التصدير التجاري.
وحصل المغرب على 7 ملايين جرعة من لقاحات "أسترازينيكا" من أصل 8,5 ملايين جرعة التي تمكن من استيرادها إلى حدود الساعة، في الوقت الذي تباطأت فيه الحملة الوطنية للتلقيح بشكل كبير منذ توقف الهند على مد المملكة بشحنات جديدة، في ظل التأخر الحاصل أيضا في جرعات "سينافارم" القادمة من الصين وعدم التوصل بأي كمية من تطعيمات "سبوتنيك في" الروسية رغم إعلان وزارة الصحة عن التعاقد مع موسكو لجلب مليوني جرعة في مارس وأبريل.