العيد في أوروبا يُمزقه الإختلاف وغياب جهة رسمية تعلن يوم الإحتفال
تعيش الجالية المسلمة في أوروبا نهاية كل رمضان جدلا كبيرا حول تحديد يوم عيد الفطر، ومتى يمكن الاحتفال بهذه المناسبة التي تستند في الإعلان عن موعدها إلى رؤية الهلال وفق جهة مختصة ورسمية، هذه الأخيرة التي لا وجود لها في أغلب دول "القارة العجوز".
وتؤثر الإنقسامات الطائفية والعرقية بشكل كبير في تحديد يوم العديد، حيث يستند أغلب المسلمين في الديار الألمانية على إعلان دولة تركيا لإنتهاء شهر الفضيل، نظرا لتواجد الجالية "العثمانية" بشكل كبير هناك، غير أن هذا لا يمنع باقي المسلمين من التشكيك وانتظار إفطار باقي الدول العربية.
وعلى غرار الوضع في ألمانيا، فإن الجالية المسلمة في إيطاليا تواجه إرتباكا كبيرا كل عيد فطر، حيث أعلنت اليوم العديد من المدن أن الاحتفال به سيكون الثلاثاء، بينما أصدر المسجد الأكبر في العاصمة روما أن الشهر الفضيل هذا العام سيستفي لثلاثين يوما، ما يفرض صوم اليوم والإحتفال بالعيد غدا الأربعاء.
ولا يختلف الوضع كثيرا في فرنسا، حيث تحرص الجالية الجزائرية، على الصوم والإفطار مع بلدها الأم دون اعتبار لما تفتيه مساجد بلدان الإغتراب، فيما يتبع البقية ما تعلنه المملكة العربية السعودية.
ويعيش المسلمون في هولندا وبلجيكا نوعا من الاستقرار في هذه المسألة، حيث تخرج القرارات في هذا الشأن من المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث المتواجد في بروكسيل، والذي يحسم الجدل حول مواعد الإفطار والإمساك.
ويكون المشكل الأكبر لهذه الإنقسامات في قيام صلاة العيد، حيث تؤكد المحافظات والبلديات في جل المدن الأوروبية على الجاليات المسلمة، التوصل إلى اتفاق من أجل الحصول بشكل موحد على رخصة إقامة الصلاة وتوفير الأمن والمستلزمات لتنظيم القيام بالشعائر الدينية.