الغاضبون من اختيارات حاليلهوزيتش.. مشكل تواصل أم صدام أجيال؟
أثار الناخب الوطني، البوسني وحيد حاليلهوزيتش، مدرب المنتخب المغربي لكرة القدم، جدلا كبيرا، بعد إسقاطه لبعض الأسماء من القائمة النهائية، التي أعلن عنها، أمس الخميس، استعدادا لمواجهة منتخبي موريتانيا في 26 مارس الجاري بنواكشوط ، وبوروندي في 30 مارس بمدينة الرباط، وذلك برسم الجولتين الخامسة والسادسة من منافسات المجموعة الخامسة، ضمن التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس إفريقيا للأمم "الكاميرون 2021".
وعبر عدد من المحترفين المغاربة عن امتعاضهم من الغياب عن قائمة "الأسود"، كما هو حال بدر بانون، مدافع فريق الأهلي المصري وفيصل فجر، صانع ألعاب فريق "سيفاس سبور" التركي، بين مؤيد ومعارض لاختيارات الناخب الوطني، حول استدعاء الأسماء السالفة الذكر من عدمه، لدى الرأي العام المحلي.
هذا وارتأى تيار "الغاضبين" أن يعبروا عن موقفهم، من خلال منصات التواصل الاجتماعي، حيث اختار البعض أن يكشف عن تذمره برسائل مشفرة، كما هو الحال بالنسبة للمدافع السابق للرجاء وزميله السابق جواد اليميق، المدافع الحالي لفريق "بلد الوليد" الإسباني، فيما دافع البعض الآخر عن أحقيته بحمل القميص الوطني، بنشر إحصائياته الشخصية، للموسم الرياضي الجاري، كما فعل فيصل فجر، عبر خاصية "سطوري انستغرام".
وإن كان الناخب الوطني، قد اعتاد الدفاع عن اختياراته، من خلال الندوة الصحافية التي يعقدها للإعلان عن اللائحة النهائية، فإن ردود أفعال بعض اللاعبين المحترفين، تظهر الشرخ القائم في التواصل مع الناخب الوطني، لاسيما وأن عددا كبيرا منهم تفاجأ لعدم ظهور اسمه ضمن قائمة الـ24 النهائية، مما يفسر عدم علمه المسبق بالأمر.
وعلمت "الصحيفة"، نقلا عن مصادر مقربة من بعض اللاعبين المحترفين المغاربة، أن السياسة التي ينهجها حاليلهودزيتش في التعامل معهم، تختلف عنا كان معمولا به في عهد الفرنسي هيرفي رونار، حيث كانت الاستثناءات قليلة فيما يخص رفض اختياراته من قبل اللاعبين والخروج للتعبير عنها "علنا"، نظرا للتقارب الذي كان يفرضه الناخب الوطني السابق، مع مجموعته.
وبالرغم من عدم إمكانية المناداة على كل اللاعبين المحترفين المتألقين، نظرا لاقتصار قائمة المنتخب الوطني على 24 لاعبا فقط، فإن تركيبة المنتخب الحالي، التي هي في طور التجديد والبناء، تقتضي الحفاظ على القاعدة الموسعة للاختيارات، من خلال التواصل الإيجابي مع الأسماء الغير منادى عنها، والتي تبقى مرشحة لتشكيل النخبة الوطنية، مستقبلا، يقول وكلاء أحد اللاعبين، في تواصل مع الموقع.
جدير بالذكر أن الناخب الوطني الحالي، استدعى ضمن قائمته النهائية للمواجهتين المقبلتين، أسماء تفتقد للتنافسية مع أنديتها، بالإضافة إلى أخرى كانت تحمل ألوان منتخبات أخرى، وهو ما يتعارض مع تصريحات سابقة لمدرب "الأسود"، الذي اعتبر أن فلسلفته المستقبلية في اختيار الأسماء المشكلة للمنتخب، تتعارض مع هذين الشرطين.
ويرى البعض من متتبعي الشأن الكروي المحلي، أن فكر حاليلهودزيتش يختلف عن سلفه رونار، خاصة في شق التواصل، وذلك مرده أيضا إلى عامل السن والفوارق التي يفرضها "صدام الأجيال" في علاقة المدرب مع اللاعب، خاصة داخل منظومة منتخب وطني، حيث يبقى لزاما على الناخب المحلي أن يظل في تواصل مستمر مع لاعبيه، من خلال تتبع دقيق، لاسيما في ظل وجود التكنولوجيا الحديثة.
جدير بالذكر أن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، في شخص رئيسها فوزي لقجع، لن تسمح بتصريف الاختلاف داخل أسرة المنتخب الوطني، إلى الفضاء العام، بالرغم من هامش حرية التعبير المكفول لكل لاعب يحمل القميص الوطني، في إطار احترام المؤسسة التي ينتمي إليها وضوابط الميثاق الداخلي المتعارف عليه داخل مركب مجد السادس لكرة القدم.