الفكّاك: الـPPS وفيّ لحلفائه، وموقفنا من "التعديل" رهين بالعرض الذي سنتلقاه
جدد حزب التقدم والاشتراكية تأكيده على نجاعة وصواب "مقاربته للحياة السياسية، والمُؤطَّرَة أساسا بضرورة بث نفس ديمقراطي جديد في الحياة السياسية الوطنية"، كونه ينطلق من إعادة الاعتبار لمكانة الفعل السياسي، وضرورة توفير الشروط اللازمة لانطلاقة تنموية وديموقراطية جديدة كفيلة بتجاوز أوجه النقص الحالية.
وإذا كان المكتب السياسي لحزب "الكتـاب" قد وضع ملف التعديل الحكومي على رأس جدول أعمال اجتماعه الأخير، إلا أن البلاغ الصادر عن ذات الهيئة تفادى التطرق لمستجدات المشاورات الحكومية ومآلها، حيث أكد عضو المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية سعيد الفكاك أنه لم يتم التداول في هذه النقطة على الاطلاق، لأن حزبه لم يتوصل بأي جديد في هذا الصدد.
فكاك أشار إلى أن حزبه لا ينظر للتعديل الحكومي من باب تغيير فلان بعِلان، وإنما يتعامل معه "كمحطة مهمة لتقييم الأداء العام للحكومة وتدارك بعض السلبيات حتى يكون للنسخة الجديدة للحكومة ذلك النفس الديمقراطي الذي نطالب بـه". مؤكدا أن حكومة ما بعد التعديل المرتقب وأيا كانت هندستها ومكوناتها عليها أن تنكب على الملفات والأوراش المستعجلة، اقتصاديا، اجتماعيا، وسياسيا..
ذات المتحدث شبه الحكومة بفريق كرة القدم الذي يضطر مدربه لتغيير أحد أو بعض اللاعبين، فقطعا، يقول الفكاك لـ"الصحيفة" إن غاية المدرب ليست تغيير لاعب بصديقه من باب الترف، وإنما يحرص على تطعيم الفريق بعناصر ترفع من أداء المجموعة ككل وبالتالي تجويد أدائها.
وفي معرض جوابه على سؤال سيناريوهات حزب "الكتـاب" بخصوص التعديل الحكومي، ربط ذات المتحدث الموضوع بالعرض الذي سيتلقاه الحزب، "فأي عرض قُـدِّم لنا، ووجدنا فيه خدمة للبلاد وقيمة مضافة، ومن الممكن أن يطور عمل الحكومة ويعزز ما تحقق من تراكم فنحن معه، لكن إذا كان العرض المقدم لنا لا يعكس مواقفنا ولا يستجيب لطموحاتنا، فالقرار آنذاك للجنة المركزية للحزب".
وعن مستوى أداء وزراء حزبه، أكد عضو المكتب السياسي للـ"PPS" أنه لا يمكن إلا الاعتزاز بحصيلة الوزيرين الحسين الوردي وأنس الدكالي، لا على مستوى الحصيلة ولا على مستوى البرنامج". منبها إلى أنه وبالرغم من أن حقيبة وزارة الصحة من أصعب القطاعات الحكومية إلا أن أمورا كثيرة تـم انجازها سواء على مستوى البنيات التحتية أو برنامج "راميد" أو بنية الاستقبال بالمستعجلات. مُقرا بأنه من الصعب إرضاء تطلعات وانتظارات المواطنات والمواطنين وذلك بالنظر إلى الحجم الكبير للخاص المسجل.
وأكد الفكّاك أن حزبه يمارس السياسة بـ"الأخلاق" ودائم الوفاء لحلفائه سواء مع حكومتي عبد الرحمان اليوسفي وعباس الفاسي أو مع الحكومة التي يقودها حزب العدالة والتنمية منذ ولاية عبد الاله بنكيران. وهو التنسيق الذي لا يمكن وصفه بالاستراتيجي أو الأيديولوجي، بقدر ما هو تنسيق على المستوى الحكومي على أساس برنامج متوافق عليه.
وأقر الفكّاك بأن العلاقة مع سعد الدين العثماني ليست بنفس الوثيرة التي كانت عليه مع عبد الإله بنكيران، خصوصا مع المشكل الذي تفجَّر مع الوزيرة شرفات افيلال والذي كان مصدره وزير من العدالة والتنمية. "لهذا أقول إن أمورا كثيرة تغيرت، فالظروف تختلف وطبيعة الرجال تختلف أيضا، لكن عموما العلاقة طيبة جدا، ومن الطبيعي والعادي ان تكون مشاكل واختلافات".