المغرب يتجاوز فرنسا في استيراد الغاز من إسبانيا.. والأنبوب "المغاربي الأوروبي" يُخالف توقعات الجزائر
كشفت صحيفة "إلبيريوديكو" الإسبانية، عن تحقيق المغرب وإسبانيا لتعاون ناجح في مجال الطاقة، حيث لعبت إسبانيا دورا مهما في تلبية حاجيات المغرب من الغاز، عبر التشغيل العكسي لأنبوب الغاز "المغاربي الأوروبي" منذ يونيو 2022، وذلك بعد أشهر من قرار الجزائر إيقاف إمداد إسبانيا بالغاز عبر هذا الأنبوب الذي يعبر المغرب، في خطوة للضغط والانتقام من الرباط بسبب الخلافات المرتبطة بقضية الصحراء.
وحسب الصحيفة الإسبانية، فإنه بعد قرار الجزائر، شهدت واردات المغرب تحولا جذريا، إذ اعتمد على شراكة استراتيجية مع إسبانيا لتلبية احتياجاته من الطاقة، مما جعله أحد أكبر مستوردي الغاز الإسباني خلال السنوات الأخيرة، واصفة الخطوة الإسبانية بـ"الدعم الاستراتيجي" من مدريد للرباط بعد توقف الإمدادات الجزائرية.
ونقلت الصحيفة الإسبانية بيانات قطاع الطاقة الإسباني، مشيرة إلى أن المغرب خلال الأشهر الأخيرة من سنة 2024، تصدر قائمة مستوردي الغاز الإسباني متجاوزا فرنسا، ومستفيدا من انخفاض الصادرات الإسبانية إلى جارة إسبانيا الشمالية، مضيفة أن المغرب كان بشكل عام هو ثاني أكثر موردي الغاز الإسباني بعد فرنسا.
ولفتت "إلبيريوديكو" إلى أن صادرات إسبانيا من الغاز إلى المغرب شكلت حوالي 20% في سنة 2024، مع توقع استمرار المغرب في الاستفادة من هذه الشراكة لتلبية احتياجاته المتزايدة من الطاقة، وهو ما يعكس قوة العلاقات الاقتصادية بين البلدين، خصوصا في ظل التحديات الإقليمية والدبلوماسية.
كما أشار المصدر نفسه، إلى أن المغرب استحوذ في بعض الفترات على أكثر من 40% من إجمالي صادرات الغاز الإسبانية، معتبرة أن هذا التطور هو بفضل استغلال خط الأنابيب المغاربي-الأوروبي بأقصى طاقته تقريبا، حيث عملت إسبانيا على إعادة تسييل الغاز المستورد من دول أخرى (مثل الولايات المتحدة) ثم نقله إلى المغرب.
وقالت الصحيفة الإسبانية، إن هذا التعاون الإسباني مع المغرب، واجه تحديات كبيرة في العلاقات مع الجزائر، حيث رفضت الجزائر السماح بمرور أي جزء من غازها إلى المغرب، وهددت بقطع إمداداتها عن الشركات الإسبانية إذا ثبتت إعادة تصدير الغاز الجزائري إلى المغرب، مشيرة إلى أنه من أجل مواجهة هذه التحديات، عملت الحكومة الإسبانية على وضع آليات دقيقة لضمان أن الغاز المصدر إلى المغرب يأتي من مصادر دولية أخرى، مع شهادات تثبت خلوه من أي جزء جزائري.
وفي ظل التوترات المستمرة بين الجزائر والمغرب، تتوقع الصحيفة الإسبانية أن الاعتماد المغربي على الغاز الإسباني سيستمر كجزء من استراتيجيته لتعويض النقص في الإمدادات، وفي المقابل، تواصل إسبانيا تعزيز موقعها كشريك رئيسي للرباط في مجال الطاقة، في خطوة تعكس العلاقات المتنامية بين البلدين.
وخالف هذا التعاون الإسباني المغربي، التوقعات التي كانت لدى الجزائر، بعد قرار إيقاف العمل بأنبوب الغاز "المغاربي الأوروبي"، حيث كانت تعتقد أن هذه الخطوة ستُدخل المملكة المغربية في أزمة طاقية، وهو الأمر الذي لم يحدث.
تعليقات
بإمكانكم تغيير ترتيب الآراء حسب الاختيارات أسفله :