المغرب يُخطر حكومات الدول بـ "استمرارية النشاط السياحي دون تغييرات".. و15 ألف إسباني يواصلون عطلتهم في المملكة رغم الزلزال
تحرك المغرب بسرعة قصوى لتعويض الأثر السلبي للزلزال المدمّر الذي ضرب مراكش ونواحيها العصب الرئيسي للسياحة المغربية الأسبوع الماضي، وذلك بالاعتماد على عزيمته التي لا تلين، وتنفيذ خطة شاملة، لتعزيز ثقة السياح، "وطمأنة" حكومات الدول ومسؤولي القطاعات السياحية على استتاب الأمن واستقرار الوضع وعلى رأسهم السياح الإسبان.
وعلى الرغم من الوضع الدراماتيكي الخطير الذي حدث الأسبوع الماضي جراء الهزة الأرضية المدمرة، أفاد الاتحاد الإسباني لوكالات الأسفار (CEAV) أن المغرب أخطرهم بأن النشاط السياحي "مستمر دون تغييرات كبيرة"، وذلك في إطار مبادرة المكتب الوطني المغربي للسياحة، إلى مراسلة شركاءه الدوليين وطمأنتهم على استقرار الأوضاع.
وبحسب البيانات الإسبانية الرسمية التي قدّمها الاتحاد الإسباني لوكالات الأسفار، يتواجد حاليا في المغرب حوالي 15 ألف إسباني، فيما يتراوح عدد المتضررين من الزلزال بين 4 آلاف و5 آلاف مواطن إسباني كانوا متواجدين في مدينة مراكش والأقاليم المجاورة لها لحظة وقوع الزلزال لكن دون تسجيل أي حالة وفاة في صفوفهم.
وأكد النائب الأول لرئيس رابطة وكالات السفر الإسبانية، خوسيه مانويل لاسترا، أن "غالبية السياح الإسبان فضلوا البقاء في المغرب ومواصلة رحلتهم وعطلتهم بشكل طبيعي، وذلك مُقابل عودة البعض منهم، أو إلغاء آخرين وهم النزر القليل السفر حاليا إلى المملكة.
وأشار المتحدث الرسمي باسم الإتحاد الإسباني لوكالات السفر إلى أن "الأنشطة السياحية مستمرة بشكل طبيعي نسبيًا في منطقة مراكش وبطريقة طبيعية تمامًا في بقية المغرب"، لافتا في الآن ذاته، إلى أن "موسم الذروة في الوقت الحالي بدأ للتو".
وفي النصف الأول من سنة 2023 زار المملكة 6,5 ملايين شخص، منهم 4,3 ملايين ذهبوا إلى مراكش الذي تضررت بشكل أكبر من الزلزال العنيف الذي ضرب المملكة الجمعة الماضي وأضر بعدد من المعالم التاريخية والسياحية في المنطقة.
وطمأن المكتب الوطني المغربي للسياحة، بالفعل شركاءه الدوليين، إلى استقرار الوضع بالمملكة بعد الزلزال العنيف، سيّما في مراكش مشدّدا على أن الأمور"تحت السيطرة وعاد وتيرة الحياة إلى طبيعتها".
وقامت السلطات المغربية، بتحديد المباني القليلة التي تعرضت لأضرار، بحسب المصدر ذاته، مشيرا إلى أن "المؤسسات السياحية والفندقية فهي في أمان على اعتبار أن بناياتها متوافقة مع المعايير الزلزالية، بالإضافة إلى أن الفضاءات العمومية والمطاعم والمحلات التجارية والأماكن الثقافية والمتاحف مفتوحة في كل أنحاء البلاد."
وكانت مراكش تستعد لاحتضان عدد من الأحداث الدولية والوطنية في غضون شهر شتنبر، ومن بينها مسابقة نهائيات المنتدى الأفروآسيوي للابتكار والتجديد التكنولوجي للطلاب، التي كانت مقررة في الفترة من 22 إلى 26 من الشهر الجاري، قبل أن تلغى بسبب الزلزال، وأيضا الاجتماعات السنوية لصندوق النقد والبنك الدولي، المقرر انعقادها في مراكش في الفترة من 9 إلى 15 من أكتوبر.
وقدّرت هيئة مسح الجيولوجي الأمريكية الخسائر المباشرة لزلزال الحوز بحوالي 2 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي، مشيرة في الآن ذاته إلى ان الخسائر النهائية لن يمكن تحديدها إلا بعد الانتهاء من حصر المساكن والمباني والمرافق والمنشآت الاقتصادية التي تضررت وهو ما باشرته السلطات المغربية، مع إعطاء الأولوية للمساعدات وأعمال الإغاثة، وتوفير السكن للمتضررين.