المغرب يُسجّل أقوى هزة منذ زلزال الحوز أحيَت المخاوف واستشعرتها ساكنة البيضاء

 المغرب يُسجّل أقوى هزة منذ زلزال الحوز أحيَت المخاوف واستشعرتها ساكنة البيضاء
الصحيفة - خولة اجعيفري
الأثنين 30 أكتوبر 2023 - 23:59

ضربت في الساعات الأولى من صبيحة اليوم الإثنين، هزة أرضية جديدة بقوة 5.20 درجات على مقياس ريختر وسط المغرب، شعر بها سكان المناطق المجاورة جميعها، وبما فيهم المدن البعيدة عن المركز على مستوى الدار البيضاء، لتُحيي بذلك مخاوف المغاربة من زلزال جديد على غرار فاجعة الحوز الذي لا تزال المملكة تُحصي خسائره وتداعياته.

وتناسلت التدوينات والأخبار على مواقع التواصل الإجتماعي، التي تداول فيها المغاربة من مختلف المدن بما فيها الدار البيضاء، ورزازات، مراكش، وإقليم الحوز،  شعورهم بقوة هذه الهزة الأرضية، فجر اليوم الإثنين، ما رفع من منسوب المخاوف من تكرار سيناريو فاجعة زلزال الحوز، الذي ضرب المغرب في الثامن من شهر شتنبر الماضي بقوة 6.8 على سلم رختر، وخلف أكثر من 2900 قتيل، فضلا عن الأضرار الاقتصادية واللوجيستيكية الضخمة التي تحاول المملكة تلافيها مذ وقتها.

وفي وقت، حدّد الموقع الرسمي للمركز الأورو متوسطي لرصد الزلازل، مركز الهزة الأرضية بجماعة أداسيل بإقليم شيشاوة على على عمق 10 كيلومترات، وتم تسجيلها على الساعة الرابعة وعشرين دقيقة من فجر الاثنين، قلّل  مدير معهد الجيوفيزياء، ناصر جبور، من شأن هذه الهزات على الرغم من قوّتها، مؤكدا أنها "طبيعة، ويُفترض التعايش معها".

جبور، وفي تصريح خصّ به "الصحيفة"، قال إنه لا خطورة نتوخاها من الهزات الارتدادية، أو النشاط الارتدادي المتواصل منذ فاجعة زلزال الحوز، مشيرا من جانبه، إلى أن معهد الجيوفيزياء المغربي، رصد الهزة المذكورة تزامنا مع الفجر، بقوة 5,20 على سلم ريختر، وهو ما يعني أنها الأقوى منذ زلزال الحوز.

ويعني هذا، وفق ما أكده الخبير في علم الزلازل، للجريدة أن القوة ومن الناحية العلمية "متوسطة"، ما يُفسّر استشعار مجموعة من الأقاليم والمدن البعيدة على غرار البيضاء، ورزازات، أكادير وتارودانت للهزة، على الرغم من أن مركزها في دوار "ثلث نيعقوب" بإقليم الحوز.

ويُفسر الخبير في علم الجيوفيزياء، ناصر جبور، استشعار المدن البعيدة عن مركز الهزة للزلزال، بكونها كانت ظاهرة، سيّما بالنسبة للأشخاص القاطنين في العمارات، بحيث أنه كلما كان علو البيت أكبر كلها ارتفع منسوب الاستشعار بالخطر الزلزالي والهزات، "ولهذا، أحس القاطنون في المباني الشاهقة، أو العمارات العالية بالهزة أكثر من غيرهم، ليس فقط هزة اليوم، لكن أيضا خلال الهزة الزلزالية للثامن من شتنبر الماضي".

ولفت المتحدّث، إلى أن زلزال الحوز، كشف خبايا جيولوجية وفيزيولوجية جديدة أو لم تكُن معروفة بالنسبة للمغرب وللإقليم بشكل خاص، وعلى رأسها وجود فوالق كثيرة، وصدوع جيولوجية وفيرة، ما يعني أن هذه المناطق والدواوير على غرار "ثلاث نيعقوب"، ليست في منأى عن الخطر الزلزالي.

وشدّد المتحدث، على أن الزلازل والهزات الأرضية والارتدادية هي واقع لا هروب منه، ووُجب فعليا التعايش معه، وتقبّله والتعامل معه، لأنه باق وممتد وسيستمر لأسابيع وأشهر، غير أنه من الضرورة الإبقاء على مستوى الحذر والانتباه يقظا بطبيعة الحال، وبالنسبة لمن تُعاني منازله تشقّقات كبيرة وجب إخضاعها للمعاينة من طرف الخبراء، لتبيُّن سلامتها، والتحقق من تحمّلها للهزات المستمرة.

وكانت الحكومة، قد كشفت على لسان الناطق باسمها، الوزير المنتدب المكلف بالعلاقات مع البرلمان، مصطفى بايتاس، خلال الندوة الصحفية المتعلقة باجتماع المجلس الحكومي، الخميس الماضي،  أن 27437 ألف أسرة متضررة من الزلزال استفادت من منحة 2500 درهم.

وذكرت الحكومة، أنه في 21 شتنبر المنصرم، خصصت للمتضررين من "زلزال الحوز"، إعانات مالية أمر بها أمر بها الملك محمد السادس ومحددة في 2500 درهم شهريا لمدة سنة، وسيتم رصدها فور الانتهاء من إحصاء المنكوبين بجميع الأقاليم المتضررة.

وأكدت الحكومة أن الاجتماعات الثلاث التي عقدها الملك محمد السادس في ظرف 10 أيام، بعد الزلال، حددت بشكل دقيق الأولويات، لافتا إلى أنه يتم العمل حاليا على المستوى المحلي إحصاء المتضررين من الزلزال من أجل صرف 2500 درهم شهريا لكل أسرة فور التوصل بمعطياتهم.

تعليقات
جاري تحميل التعليقات

أقيلوا هذا الرجل !

صناعة الفشل في المغرب سلعة رائجة. هذا على الأقل ما يمكن استخلاصه عند الإطلاع على حال شركة الخطوط الملكية المغربية التي يقودها عبد الحميد عدو إلى الهاوية وهو مستمتع بالمُهمة ...

استطلاع رأي

كمغربي أو مقيم في المغرب، هل تشعر أن ارتفاع الأسعار ونسبة التضخم أثرت على:

Loading...