المغرب يُصبح الوجهة المُفضَّلة للسياحة العائلية للإسبان.. والمملكة تتفوَّق في نمو عدد السياح على تركيا وجزر الكناري

 المغرب يُصبح الوجهة المُفضَّلة للسياحة العائلية للإسبان.. والمملكة تتفوَّق في نمو عدد السياح على تركيا وجزر الكناري
الصحيفة - خولة اجعيفري
الأثنين 16 دجنبر 2024 - 22:00

يواصل المغرب ترسيخ حضوره البارز على خارطة السياحة العالمية، ليصبح في عام 2024 الوجهة المفضلة للإسبان في رحلاتهم العائلية، فضلا عن اختياره ضمن أفضل الوجهات السياحية لعام 2024 من قبل شبكة CNN الأمريكية وهو التقدير الدولي، الذي بات يجعل المملكة تقترب من تحقيق أهدافها الطموحة التي حددتها وزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، في استقطاب 26 مليون سائح بحلول عام 2026، ودخول قائمة أفضل 15 وجهة سياحية في العالم.

ووفقًا لتقرير صادر عن مجلة Nexotur الإسبانية المتخصصة في السياحة، فقد أصبح المغرب وجهة مفضلة بشكل متزايد للعائلات الإسبانية الباحثة عن تجارب سفر تجمع بين الأصالة والانغماس في الطبيعة، حيث اعتبرت المجلة أن المملكة توفر مزيجًا فريدًا من العناصر الجاذبة التي تتيح للسياح التفاعل مع بيئات طبيعية خلابة وثقافات محلية غنية، مما يعزز مكانتها في سوق السياحة العائلية.

وفي هذا السياق، تصدّر المغرب تصنيف منصة Evaneos المتخصصة في السفر والسياحة، متفوقًا على وجهات شهيرة مثل مصر، وكوستاريكا، وتايلاند. وأوضحت فيولا ميغليوري، المسؤولة عن Evaneos في منطقة جنوب أوروبا، أن السفر العائلي يتيح للأسر فرصة مميزة لتقاسم لحظات استثنائية تعزز الروابط الأسرية وتخلق ذكريات لا تُنسى. كما أشارت إلى أن العائلات الإسبانية تُظهر اهتمامًا متزايدًا بالوجهات التي تلتزم بالاستدامة البيئية وتدعم المجتمعات المحلية، وهي معايير موجودة بوضوح في المغرب.

من جهة أخرى، سلطت المجلة الإسبانية الضوء على الأهمية المتنامية للسياحة العائلية، التي باتت تمثل 22% من إجمالي الحجوزات، متفوقة على أنماط السفر الأخرى مثل رحلات الأزواج أو الأصدقاء أو الأفراد، كما كشفت أن متوسط الإنفاق اليومي للشخص الواحد يصل إلى 175 أورو، مع مدة إقامة متوسطها 10 أيام، مما يعكس ثقة السائحين الإسبان في الخدمات والتجارب التي يقدمها المغرب كوجهة متكاملة تلبي مختلف التطلعات.

وشهد المغرب عامًا استثنائيًا في 2024، حيث استقبل حوالي 15.9 مليون سائح خلال الأحد عشر شهرًا الأولى، مسجلًا بذلك زيادة ملحوظة بنسبة 20% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، أي ما يعادل 2.6 مليون سائح إضافي.

وهذا الرقم القياسي حظي بإشادة واسعة، لا سيما من وكالة Bloomberg التي صنفت المملكة ضمن قائمة مختصرة لأبرز الوجهات السياحية الموصى بزيارتها في العام ذاته، مما يعكس الزخم الكبير الذي تشهده السياحة المغربية.

من جانبها، عززت شبكة CNN الأمريكية هذا التوجه بتصنيفها المغرب كواحدة من أفضل الوجهات السياحية لعام 2024. وفي تقريرها الخاص بالسفر، دعت الشبكة السياح لاكتشاف جمال مناطق أخرى في المملكة، مثل تطوان ومكناس، التي اعتبرتها وجهات تتمتع بجاذبية لا تقل روعة عن المدن الشهيرة مثل مراكش والرباط وفاس، لكنها توفر تجربة أكثر هدوءًا بعيدًا عن الاكتظاظ.

وفي سياق متصل، توقعت جمعية النقل الجوي الدولي (IATA) أن يصل عدد المسافرين جوًا إلى نحو 4.7 مليار شخص في عام 2024، وهو رقم يعكس انتعاشًا ملحوظًا بعد سنوات من التباطؤ نتيجة تداعيات جائحة كوفيد-19 والتحديات الاقتصادية والجيوسياسية.

وهذا التعافي، الذي أوردته Bloomberg في تقريرها، يعزز الآمال في ازدهار القطاع السياحي عالميًا، ويضع المغرب في موقع استراتيجي للاستفادة من هذا النمو، بفضل تنوعه السياحي واستثماراته المتواصلة في البنية التحتية والخدمات.

وكانت وزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، قد ثمنت النمو الملحوظ في عدد السياح موردة أنه يعود إلى عدة عوامل رئيسية، أبرزها الزيادة الكبيرة في عدد السياح الأجانب، التي بلغت 23%، ما يعادل حوالي 1.5 مليون زائر إضافي، بالإضافة إلى تسجيل عدد المغاربة المقيمين بالخارج (MRE) نموًا قويًا بنسبة 17%، مما ساهم في إضافة 1.1 مليون سائح إضافي إلى الأرقام الإجمالية.

وبدا لافتا، في الأرقام التي عمّمتها وزارة السياحة، أنه خلال شهر نونبر وحده، شهد القطاع السياحي زيادة استثنائية في عدد السياح الوافدين إلى المغرب، حيث بلغ العدد حوالي 1.3 مليون سائح، مسجلاً نموًا غير مسبوق بنسبة 31% مقارنة بنفس الشهر من العام الماضي.

وفي تعليق لها على هذه الأرقام القياسية، قالت وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، فاطمة الزهراء عمور، إن "المغرب يعيش مرحلة غير مسبوقة في التاريخ الديناميكي للسياحة"، مشيرة إلى أن هذا النمو يعكس قوة الاستراتيجية السياحية المعتمدة.

واعتبرت المسؤولة الحكومية، أن هذه الأرقام تعد دليلًا قويًا على نجاح خارطة الطريق التي تم وضعتها الحكومة، وتشير إلى بداية مرحلة جديدة في تطور القطاع السياحي في المغرب، مؤكدة أن هذه الإنجازات تمثل خطوة كبيرة نحو تحقيق الهدف الطموح المتمثل في جعل المغرب من بين أفضل 15 وجهة سياحية عالمية، وهو هدف يترجم الرؤية الاستراتيجية التي تهدف إلى تعزيز مكانة المملكة على الخريطة السياحية الدولية.

يأتي هذا، في وقت أعلنت وزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني عن مجموعة من الإجراءات والخطوات المقررة في برنامج عملها للسنة المالية 2025، والتي تهدف إلى تسريع الوصول إلى هدف استقطاب 26 مليون سائح بحلول عام 2026، من خلال مواصلة تطبيق خارطة الطريق السياحية على المستوى الجهوي، و التوقيع على العقود التطبيقية الجهوية المتبقية ورفع عدد المستفيدين من البرامج الموجهة للنهوض بالقطاع. في هذا السياق، سيتم دعم 570 مستفيدًا إضافيًا من برنامج "Cap Hospitality" في مجالات الدعم التقني والاستثمار، بموجب اتفاقية مع صندوق محمد السادس للاستثمار.

وحسب فاطمة الزهراء عمور، سيتم المصادقة على كفاءات 1450 مستفيدًا إضافيًا في مجالات الفندقة والمطاعم وغيرها من المهن ضمن برنامج "كفاءة" التابع للوزارة، بالتعاون مع الكونفدرالية الوطنية للسياحة. وستواصل الوزارة أيضًا تدريب 2500 مستفيد إضافي من برنامج تكوين الأطر المتوسطة و1000 مستفيد آخر من برنامج التكوين المستمر بمؤسسات التكوين المهني، إلى جانب ترقية 4 من هذه المؤسسات وفقًا لمعايير التميز في إطار برنامج "Cap Excellence" بالشراكة مع مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل.

وكان المغرب، قد تصدر قائمة الدول المنافسة في عدد السياح الوافدين خلال السبعة أشهر الأولى من العام 2024، حيث بلغ النمو في المغرب 15%، مقارنة بـ12% لجزر الكناري و8% لتركيا. كما بلغ عدد السياح في مراكز الحدود 13.1 مليون سائح بين يناير وسبتمبر، بزيادة بلغت 18% مقارنة بالفترة نفسها من عام 2023، أما بالنسبة لمؤسسات الإيواء السياحي المصنفة، فقد سجلت البلاد 21 مليون ليلة مبيت خلال التسعة أشهر الأولى من 2024، بزيادة قدرها 10% مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية، مع نسبة ملء بلغت 50% بزيادة نقطتين مئويتين عن العام السابق.

وبلغت عائدات القطاع السياحي، من يناير إلى غشت 2024 بلغت 76.4 مليار درهم من العملة الصعبة، بزيادة قدرها 7% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. في حين بلغ الغلاف الإجمالي لميزانية الوزارة للسنة المالية 2025 مليارين و226 مليون درهم، منها مليار و868 مليون درهم مخصصة لقطاع السياحة، و466 مليون درهم لقطاع الصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني.

غصّة بنكيران

لا يُفوت رئيس الحكومة الأسبق، والأمين العام لحزب "العدالة والتنمية" الحالي، عبد الإله بنكيران، فرصة إلاّ ويرمي بكل التعب النفسي الذي مازال يحمله في دواخله منذ "البلوكاج الحكومي" الذي تلا ...

استطلاع رأي

من تُرشح ليكون أفضل لاعب مغاربي لسنة 2024؟

Loading...