الناطق باسم الحكومة الموريتانية ينعي مقتل 4 منقبين عن الذهب في المنطقة العازلة مع المغرب ويؤكد أنهم تجاوزوا حدود بلادهم رغم تحذير السلطات
اعترف وزير البترول والطاقة والمعادن الناطق باسم الحكومة الموريتانية، الناني ولد اشروقه، بمقتل 4 مواطنين موريتانيين داخل أراضي الصحراء المغربية، مبرزا أن الأمر يتعلق بمُنقبين عن الذهب تجاوزوا حدود موريتانيا، محذرا باقي المنقبين من مغبة تكرار مثل هذا الأمر.
ولم يتطرق المسؤول الموريتاني، خلال ندوة صحفية عقدها يوم أمس الأربعاء، إلى الجهة التي نفذت الضربة الجوية التي أنهت حياة الموريتانيين الأربعة داخل المنطقة العازلة جنوب الجدار الأمني المغربي، بعد أن سبق لتقارير موريتانية أن تحدثت عن أن الأمر يتعلق بعملية عسكرية للقوات المسلحة الملكية.
وقال المسؤول الحكومي الموريتاني "المواطنون الذين تم استهدافهم، ننتهز الفرصة للترحم عليهم ونرجوا لهم الرحمة والغرفان، ونعزي ذويهم، لكني سأقول نفس الجواب الذي كنا نعطيه دائما، وهو أن من مهام الدولة تأمين الحوزة الترابية الوطنية، بحيث لا يمكن أن يحدث فيها شيء".
وأضاف ولد اشروقة أن الحكومة قامت بحملات تحسيسية سواء على مستوى شركات التنقيب، أو على مستوى الإدارات الجهوية، وعلى مستوى الولاة، تشدد على أن المواطنين الموريتانيين الذين يمتهنون التعدين أن يقوموا بالتنقيب داخل الأراضي الموريتانية.
وكشف المتحدث نفسه أن المنقبين سبق أن طالبوا سلطات بلادهم بتشريع عمليات التنقيب وتحديد الأماكن المخصصة لها، وهو ما استجابت له الحكومة، مضيفا أن الأراضي الموريتانية شاسعة والذهب منتشر فيها، داعيا إياهم من جديد إلى الالتزام بمزاولة عملهم داخل حدود بلادهم.
وكانت تقارير إعلامية موريتانية قد قالت إن 3 منقبين موريتانيين عن الذهب، على الأقل، قتلوا يوم الاثنين الماضي، جراء تعرضهم لقصف خارج الحدود الشمالية للبلاد، كما أدى القصف لإصابة آخرين بجراح، في الوقت الذي لم تصدر فيه القوات المسلحة الملكية أي تعليق عن هذه الأنباء.
ونقلت وكالة الأخبار الموريتانية المستقلة عن ما أسمتها "مصادر في المنطقة"، تأكيدها أن ثلاثة منقبين موريتانيين على الأقل قتلوا جراء القصف الذي تعرضت له السيارة التي كانوا يستقلونها، ولم تقدم توضيحات إضافية عن طبيعة الضربة والكيفية التي تمت بها، لكنها أكدت أن "القصف وقع خارج الأراضي الموريتانية".
وعرفت الأشهر الأخيرة، وفق المصدر نفسه، مقتل عدد من المنقبين الموريتانيين في المناطق المحاذية للحدود جراء تعرضهم سياراتهم للقصف، فيما حذرت السلطات الموريتانيين في مناسبات مختلفة المنقبين من تجاوز حدود البلاد، أو الخروج من المناطق المخصصة للتنقيب عن الذهب بالطرق التقليدية.
من جهتها، أكدت وسائل إعلام جزائرية، وأخرى تابعة لجبهة "البوليساريو" الإنفصالية، أن القصف جرى في المنطقة العازلة، من خلال حديثها عن ما تصفها بـ"الأراضي المحررة"، والتي تزعم الجبهة السيطرة عليها، وهي المناطق التي سقط فيها العديد من قيادتها بعد محاولات لاقتحامها.
تعليقات
بإمكانكم تغيير ترتيب الآراء حسب الاختيارات أسفله :