فوزي برهوم: الشعب المغربي حيٌّ في ضميره.. أظهر للعالم أن المغرب لا يباع ولا يُشترى وثابت على مواقفه من فلسطين
وجّه الناطق الرسمي باسم حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، فوزي برهوم، رسالة تقدير وتحية مباشرة إلى الشعب المغربي، الذي أكد أنه لا يزال ثابتا في دعمه لغزة والمقاومة الفلسطينية، رغم التحولات الكبرى التي تعرفها المنطقة.
وجاءت كلمة برهوم المصورة، اليوم السبت، خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الوطني لحزب العدالة والتنمية، حيث لم تخلُ من رسائل سياسية واضحة، عكست قراءات حركة "حماس" للأدوار الشعبية في دعم القضية، سيّما وأن المغرب يعتبر الدولة العربية والاسلامية الوحيدة التي لم تتوقف فيها المسيرات لنُصرة القضية الفلسطينية.
واستهل برهوم كلمته برسالة وجدانية مباشرة إلى المغاربة وهو يقول: "يا شعب المغرب الأبي، دعوني باسم غزة ومقاومتها الباسلة، أن أتوجه لكم بالتحية الواجبة، تحية الكبار والقيادة الحقيقية للشعب الفلسطيني، تحية المقاومة وجماهير غزة وفلسطين، تحية إجلال لكل الجماهير المغربية."
وفي إشارات واضحة إلى أهمية الحراك الشعبي المغربي، أكد برهوم أن حركة "حماس" تتابع يوميا مشاهد التضامن التي تعم الشوارع والساحات المغربية، معتبرًا أن هذا الوعي الشعبي شكل صمام أمان أخلاقي وسياسي للقضية الفلسطينية في مواجهة محاولات فرض واقع جديد في المنطقة.
وقال برهوم في هذا السياق: "نراقب الجماهير المغربية التي ملأت الشوارع والميادين، تندد بالحرب وتواجه الظلم، وتندد بمشاريع التطبيع الخطيرة التي ما زالت تغزو المنطقة، نراقب الجماهير المغربية يوميا وعلى مدار الساعة، هناك في الشوارع والميادين وفي الطرقات وأمام السفارات، الجماهير التي نصرت غزة ومازالت تصمم على نصرتها، وتتحمل كل ما في ذلك من تعب."
وفي هذه الرسائل، بدا واضحا أن حركة "حماس" تعتبر التحرك الشعبي المغربي أكثر من مجرد دعم ظرفي، بل تراه امتدادا تاريخيًا لثقافة مقاومة متجذرة في الوجدان المغربي، تستلهم روح أبطال التحرر مثل عبد الكريم الخطابي وغيرهم من رموز الكفاح ضد الاستعمار.
وهنا قال برهوم بصراحة:" أقول لكم، باسم فلسطين، وباسم غزة والمقاومة، وباسم حماس، إن ما تقومون به من مسيرات حاشدة ومواقف مشرفة ودعم إنساني ومادي لغزة وشعبها وللمقاومة، هو دليل على أنكم أبناء المجاهدين، أبناء عبد الكريم الخطابي وأبطال المقاومة الحقيقية الذين لا يرضون الذل ولا يقبلون بالهوان."
التصريحات التي ألقاها برهوم، لم تغفل أيضا الإشارة إلى التحديات الداخلية والخارجية التي تحاول كبح هذا الزخم الشعبي، إذ شدد على أن الشعب المغربي، رغم الضغوط والتحديات، ظل وفيا لموقفه التاريخي من فلسطين.
وأضاف برهوم في خطابه: "أظهرتم للعالم أجمع أن المغرب لا يباع ولا يشترى، وأن الشعب المغربي حي في ضميره، وثابت على مواقفه من فلسطين والقدس وغزة والضفة والمقاومة.. رأينا أن صوتكم لم يخفت رغم كل الضغوط والتحديات."
وتحمل هذه الإشادات بعدين رئيسيين الأول، أن المقاومة الفلسطينية تراهن اليوم على بقاء نبض الشعوب العربية حيا، رغم المتغيرات السياسية الكبرى، والثاني، أن في وجدان الفاعلين داخل حماس قناعة بأن دعم المغاربة لفلسطين يتجاوز الأبعاد الإنسانية إلى انتماء نضالي تاريخي يرسخ القيم المشتركة بين الشعبين.
وفي ختام رسالته، جدد برهوم شكره وتقديره لكافة أشكال الدعم التي قدمها المغاربة لغزة وشعبها المحاصر، معتبرا أن هذا الدعم يمثل رافدًا من روافد الصمود والمقاومة في مواجهة العدوان الإسرائيلي، وركنًا من أركان المعركة الأخلاقية التي تخوضها غزة نيابة عن الأمة جمعاء.
ورغم الرسالة المصورة التي بعث بها الناطق الرسمي باسم حركة "حماس"، فقد كان لافتا في سياق هذا المؤتمر أن الوفد الفلسطيني الذي كان من المرتقب أن يحضر الجلسة الافتتاحية تغيب في اللحظات الأخيرة، بعدما كان قد قبل الدعوة في وقت سابق.
ووفق ما أعلنته اللجنة التحضيرية، فإن تعذر الحضور شمل أيضا وفودا من الأردن وليبيا، ما يعكس حجم التعقيدات الإقليمية التي تفرض إيقاعها على تحركات القوى السياسية في المنطقة، في ظل تصعيد ميداني متواصل في غزة وحسابات دبلوماسية متشابكة.
في مقابل ذلك، حملت الكلمة المصورة نفسها رسالة تحدٍّ مضاعفة، فبينما تعذر الحضور الجسدي للوفد، حضرت روح المقاومة في كلمات برهوم، مؤكدة أن دعم الشعوب لقضية فلسطين لا يقاس بالبروتوكولات ولا بالحدود الجغرافية، بل بمواقف ثابتة وصلبة تتحدى الظرف وتؤسس للأمل.
تعليقات
بإمكانكم تغيير ترتيب الآراء حسب الاختيارات أسفله :