النّضالُ بالأوهَام!

 النّضالُ بالأوهَام!
أحمد إفزارن
الأربعاء 5 يناير 2022 - 15:53

■ الأوهامُ لا تَصنعُ نِضالاً سياسيّا حَقيقيّا..
الحاجةُ إلى مُناضِلين حَقِيقيّين.. أمّا النّضالُ بالأوهَام، فهذا ليسَ نِضالاً.. هُو تسَلُّقٌ إلى فَراغ..
وفي بلادِنا فئة نِضالية، لا بالأحلامِ والأوهام، بل بالأفكارِ الفَعّالةِ المَرفُوقَةِ بالعمَل الجادّ..
وفَرقٌ بين النضالِ الحقيقي، وهذا من أجل المَصلَحةِ العامة، وبين النّضالِ المُزوَّر..
النّضالُ المُزوَّر مُجرّدُ تَسلُّق..
والتّسلُّق إلى النّجاح، على سلاليمِ أحزابٍ ونِقاباتٍ وغيرِها، هذا لا يَعنِي - دائمًا - النّجاحَ المُؤكّد.. إنه قد يُوصِلُ صاحِبَهُ إلى مَوقِعٍ على السّطح، ولكن ماذا بعد ذلك؟
هُناك من يَصِل، ولكن البقاءَ في أعلَى غيرُ مؤكد..
وفي المُناضلين من جرّبُوا ما يَحدُث..
البقاءُ في نفس المَوقع، أو رُبّما المزيد من التسلّق، هذا له شروطٌ على العمومِ ترفَع إلى أعلى لوقتٍ مُحدّد، ثم قد يَحدُث تَراجُع..
نجاحٌ شديدُ الهشاشة..

■ النجاحُ المضمُون لا يقفُ إلاّ على ثوابتِ الأخلاقِ والكفاءةٍ والانضِباط، وحُسنِ التّسيِيرٍ والتّدبير..
"المعقولُ" وحدَه يُوصِلُ صاحبَهُ إلى نجاحٍ مؤكّد..
وهذا هو النّجاحُ المَضمُون..
أما الاعتِمادُ على أحزابٍ مشحُونةٍ بالانتهازية، فهذا قد يُنتِج ثِمارًا مُوقّتة، ثم يُسقِطُ "صاحبَها" إلى الخَلف..
• اعتَمِدْ على نفسِك، وكفاءتِك، لا على شبكاتٍ منَ الوُصُوليّين والرّاشينَ والمُرتشين والرّائشين.. 
هؤلاء طريقُهم غيرُ سالِكة..
وفي نَفسِ الوَقت، هي مَحفُوفةٌ بالمَخاطِر..

■ إذا كُنتَ تُناضِلُ من أجل أفكارٍ لفائدةِ المصلحةِ العامة، فأنتَ حتمًا ستُوصِلُ أفكارَك إلى كلّ المَعنيّاتِ والمَعنيّين، وبصَبرِك وإصرارِك، وتَكتُّلِك مع مناضلين يَحملون نفسَ أفكارِك البنّاءة، فأكيدًا ستَحظَى باحترامٍ وتقدير، على كلّ المُستويات.. وسيكونُ هذا نجاحَك الحقيقي..
أما الاعتماد على صراعاتٍ حزبيةٍ مَصلَحيّةٍ انتهازية، فهذه طريقٌ مُغلَقَة.. وغيرُ مضمونةِ العواقب..
وإذا كنتَ تُناضِل، وبصِدقّ وضمير، فإن أفكارَك سوف تصِل، وهذه تكُونُ نجاحَك الحقيقي..
▪︎ أفكارُك هي تنجَح..
ومعها أنتَ ناجِح، مَعنَويّا..
والنّجاحُ المَعنَوي هو الأهمّ..
فماذا تختار؟ أن تَنجحَ أفكارُك، أو تَنجَحُ على حسابِ أفكارِك..
▪︎ السياسةُ الناجِحةُ هي التي تقفُ على أفكارٍ ناجحة، لا على "أشباهِ مُناضِلين"..
المُناضِلون المُزوَّرُون أكيدًا يَسقُطون بعدَ أيّ تألُّق..
ولا يَستطيعُ أيُّ نِضالٍ مُزوّرٍ البقاءَ في أعلَى التّسلُّق..
أقصَى ما يستطيع، يَعقُبُه التراجُع.. لماذا؟ لأنه لم يَقِف على أرضيةٍ صلبَة، ولم يَرتَفِع إلى أعلَى، على أساسِ أفكارٍ قويّةٍ صامِدة..
وليس هذا هو النّضالُ الحقيقي..
المناضلُ المُزوَّرُ لا يعتَمدُ على نفسِه..
يَقِفُ على أفكارِ مُناضِلين آخرين..
والمُناضلُون الحقيقيّون يعمَلون من أجلِ أفكارٍ هي نفسُها مُؤكَّدٌ أنها ناجِحة.. ولا يُمكنُ إلاّ أن تنجَح..
▪︎ وماذا يَعْنِي نجاحُ أفكارِك؟ يَعْنِي أنكَ مؤهّلٌ للنجاحِ بهذه الأفكار..
أفكارٌ تَنجَح، وأنتَ معها ناجِح..
والأحزابُ التي تقفُ على أفكارٍ صادقةٍ صامِدة، هي تُحققُ النجاحَ المُؤكّدَ للجميع: الأفكار، الأفراد، الأحزاب، وكلّ مَهاراتِ البلَد..
▪︎ ووَيلٌ لأيّة "دِيمُقراطية" ليسَت لها أحزابٌ حقيقية، وبالتالي ليست لها نُخبةٌ يُمكِنُ الاعتمادُ عليها..

■ وبِلادُنا زاخرةٌ بالقلوب والعُقول والنوايا الحسَنة، وأحزابُنا تُهمِلُ هذه الفئاتِ الفعّالة..
إنّ الأفكارَ البنّاءة هي وحدَها مُؤهّلةٌ لإنتاجِ مُجتمَعٍ ونًخبةٍ ومَسؤولية..
وهذه طريقُنا المُؤكّدة..
فيها كانت لبلادِنا وما تزالُ نجاحات.. وإلى الآن، وفي نفسِ الطريق، أمامَنا بصَماتٌ مُؤكّدةٌ تَصنَعُها أدمغةٌ وأفكارٌ قادِرةٌ على ترجَمتِها إلى أوراشٍ تِلوَ أوراش...
والفكرُ المَضبُوطُ يُنتِجُ استرَاتيجيّةَ عمَل..
وبالسّواعدِ والعُقول، نحنُ معًا، على الطريقِ السالكة..
مُؤهَّلُون لمَزِيدٍ منَ العملِ البنّاء..

■ في نِضالِنا السياسي سَلبيّاتٌ وإيجابيّات:
▪︎ نِضالاتٌ سلبيّةٌ تطغَى على الساحةِ السياسية بِعقليةٍ غيرِ سَوِيّة..
• لا تعبَأُ بالمُحتاجِ والضّعيف..
• تَقِفُ إلى جانبَ الأقوَى..
• حتى على حسابِ من لهُ الحَق..
• تتَواطأ من أجلِ مَصالحِها..
• تقومُ بتَلميعِ مَن لا يَستأهِلون..
• لإبقاءِ مُناضلين حقِيقيّين في خانةِ الإهمال..

■ وفي جبهةِ النّضالاتِ الإيجابية:
• يَتَمَوْقَعُ المُناضِلُ الفعّال.. هو ذلك الصامدُ في مبادئهِ الخَدُومةِ للمَصلحةِ العامّة.. وهذا يُعتمَدُ عليه..
- لا يُضيّعُ وقتَهُ ووقتَ غيرِه..
- ميّالٌ لقيادةِ فريقِ عمَل، بصَمتٍ وهدُوء وجِدّيّة..
• خَلاّقٌ لأفكارٍ بنّاءةٍ جديدة..
• المُناضِلُ السياسي الحقيقي لهُ قِيّمٌ ويَستندُ إلى قِيّمٍ وطنيةٍ وإنسانية.. ومَوقِفُه ليس من الشعاراتِ الجوفاء..
• يَشتغلُ على الفِعل، لا على القَوْل.. إنه فعّالٌ لا قوّال..
• يُحسِنُ الاستِماعَ لغيرِه.. يتَبنّي الأفكارَ الفاعِلة.. ولا يَتَعصّب..
• يَحرِصُ على حُقوق الإنسان..
• هو مع الحقّ والعَدل أينما كانا..
• يَعتنِي بشؤونِ بلادِه ومُجتمَعِه، وبالإنسانيةِ جمعاء، بتَعقُّلٍ وإدراكٍ وفَهم..
• أينما كان المُناضلُ الحقيقي، تجدُ له أثرًا، وتَشعُر بقيمةِ ما يَبذُل..
■ "المُناضِلُ الحقيقي دائِمُ العَطاء، يَأخُذُ حَقَّه مِن خلالِ حُقوقِ الآخَرِين، وليسَ على حِسابِهم". - ناجِي العَلِيّ.

[email protected]

النظام الجزائري.. ووهم القوة !

صَرَف النظام الجزائري ما يزيد عن 350 مليون دولار عن استعراض عسكري دام ساعتين بمناسية الذكرى 70 لـ"الثورة الجزائرية". كل هذا المبلغ الضخم صُرف من خزينة الدولة، فقط، ليرسخ صورة ...

استطلاع رأي

كمغربي أو مقيم في المغرب، هل تشعر أن ارتفاع الأسعار ونسبة التضخم أثرت على:

Loading...