انفانتينو وأحمد في المغرب.. مُكْتَسَبَين جناهما المغرب من "ديبلوماسية" الكرة

 انفانتينو وأحمد في المغرب.. مُكْتَسَبَين جناهما المغرب من "ديبلوماسية" الكرة
الصحيفة - عمر الشرايبي
الأثنين 3 فبراير 2020 - 19:42

استغل فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، حضور السويسري جياني انفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي "فيفا" والملغاشي أحمد أحمد، رئيس الكونفدرالية الإفريقية "كاف"، من أجل كسب نقاط إضافية في صراع الكواليس داخل دواليب تسسير كرة القدم الإفريقية.

وكان المغرب قد اختار الـ"Timing" المناسب من أجل احتضان اجتماع المكتب التنفيذي للكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، على هامش استضافة نهائيات كأس أمم إفريقيا لكرة القدم داخل القاعة بمدينة العيون، فضلا عن انعقاد اليوم الدراسي حول البنيات التحتية الكروية في إفريقيا، بحضور وازن لأعلى جهاز كروي عالمي، ممثلا برئيسه جياني انفانتينو.

المكتسب الأول.. تعزيز علاقة الثقة مع "فيفا"

في 30 نونبر الماضي، ثمّن فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، مبادرة الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، التي أعلن عنها رئيسه السويسري جياني انفانتينو، خلال زيارته لدولة الكونغو الديمقراطية، والمتعلقة بتطوير كرة القدم الإفريقية وبعض المشاريع المقترحة للنهوض بها.

رئيس الـ FRMF، أكد، حينها، في تصريح له، عبر الموقع الرسمي للجامعة، على انخراط الجهاز الكروي المغربي كما باقي الاتحادات القارية في الإصلاحات العميقة التي ستهم الكرة في القارة السمراء، وهو ما تمت مناقشته وتزكيته خلال آخر اجتماع للمكتب المديري للكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم "كاف"، قبل أسبوعين من ذلك، بالعاصمة المصرية القاهرة.

 وأوضح لقجع أن هذه الإصلاحات التي ستهم تطوير البنى التحتية، من خلال رصد غلاف مالي يقدر بمليار دولار، كما جاء على لسان رئيس "فيفا"، في آخر خرجة إعلامية، مضيفا القول إن الورش الأخير، يعتبر من الأولويات التي تعمل عليها "كاف" منذ سنتين، من أجل تنزيلها على أرض الواقع، منوها في ذات الآن على لعب انفانتينو دور "الريادة" في هذا الشأن.

تماشيا مع هذا التوجه، تم تدشين المركز الوطني لكرة القدم بالمعمورة، بمدينة سلا، في تاسع دجنبر الماضي، تحت إسم "مركب محمد السادس لكرة القدم"، في إطار البنية الرياضية المندمجة الموجهة للتميز وتطوير ممارسة كروية من مستوى عال، والتي أنجزتها الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، حيث كلف إنجاز المشروع أزيد من 630 مليون درهما

المركز نفسه، احتضن، نهاية الأسبوع المنصرم، اليوم الدراسي حول البنيات التحتية الكروية بإفريقيا، بحضور جياني انفانتينو، الذي قال إن القارة الإفريقية، مع تسجيل بعض الاستثناءات، ما تزال تفتقر إلى البنيات التحتية للنهوض بكرة القدم وتسويق المنتوج الكروي، رغم الاستثمارات التي ضختها "الفيفا" في السنوات الأربع الأخيرة والتي تناهز ال500 مليون دولار، مؤكدا عزم الاتحاد الدولي مستقبلا استثمار مليار دولار في البنى التحتية بالقارة الإفريقية حتى يتوفر كل بلد على الأقل على ملعب يستجيب للمواصفات الدولية.

لقجع، رئيس الـFRMF، بدوره، يتبنى خطاب انفانتينو، عندما يتحدث على أهمية تطوير البنى التحتية في القارة الإفريقية، كأرضية للبحث عن استثمارات جديدة وتطوير جانب "الماركوتينغ"، كما المساهمة في توفير المناخ السليم لصقل مواهب أزيد من 500 مليون شاب في القارة الإفريقية، لهم من الموهبة الكروية التي يجب الاهتمام والعناية بها محليا.

علاقة الثقة بين جامعة لقجع والاتحاد الدولي للعبة، تركتز من خلال مضي المغرب إلى الأمام في أوراشه الخاصة بتطوير كرة القدم، حيث من شأن ذلك أن يقوي حضور الكرة المغربية، ليس قاريا وفقط، وإنما حتى على الصعيد الدولي، كما سيسمح بأخد الريادة على مستوى البنى التحتية وقاعدة الممارسة الكروية، في أفق تشكيل منتخبات وطنية قوية، قادرة على المنافسة في مستويات متقدمة لكؤوس العالم "فيفا"

في هذا السياق، سيكون الصرح الرياضي الذي كلف المغرب أزيد من 50 مليون أورو، واجهة من أجل الانفتاح الدولي، من خلال استقبال أندية ومنتخبات عالمية، لتكون مدينة سلا قبلة لـ"معسكراتها"، كما كان فندق "مركب محمد السادس" الخيار الأول لرئيس "فيفا" من أجل قضاء ليلته، على هامش أشغال اليوم الدراسي.

المكتسب الثاني.. قطع الطريق أمام سامورا

من بين القرارات الحاسمة التي خلص إليها اجتماع المكتب التنفيذي للكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم في المغرب، إعلان الاتحاد الدولي لكرة القدم، عن نهاية مهمة السنغالية فاطمة سامورا، التي بشارتها داخل أروقة "كاف" لفترة ست أشهر.

في بيان له، كتب الموقع الرسمي لـ"فيفا" عن "نهاية مهمة الستة أشهر المتفق عليها بين فيفا والاتحاد الأفريقي لكرة القدم للمساعدة في تسريع تنفيذ عملية الإصلاح داخل مجلس إدارة (الاتحاد) الأفريقي بتقديم مجموعة من الاستنتاجات والتوصيات والمقترحات".

وإن كان القرار قد يبدو مفاجئا، بالنسبة لمتتبعي الشأن الكروي القاري، حيث كان من المنتظر أن يتم تمديد فترة عمل الأمينة العامة لـ"فيفا"، فإن دائرة القرار داخل "كاف" تنفست الصعداء، لما كان يمثله حضور سامورا داخل أروقة مكاتب الجهاز القاري بالعاصمة المصرية القاهرة، من "خطر" محدق بمراكز السلطة، لاسيما بعد أن تنبأ البعض بنهاية مرحلة الملغاشي أحمد أحمد، على يد المسؤولة السنغالية.

فوزي لقجع، النائب الثاني للرئيس الملغاشي، أحد الأسماء التي تبقى مرشحة لخلافته على رأس الكونفدرالية، قد يرى في إبعاد سامورا، "خطوة إيجابية" للحفاظ على حظوظه قائمة، خاصة وأن الأمينة العامة لـ"الفيفا"، تظل "خصما" قويا في صراع رئاسة "كاف"، في حال تقدمها للمنافسة، لما تتمتع به من "كاريزما" قوية داخل كواليس التسيير الكروي، بالإضافة إلى الثقة التي تتمتع بها عند جهاز الاتحاد الدولي "فيفا".

وقد يرى البعض أن في إبعاد سامورا، منح فرصة جديدة لجهاز أحمد أحمد من أجل ترميم الوضع القائم في الكرة الإفريقية، دون وصاية الاتحاد الدولي، كما سيشكل فرصة من أجل حفاظ السويسري جياني انفانتينو على تحالفه الإفريقي القوي، قبل موعد انتخابات "فيفا" في 2023.

يشار إلى أنه، عشية انطلاق كأس أمم إفريقيا بمصر، الصيف الماضي، تم تكليف فاطمة سامورا بشغل مهام الإشراف على إدارة "الكاف"، بما يشمل الحكامة والإجراءات الإدارية والمالية، ضمان فاعلية واحترافية كل منافسات الكاف، فضلا عم دعم النمو وتطوير كرة القدم في كل اتحادات القارة السمراء.

تكليف وإن كانت "فيفا" قد اعتبرته، حينها، بعيدا عن أي تحكم في دواليب الحكم، فإن فئة كبيرة صورته على أنه بداية نهاية مرحلة أحمد أحمد، لاسيما بعد "تطويق" عنقه بعدة قضايا في الآونة الأخيرة، أبرزها شبهات الفساد التي فجرها المصري عمر فهمي، الكاتب العام السابق لـ"الكاف"، والتي تم الاستماع على ضوئها، للرئيس الملغاشي، من قبل الشرطة الفرنسية.

مَعاركنا الوهمية

من يُلقي نظرة على ما يُنتجه المغاربة من محتوى على مواقع التواصل الاجتماعي، يمكنه أن يخلص إلى قناعة ترتقي إلى مستوى الإيمان، بأن جزءًا كبير من هذا الشعب غارق في ...

استطلاع رأي

بعد 15 شهرا من الحرب على غزة أدت إلى مقتل 46 ألفاً و913 شخصا، وإصابة 110 آلاف و750 من الفلسطينيين مع دمار شامل للقطاع.. هل تعتقد:

Loading...