بإقالة بولتون.. ترامب يُزيل "حصاة" بِحذاء المغرب في قضية الصحراء

 بإقالة بولتون.. ترامب يُزيل "حصاة" بِحذاء المغرب في قضية الصحراء
الصحيفة - وسام الناصيري
الأربعاء 11 شتنبر 2019 - 13:30

بتدوينة على موقع التواصل "تويتر"، أنهى الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب مهام مستشاره للأمن القومي، جون بولتون، أحد أقوى من يوصفون بـ"صقور" البيت الأبيض، وأكبر المحافظين في الإدارة الأمريكية في العديد من الملفات الدولية التي كان يضع لمسته عليها بكثير من "العنف السياسي"، لعل أهمها الملف الإيراني، وكذا ملف كوريا الشمالية، ثم دعمه المطلق لإسرائيل ضد الفلسطينيين، وكذ موقفه من التفاوض مع حركة "طالبان".

جون بولتون كانت يديه ممدودة، أيضا، في العديد من الملفات في بقاع العالم لعل أكثر ما يَهم المغاربة فيها هو ملف الصحراء الذي كانلـ"صقر البيت الأبيض" السباق، لمسة كبيرة في تغيير العديد من "المسلمات" فيه مثل ما هو الحال عندما ضغط بكل قوة لتقليص مدة البعثة الأممية في الصحراء، المعروفة اختصارا بـ"المينورسو" من سنة إلى ستة أشهر للضغط على طرفي الصراع (المغرب والبوليساريو المدعومة جزائريا) للجلوس على طاولة المفاوضات لإيجاد حل لقضية عمّرت لعقود وأصبحت حصى كبيرة في حذاء الاستقرار بالمنطقة برمتها.

وكان "صقر" البيت الأبيض، المحسوب على التيار المحافظ، قد عبّر أكثر من مرة عن نظرته في التعامل مع العديد من القضايا في إفريقيا من بينها قضية الصحراء، حيث أكد في كلمة له في مؤسسة "هيريتيغ فاونديشن"، أن "النجاح ليس مجرد مواصلة المهمة إلى ما لا نهاية"، معبرا عن احباطها من التمديد لمهمة "المينورسو" كل سنة بدون أي طائل.

وأضاف بولتون "أن أميركا تدعم حصرا عمليات حفظ السلام الفعالة"، ملوحا إلى الضغط لإنهاء بعثة المينورسو في الصحراء. هذا، وسبق لنائبة رئيس مركز الدراسات الأمريكي the Atlantic Council's Africa Center الذي مقره في واشنطن، برونوين بروتون قد قالت إنه "حين يتعلق الأمر بقضية الصحراء، أجد أن مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون يتخذ الأمر على محمل شخصي، بالنظر إلى أنه كان يشتغل مساعدا لجيمس بيكر عندما عين مبعوثا شخصيا للأمين العام الأسبق للأمم المتحدة كوفي عنان إلى الصحراء. ولا أرى أنه يتخذ المسألة بشكل موضوعي."

هذه الخلفية لجون بولتون كانت تجعل الكثير من القراءات السياسية لمواقفه تؤكد أنه كان يميل إلى اتخاذ قرار "متطرف" في قضية الصحراء من خلال "فرض الأمر الواقع" على الأطراف، لتفادي جعل حل الملف معلقا لعقود أخرى.

تصور جون بولتون لحل ملف الصحراء كان صداع رأس للرباط التي كانت تستعمل نفوذها في واشنطن واللوبي اليهودي المغربي المقرب من إدارة ترامب للضغط على المستشار "الصعب المراس" والذي كان الرئيس الأمريكي نفسه يجد صعوبة في "لجمه"، في الكثير من القضايا وكان سببا في إقالته المفاجئة، حسب التحليلات التي أعقب إقالته بتدوية من ترامب.

ويبدو أن المغرب سيجد نفسه أكثر "راحة" ديبلوماسيا خلال الشهور المقبلة خصوصا وأن التمديد ستة أشهر في كل مرة لبعثة المينورسو ليست "قرار مقدسا"، وعليه يمكن إرجاعه لما كان عليه في التمديد للبعثة لسنة لتهيء الظروف الملائمة لأي مفاوضات مستقبلية، بعد رحيل مهندس التمديد لستة أشهر فقط لبعة الأمم المتحدة في الصحراء.

وبالرغم من أن وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو قد صرح، أمس، بعد إقاله بولتون "أنه يجب ألا يتوهم أي قائد في العالم أن غياب أي مسؤول مهما كان في الإدارة، سيغير من سياسة إدارة ترامب حول مختلف الملفات" إلا أن غياب بولتون عن منصب مستشار الأمن القومي في الإدارة الأمريكية سيزيل الضغوط على المغرب في ملف الصحراء وسيكون له تأثير إيجابي لا محالة على القرارات المستقبلية لهذا الملف الذي مازال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، يبحث له عن مبعوث شخصي بعد استقالة المبعوث السابق، الألماني هورست كوهلر لأسباب قيل إنها "صحية"!

إهانة موسمية

المغرب ليس بلدا خاليًا من الأعطاب، ومن يدعي ذلك فهو ليس مُخطئا فحسب، بل يساهم، من حيث لا يدري في تأخر عملية الإصلاح، وبالتالي يضر البلد أكثر مما ينفعه، ولا ...