باعتراف تبون.. محاولات الجزائر لمزاحمة المغرب في مجال صناعة السيارات كلفها خسائر بقيمة 3,5 مليار دولار

 باعتراف تبون.. محاولات الجزائر لمزاحمة المغرب في مجال صناعة السيارات كلفها خسائر بقيمة 3,5 مليار دولار
الصحيفة من الرباط
الأربعاء 16 فبراير 2022 - 14:27

اعترف الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، خلال لقائه بممثلي وسائل الإعلام في بلاده يوم أمس الثلاثاء، بأن بلاده خسرت 3,5 ملايير دولار من أجل إنشاء مصانع تركيب السيارات، والتي كان مصيرها الفشل والإيقاف، وهي المشاريع التي سبق لمسؤولين جزائريين أن اعترفوا بأن الهدف منها كان هو مزاحمة منظومة صناعة السيارات المغربية.

وأورد تبون أن ملف "تركيب السيارات" معقد ويتطلب دراسة مُعمقة، في إشارة إلى الطريقة التي تعاملت بها بلاده مع هذا الموضوع، والتي تُنسب حاليا لعهد الرئيس السابق عبد المجيد بوتفليقة، وأضاف ساكن قصر المرادية أنه خلال السنوات الأخيرة كلف هذا الملف الجزائر خسائر بقيمة 3 ملايين و500 مليون دولار، قبل أن يُعلق "وفي الأخير لا تركيب ولا هم يحزنون"، كناية عن فشل المشروع.

وأبرز تبون أن الطريقة التي تعاملت بها سلطات بلاده مع هذا المشروع كانت خاطئة لأن المفروض أن "التركيب يسمح بالدخول في الصناعة والوصول إلى نسب إدماج تبلغ على الأقل 30 أو 40 في المائة"، والمقصود هي نسبة المواد والأجزاء المُصنعة محليا من إجمالي السيارة التي يجري تركيبها، في حين أن ما كان يجري هو "استيراد السيارات والاكتفاء بتركيب بعض القطع البسيطة ودون دفع الضريبة على الأرباح"، خالصا إلى أن هذه التجربة "كانت فاشلة".

وكان هدف الجزائر من الدخول إلى هذا المجال هو "تدمير" منظومة صناعة السيارات بالمغرب، على حد تعبير الوزير الأول الجزائري الأسبق، عبد المالك سلال، والذي أكد ذلك في نونبر من سنة 2020 خلال خضوعه للمحاكمة في ملف يتعلق بتبذير أموال عمومية، إذ اعترف حينها بأن هذه الخطوة كلفت خزينة بلاده 34 مليار دينار جزائري قبل أن "تنتهي بالفشل".

وأوضح سلال خلال المحاكمة نفسها أنه تحرك حينها لجلب استثمارات تركيب السيارات إلى بلاده من أجل منافسة "دولة مجاورة"، في إشارة إلى المغرب، والتي قال إنه "كان من الضروري تحطيم صناعة السيارات فيها"، مضيفا أن الجزائر كانت سنة 2014 تستورد ما قيمته 7 مليارات دولار من السيارات، في الوقت الذي كان فيه المغرب يتوفر على سوق كبير لهذه الصناعة داخل السوق الجزائري، ما جعله مقتنعا بـ"ضرورة كسر" هذه الصناعة هناك.

يُشار إلى أن إجمالي الاستثمار في أكبر مصنع للسيارات بالمغرب وهو مصنع "رونو طنجة" بلغ 1,1 مليار دولار، وتُحقق هذه الصناعة حاليا نسبة إدماج تصل إلى 65 في المائة وفق أرقام شركة "رونو"، في حين سبق لوزير الصناعة والتجارة والاقتصاد الرقمي والأخضر السابق، حفيظ العلمي، أن أكد أن الهدف هو الوصول إلى نسبة إدماج تصل إلى 80 في المائة، كما أن صادرات السيارات أصبحت أكبر جالب للعملة الصعبة للمملكة متجاوزة الفوسفاط.

إهانة موسمية

المغرب ليس بلدا خاليًا من الأعطاب، ومن يدعي ذلك فهو ليس مُخطئا فحسب، بل يساهم، من حيث لا يدري في تأخر عملية الإصلاح، وبالتالي يضر البلد أكثر مما ينفعه، ولا ...

استطلاع رأي

مع تصاعد التوتر بين المغرب والجزائر وتكثيف الجيش الجزائري لمناوراته العسكرية قرب الحدود المغربية بالذخيرة الحيّة وتقوية الجيش المغربي لترسانته من الأسلحة.. في ظل أجواء "الحرب الباردة" هذه بين البلدين كيف سينتهي في اعتقادك هذا الخلاف؟

Loading...